ما بالهم ينسون: يضاهون البكاء ببلادة شفتين ممطوطتين ينقشون من أرواحنا سلالة من بكاء يرهقون أقمارنا بنجوم باهتة ولا نملك سوى ارتباك أعمارنا ما بالهم ينسون : الفرات سابغ ملحه ينفثون في دمنا غربة يشهقون بأسمائنا انتظرنا غيمة البوح مثلما تستظل أوقاتهم التفاصيل ارتباك وذر رماد يمدون ما استطاعوا من ليلهم والليالي سليلة قصاص غابر يتقاسمون قميص غفلتنا تستوحش أقمارهم أعيننا كلما أبصرونا. ...... ما بالهم ينسون : وطنا من رماد أبنائه أرصفة تشيخ على غير ما يعتقنا الانتظار حينما اشرأبت أصواتنا أدركنا خرس الأماني يستوقفنا الموت صباح كل اتقاد ويسألنا عن حالنا سخرية من تلاوين شتى وسرب من الدمع فاقد لريش البكاء ............ دمعنا ذاب وهذا العمر ظلُّ يسكب الحزن على الأرواح طلُّ وطني أنت وحيد الهمِّ .. لا صحب وأهلُ وطني قحط وفيك الموت نخلُ ........... ما بالك تنسى: أيها الموت يا سليل المَقاتل يا ربيب الألم المكفهر لا تسيل عليه فتمسح عنه الدم والتراب دعهم على غفلة يسيلون على جثة وطن مباح يكفنون الوقت بالأمنيات يقايضون أرواحنا بالرصاص الأعمى ينقبون عن موتنا في الهويات أسماؤنا ميتتنا ليتركوا لنا الصبية الناحلين السمر المعطرين بالدم ... جناحٌ طار في أفقٍ وهاما يلملم صوته وطناً فغاما وأمطر من ترقبه انتظاراً وأودع في بدايته الختاما ... ما بالك تنسى: أيها الوطن المستبد بأرواحنا أيها الأصم أيها الفواح بالخرس فلست كباقي البلاد ترى لتقلقَ، تأرقَ أو تسهرا وشأنك في أن تكون كبيراً وشأنك لو شئت أن تصغرا أتأمرُ غيرك خوض بحارٍ وتغرقُ غيرك كي تعبرا؟ ونمضي وتمضي تريد وصولاً وتوشكُ.. لكن إلى القهقرى تُمنّى بأنكَ سدّاً منيعاً وتوحي لوهمك لن تقهرا ووهمك أضحى يمسُّ مداكَ فترفعُ رأسكَ لن تبصرا ما بالك تنسى : أيها الوطن الضيم أيها الوطن الموت ماذا ستفعل لو علا طوفانها قد تشتهي ما يشتهي ربانها وتريد أن تنجو بأنك نوحنا أخطأت إذ سيل الهوى ربانها يا واقفاً في الشمس تأمل ظلها والشمس تغرق في الأسى أشجانها يا أنت يا وطني أعدت نشيجها ناديتني إن الصدى أزمانها يا موطناً لعب الضياع بعمره قد كنت أدري ما حوى عنوانها قابيل ما أدراه أصبح قاتلاً من قبل أن توحي له غربانها يا زارعاً ظل القصيدة جنة قد أورقت حزناً بها أغصانها قد غادرت وجه الربيع فراشة لتفرَّ من أزهارنا ألوانها يا ظامئاً ودمي صدىً فانهل به ما يحتويه من الصدى ريانها وتجرك الأحلام نحو مدينة شعثاء يندب ذكرها نسيانها في يوم يهربُ ظلُّنا من خلفنا وتفرُّ خلفَ سيولِها وديانُها ..... نسيئة نحن بكاء فج من عيون ناشفة فما بالنا ننسى؟