التونسية (تونس) دعا «مصطفى بن جعفر» رئيس المجلس الوطني التأسيسي في خطابه الاخير النواب المنسحبين للعودة الى المجلس وإتمام صياغة الدستور وإكمال مرحلة البناء الديمقراطي.كما أعلن أنه سيدعو مكتب المجلس للانعقاد الاسبوع المقبل للاسراع في التوصل الى حل توافقي لإنهاء الازمة الراهنة في البلاد . كلمة «بن جعفر» رأى بعض المتابعين للشأن السياسي انها لن تحظى بالقبول لدى زملاء «سمير الطيب» و»منجي الرحوي» سيما بعد فشل مبادرة الاتحاد وفي ايجاد «حل بين «الترويكا» والمعارضة فيما رأي البعض الآخر انها ستحظى بالموافقة ورحابة الصدر باعتبار ان البلاد على مشارف الغرق وان الحس الوطني سيفرض نفسه في آخر المطاف وان أي تنازل يعد موقفا بطوليا لأجل تونس وأمنها واستقرارها . «التونسية « حاولت رصد نوايا النواب المنسحبين بعد كلمة رئيس «التأسيسي» ودعوته لهم بالعودة الى «بيتهم» على حد تعبيره . قالت «نجلاء بوريال «النائبة المنسحبة من المجلس الوطني التأسيسي عن التحالف الديمقراطي ان النواب المنسحبين من المجلس لن يعودوا الى قبته إلا برحيل الحكومة الحالية وتركيز حكومة كفاءات وطنية غير متحزبة ,مضيفة انه يستحيل العودة الى «التأسيسي» في ظل الظروف الراهنة .وأكدت «بوريال» انه لا مجال للحديث عن العودة الى «التأسيسي» إلا في صورة التزام «مصطفى بن جعفر» بالتخلي عن طريقة العمل القديمة مع تحديد مهام المجلس والحيز الزمني الذي سيستغرقه في الانتهاء منها.وأوضحت «بوريال «ان النواب المنسحبين كانوا قد اجتمعوا مع «بن جعفر» قبل ان يتوجه الى الرأي العام بخطابه الاخير وتم التطرق الى جميع النقاط الخلافية , مضيفة ان هذا الاخير كان على اقتناع تام بالشروط المطروحة وهو ما دفعه الى عدم الاعلان عن تاريخ محدد لاستئناف اشغال المجلس ,مشيرة الى ان رئيس المجلس التأسيسي رمى الكرة للاتحاد العام التونسي للشغل بطريقة تكتيكية وتنصل من تحمل المسؤولية عندما قال «لازم الاتحاد ينجّح الحوار «وتابعت محدثتنا قائلة «لا مجال للاستخفاف بالمواقف... قاطعنا المجلس ولن نعود الا بخارطة طريق واضحة لا لبس فيها». لا للعودة من جهته قال النائب «محمود البارودي» عن الحزب الديمقراطي التقدمي والمنسحب من المجلس انه لا مجال للحديث عن العودة للتأسيسي إلا في صورة توفر الحلول الكفيلة بحل الازمة السياسية الراهنة وإخراج البلاد من عنق الزجاجة ,مضيفا ان حل الازمة مرتبط بشرطين مكملين لبعضهما على حد قوله وهما تحديد مهام المجلس التأسيسي والإعلان الرسمي عن فشل الحكومة الحالية وحلها في وقت لا يتجاوز 48 ساعة وتعويضها بأخرى قادرة على تأمين المرحلة الانتقالية.وأكد «البارودي» ان استئناف نشاط المجلس التأسيسي لن يتم إلا في صورة الاتفاق على رئيس حكومة جديد قائلا «هو يبدأ يشكل في الحكومة وإحنا نشدوا بلايصنا في التأسيسي وسننهي الدستور وتشكيل المجلس الانتخابي في ظرف لا يتجاوز 4 اسابيع». «بن جعفر» يعيش في المريخ من جانبها قالت النائبة «سلمى بكار» عن القطب الحداثي والمنسحبة من المجلس التأسيسي ان النواب المنسحبين فوجئوا بالخطاب الاخير الذي القاه «بن جعفر», مضيفة ان هذا الاخير كان على يقين من رفض النواب لمطلب العودة الى قبة التأسيسي . وأوضحت «بكار» انه لا حديث عن استئناف اشغال المجلس في ظل استمرار هذه الحكومة الفاشلة في تسيير مقاليد الحكم على حد تعبيرها وغياب الاليات الكفيلة بتغيير خطة عمل المجلس ككل .كما اشارت «بكار» الى أنّ النواب المنسحبين طالبوا بن جعفر بالالتزام بتكوين لجنتين صلب المجلس التأسيسي واحدة تتكفل بتحديد النقاط الخلافية للدستور والثانية تنظر في المشاكل المتعلقة بالانتخابات . واستنكرت «بكار» ما ورد في كلمة «بن جعفر» ,قائلة «الراجل كاينو عايش في المريخ وماسمعش وماتبعش الاجتماعات والمشاورات الاخيرة» داعية اياه الى الاعتراف بفشل الحوار وفشل المسار الانتقالي في تونس ككل وتعنت «الترويكا» في المناورات وسعيها لربح الوقت». لن نرضخ ولن نعود انتهى الامر اما «سمير الطيب» النائب عن الكتلة الديمقراطية والمنسحب من «التأسيسي» فقد قال بصريح العبارة «لن نعود الى التأسيسي ولن نرضخ لما رضخ له بن جعفر» مرددا «انتهى الامر لن نرضخ لضغوطات «النهضة» ومشتقاتها» .وأوضح «الطيب» ان «بن جعفر» بدأ في خطابه الاخير متناقض التصريحات والمواقف وان ذلك يبرز حدة الضغوطات المسلطة عليه من طرف النخبة الحاكمة .واستنكر «الطيب «دعوة رئيس المجلس التأسيسي النواب المنسحبين للعودة واستئناف الجلسات العامة والحال ان الرباعية الراعية للحوار رمت المنديل وضاقت ذرعا في التوصل الى انجاح مبادرة الاتحاد وان الازمة السياسية باتت اعمق من ذي قبل ,مشيرا الى ان كل الاجتماعات مع «الترويكا» ومشتقاتها مضيعة للوقت لا اكثر. لن نركع ولن نتنازل من جهتها قالت النائبة «نادية شعبان» عن القطب الديمقراطي والمنسحبة من المجلس ان النواب المنسحبين لن يركعوا ولن يوقفوا اعتصامهم كلف الامر ما كلف على حد قولها. وأوضحت «شعبان» ان «الترويكا» الحاكمة لم تقدم اي تنازل الى حد الان يدفع المنسحبين الى التغاضي عن الامر والعودة الى المجلس ,مشيرة الى ان اي تنازل الان سيخدم الحكومة وسيزيد من تعنتها في اجهاض مطالب اعتصام «باردو» .وطالب «شعبان» «بن جعفر» بضرورة القاء خطاب آخر اكثر واقعية وشفافية وان يعلن من منصبه كرجل دولة فشل الحوار الوطني واستفحال الازمة السياسية والبحث عن بديل يدير المرحلة الانتقالية .