سيدتي الكريمة كل عام وأنت بخير، لن أبدأ مقالتي بالحديث عن عام 1432ه العام الجديد وعن المستقبل الحالم الجميل المتأمل تحقيقه بالنسبة للمرأة بوجه عام، ، لأن التراكمات التي حدثت في الماضي لابد أن تصبح ملقاة على هامش التأريخ أو كما يقال وراء الظهر ولا نعير لها اهتمام وأن نكتفي بالتغيير عما سبق.. هنا حاولي أن تطبقي الحدث بالتعبير عن أمنيات جديدة وطموحات أجمل تودين لو تتحقق وما أسهل أن نحلم ولكن الواقع يصرع الأحلام، ولكن حين تجدين وتدركين معنى الخوض في تحقيق ما تصبين إليه حتما سيتحقق حلمك وأمنيتك.. بالفعل لا بالكلام والتخطيط لا بالثرثرة النائمة أو البليدة الكسولة، هنا فقط تتحول الأمنيات إلى واقع ملموس، والأجدر بك أن تنظري إلى الماضي وتقلبي صفحات عامك المنصرم 1431ه وتحاولي تقييمه، أجل تقييم سلبياته وإيجابياته ومعرفة أسباب كل منها حتى تضيفي مزيدا من الجوانب الإيجابية التي تميز بها عامك الجديد.. سيدتي الكريمة أنظري وراءك واسألي نفسك بمنتهى الصراحة والأمانة عن أسباب تلك العشوائيات والظواهر السلبية التي تميز بها عامك الماضي بالشعور النفسي الضيق، لا تنزعجي من كلماتي، فالماضي وصل للغد وهو بالفعل ركيزة المستقبل الآتي قريبا... لو سألتي نفسك لماذا الحلم يضيع؟!! وأنت بيديك ضيعته!!، هل تراك تقحمين المسير في نتيجة أخرى لتضيعي ما بقى من حلم لم يتحقق، أظن أنك لن ولم تكرري المأساة الماضية، هل شعرتي بالوحدة يوما ما؟!! وهل صار عندك مأزق يلويك حينا ويعتريك حينا آخر؟!! وهل ثمة شعور عاطفي يلامسك أو بالعكس ينقصك؟!!.. سيدتي الكريمة أسألي نفسك هل زوجك قد تباعد عنك وتزايد خروجه وحده؟!! ولماذا تزايدت معوقات الأسرة ؟!! ولماذا كل ساعة تقابلك معضلة في المنزل؟!! ولماذا فكر زوجك بالارتباط بامرأة أخرى؟!! هل شاغلك استمرار تجني الحماة أو أخوات الزوج؟!! ولماذا لا تكون زوايا البيت نظيفة؟!! سيدتي الكريمة أسألي نفسك لماذا أنخفض مستوى طفلك الدراسي وتكررت شكوى مدرسية؟!! لماذا ينقصه الترتيب؟!! لماذا يشده الشارع عن المنزل؟!! هل له نقيض يفكر ليمسك به؟!! وما هو التأثير الفعلي ليتحرك من أجله بدون أي ضرر؟!! هل تتوقعين من إهماله وعدم تركيزه أو شراسته في تعامله مع رفاقه في المدرسة أو البيت أو الشارع؟!! سيدتي الكريمة أسألي نفسك لما تزايد إهمال خادمتك؟! ولماذا أصبحت تتصف باللامبالاة الشديدة لدرجة جعلتها تهمل طفلك مما أدى إلى سقوطه وإصابته بجروح أو رضوض؟!! هل تغارين منها من ناحية زوجك؟!! ولماذا الغيرة ؟!! هل فيك نقص هي تكمله له؟!! سيدتي الكريمة أسألي نفسك، لماذا تباعدت صديقاتك عنك وتوقفن عن زيارتك؟!! ولماذا نظرية الكبرياء فيهن أو عليهن؟!! وهل من هن من يوصل لك كلام ونميمة؟!! ولماذا عندما تنصحك صديقة لا تسمعين نصيحتها؟!! وهل أنت ممن يركبن موجة الفخفخة ويقولن عندي واشتريت وسافرت؟!! وأخيرا أسألي نفسك لماذا بالرغم من الدخل المادي المرتفع الذي تتمتعين به أنت وزوجك وبالرغم من كل وسائل الراحة الحديثة المتوفرة لديك لماذا لا تشعرين بالسعادة ؟!! لماذا يغلب عليك الاكتئاب في اغلب الأحيان؟!! وعندما تجدين الإجابة على كل تساؤلاتك ستكتشفين أنك وبمنتهى البساطة قد غفلت عن تنظيم حياتك وإعطاء كل جانب فيها ما يستحقه من أهمية وجهد وعناية بحيث لا يطغى جانب على الآخر.. سيدتي الكريمة اهتمامك بعملك وبطموحاتك لا يجب أن يدفعك إلى إهمال دورك كزوجه وكأم، اهتمامك بزوجك وبأبنائك جانب جوهري لا بد وأن تضعيه في المقام الأول، وحرصك على الإشراف على خادمتك والاستفسار عن مشاكلها وما تعانيه يشكل بالمثل عاملا هاما لأنه سيشعرها باهتمامك بها وبحرصك على راحتها وسينعكس ذلك عليها بمزيد من العناية من جانبها اتجاه طفلك... سيدتي الفاضلة الكريمة خلاصة القول لا بد وأن تحرصي على الاستفادة من أخطائك الماضية وان يكون شعارك في العام الجديد نحو عام أهم ما يميزة الترابط الأسري ..