همستي لهذا الأسبوع ترتدي نكهة الزيتون المناضل .. وتعانق جنائنَ شموخ الوطن .. أستضيف في همستي اليوم.. مبدعة من أحضان فلسطين .. تلتحفُ هيبةَ الحزنِ في نبضها .. وتمتطي صهوةَ الحلم الأخضر ... ضيفتي اليوم هي الرائعة / فدوى روحانا .. ال " تعبقُ " روحها بعطر " الكرمل " الشااامخ .. مهندسة صناعية.. تدغدغ الحرف بروحها.. وهاوية للتصوير الفوتوغرافي بالاضافة الى عملها كمستشارة في الأممالمتحدة .. بحروفها وصفت " فدوى " نبضَ " فدوى " .. فتقول : ( كما البحر أموج على شواطئ الحياة منحسرة عنها تارة ومندفعة اليها تارة أخرى كما السحاب مزروعة سمائي بوعد لمطر لا يأتي ولو مرة كما الليل في أعماق ظلماتي شعلة وزهرة كما الأرض ألف ألف, وتلف بي الدنيا من سكون الى أعاصير الى ركود كما الثورة كما النار أشتعل وأتوهج وأخبو وأنطفأ كما الجمرة كما الشتاء ماطرة روحي بقطرات سراء وقطرات من الحسرة ) ... من خلال الصورة حدثتني فدوى عن الوطن .. وأحلام الوطن .. ووجع الوطن .. فاخترتُ لكم من بينها .. هذه الصورة .. لعلها تُحاكي نبضَ قلوبِكم بشموخها وبهائها ... أحبتي ..اسمحوا لي أن أنثرَ لكم هنا حواري الياسميني مع المتألقة فدوى ... كونوا معنا ... * ....من خلال الصورة ترسم فدوى إحساسها بهموم الوطن (التصوير).. الى اي مدى ترتبط فدوى بهذه الهواية؟ * هي هواية جديدة لدي كوني عشت في مصر فترة طويلة وعدت منذ سنة ونصف للبلاد بدأت التعرف عليها من خلال العدسة ونوعا ما ارتبطت بها..حولي ,الأزهار والمخلوقات , السماء , الغمام ,الناس, الاماكن وما يفصلها من مساحات , انغمس كلي في التقاط مشهد قد لا يكون موجودا في الصورة او على عدسة الكاميرة لحظة التقاطه ولكنني اراه بعين روحي, قد يكون مجرد انعكاس لكل ما يرسمة خيالي من لوحات أشكل منها عوالما داخلية بعد ان نُسف عالمي الحقيقي باكمله..في العدسة وجدت فرصة الغرق في تفاصيل اللحظة للهروب من اغترابي.. ربما احاول اعادة تفاصيل فلسطين المنسية....أجدني دائما ابحث عن وجوه كبار السن , اقرأ كل تاريخنا ومأساتنا في تجاعيدهم * قرأت بين حروفك حبك للتحدي واختراق المجهول.. رغم كل الوجع الصارخ حولك هل ما زال الحلم يتنفس؟ أحاول أن ارصد ذاكرة تنازع النسيان اخترت من البحور اوعرها ولم ابحر يوما مع التيار لا ادري الحقيقة حاليا اجد احلامي هشة ومشوشة وتائهة كمثل هذا الشرق ... * لمن تكتب فدوى ... ؟ * الكتابة هي وسيلتي للبوح ايضا كما التصوير , هي ملجأ لي من اغترابي .. لم أستطع أن أقاوم اغواء الصفحات البيضاء.. أن أعبث بها وأخربش في مساحاتها اللامتناهية ..فالكتابة تساعدنا أحيانا على رسم صورة لذاتنا والنظر بعمق أكبر الى النسيج الكلي لروحنا بهشاشته وصلابته ,بسكونه وضوضائه , بتماسكه وارتعاشاته ,بما يدغدغ فيه من ترقب لذيذ وما ينهش فيه من هواجس وأرق, بكل ما تشابك فيه من حواس , من عواطف, من مشاعر, من أفكار, من قناعات أو تساؤلات, من حنين وأمنيات ,من أمل وكأبة ,بما ظلله من أشجان وأحزان وما أضاءه من شحيح السعادة , من بهجات ومسرات , بكل ما تراكم فيه من جروح وندبات, بكل ما توارى في طياته من غرائز ورغبات,من توق لاشياء تكون أحيانا مبهمة, من مكنونات ما زلنا لا ندركها وما زلنا نبحث عنها في غياهبنا المظلمة فأن نترجم كل ذلك الى مفردات يجعلنا نرى أنفسنا بوضوح أكثر برغم كل الفوضي التي تعترم فينا * المراة الفلسطينية المبدعة داخل الاراضي الفلسطينيةًالمحتلة.. هل هناك قيود تحد من انطلاقتها ؟ نعم بالتأكيد هناكالكثير من العوائق التي تقف في طريق المرأة المبدعة هنا في فلسطين كوننا مهددين بالثقافة الهجينة التي تحاول اسرائيل ان تفرضها ولكوننا نعيش بافق ضيق محاطين بالغرباء , محرومين من التواصل مع العواصم العربية مع جذورنا او امتدادنا الثقافي والحضاري... * الى أي مدى يؤثر جرح الوطن في فدوى كمبدعة .. سواء سلباً أو إيجاباً ؟ * ان كنت مبدعة فبالتأكيد فلسطين هي من صاغتني بكل جراحها ونحتتني لأكون ما أنا عليه اليوم ... * !!!فدوى ... احلامك...؟ * .....أن يعود لي وطني ........................... ..... كانت هذه هي آخر عبارة في حواري مع فدوى " أن يعود لي وطني " .. تركت في أعماقي غصة .. أظن أن مرارتها لا يمكن أن تُنسى ... !!! ... من خلال الصورة حدثتني فدوى عن الوطن .. وأحلام الوطن .. ووجع الوطن .. فاخترتُ لكم من بينها .. هذه الصورة .. لعلها تُحاكي نبضَ قلوبِكم بشموخها وبهائها ... ... شكراً بحجم السماء للرائعة فدوى أن تقبلت دعوتي المتواضعة لتكون ضيفة مميزة في " همسة الأسبوع " .... و .. جوريتي الحمراء .. لها .. ولقلوبكم النقية ..