لم تكن و هي بين ركامِ الغياب تراقبُ ما كان أو استجدَ من أخبارهِ كانت فقط تعيشُ الذكريات من واقعٍ حملَ ذراتٍ تراكمت من غبارِ غيابهِ و ترحاله ليس لأنه لم يعد فاتنا ... فقط لم يعد بين الخفقِ و النبضِ مقيما رحالٌ هو ، يحبُ التنقلَ و يعشقُ الأسفار لا يستقرُ على يابسةٍ حتى يستفزهُ صفيرُ قارب فيبحرُ مخلفا وراءه ُ ميناء هي لا تشكو فذاك دأبُ البحار وقد منحها الغيابُ الدائم خلوةً في كوخٍ بعيدٍ كان يقطنهُ صياد اعتادت أن تطيلَ فيه البقاء تراقبُ الموج و تخبرهُ أنها لم تعد تخشى الأسفار و لا تنتظرُ قادما و لا تلوحُ يداها المرتعشتان من البرد حين يقدمُ في ليالي الشتاء قاربٌ سيار ضمها الموج و أودع في قلبها قنينة حملت رسالة الوجد في غفلةِ البحر لما لفظ العمقَ في كف الهوى وانحسر مده عن تياراتِ الانبهار مخلفا ما توارثهُ الماضي عن أصدافِ حورياتِ الحب و جنياتٍ كانت تعقدُ السحر وتنفثُ في القلوب تبشرُ بالعشق وتنشرُ بين شطآنهِ تعويذاتِ الغرام لملمت ما تبعثرَ من شظايا أصدافِ قلبها عن الرمال ضمتها قبلتها قرب أذنها بيأسٍ وضعتها لم تنبسِ الصدفة ولكن همست شفاهُ الروح ِ فيها له و تمتمت أحبك