حصري لأوتار ملاحظات تاريخية من أجل الذاكرة وليس نقدا لمسلسل الشحرورة -حينما صفعت صباح أنور وجدي في شقته الخاصة!! -في مصر لا يريدون أن يتفوق أي عربي على رموزهم ويتعمدون التشويه طلب مني أن لا أكتب عن المسلسل لأسباب خاصة ولكنني سأكتب" نعم هنالك مؤامرة على رموزنا الفنية والأدبية والإبداعية في مسلسل "الشحرورة"، وهذه مشكلتنا مع كل عمل ينفذه الأشقاء وجب أن يكونوا من الأشقاء في مصر، ولا نزال نعاني من تقديم المرأة اللبنانية في الأفلام والمسلسلات المصرية على انها امرأة رصيف ، وسوقية وتاجرة مخدرات وسلاح ولعوب، وشقراء ساذجة همها المال، ومن غير هدوم بمناسبة ومن دونها، ولا ننسى كيف أسيئ لنضال اللبناني وإعلامه كلما تحدثوا عن عهد جمال عبد الناصر حتى غيبوه كليا، ولم تعد حقيقة دوره موجودة، وحينما أراد أحمد ذكي أن يذكر دور اللبناني في فيلم "ناصر 56" كان تصويرا حوارا مخجلا لا يليق بالخدم، وها نحن تلمسنا ما كنا نخافه في مسلسل يروي سيرة امرأة استثنائية في الفن والحياة والبوح، فنانة قدمت فنا مغايرا، وأناقة علمت منها نجمات مصر وسيداتها كيفية ارتداء الثوب الأنيق، وموالا هادرا لم تعهده المحروسة، وشبابا غنيا بالمواقف، ولأنها كذلك وجب أن تقدم دراميا بمسؤولية، وليس باستخفاف، وتشويه صورتها، وتاريخ بلدها، ورموزه التي قدمت للعالم عزا ونظافة وفخرا!! حادثة نرويها في زحمة العمل رن هاتفي، وكنت يومها مشرفا ومسؤولا عن مطبوعة سورية، كان صوت الأسطورة صباح يخبرني بأنها اجتمعت مع المخرج المتفوق والمتميز حاتم علي لوضع النقاط الأخيرة على مسلسل يروي قصة حياتها،وقالت:" أنا متحمسة أن يقوم العمل على خبرات الفنانين السوريين، فالدرامة السورية اليوم هي الأهم والأولى، وأيضا المصريين واللبنانيين"، وما أن أنهت اتصالها أخذت الهاتف، وتحدثت إلى المخرج حاتم علي حيث أكد بأنه اجتمع مع صباح في الفندق الذي تقيم به 3 مرات، ولكنه لم يتفق مع الجهة المسؤولة ماديا عن العمل..وحينما التقيت بالست صباح طلبت منها أن تصر على أن يكون المخرج والكاتب من سورية، ففي مصر لن يسمح بأن تكون شخصية فنية سياسية أدبية إعلامية أهم من النتاج المصري مهما كلف الأمر، وسيعملون على تشويه صورتك وصورة من ستتحدثين عنهم ومروا بحياتك من غير المصريين، كما أن البيئة السورية هي الأقرب إلى اللبنانية!! كلف فريقا مختلفا ذو خبرة محدودة جدا، وبدأ تصوير العمل، تنبهت كلوديا عقل لما ذكرته أنفا، حاولت أن تعالج ما يمكن معالجته من أخطاء متعمدة، وحوارات ساذجة، وفبركة شخصيات وهمية، وإلغاء وجوه مبدعة من لبنان على رأسها روميو لحود..نعم كان دوره ملغيا لو لم تتدخل صباح، وقيل أنهم تكرموا عليه ب3 مشاهد، لا بل المؤلف والمخرج قالا: " مين ده رميو بيشتغل إيه؟"!! لا أعلم كيف يسمح لشخص أن يكتب ويؤلف و يعمل على قصة شخصية مؤثرة وهو لا يعرف عنها أي شيء، ولا يعرف غير من هم في غرفته ودوار منزله بحجة أنه ينتمي إلى كذبة الريادة وما شابه مع أن من أسس هناك في كل المجالات الإبداعية كان لبنانيا وسوريا؟ وكيف تقبل السيدة صباح بفريق عمل يصر أن يأخذ المعلومات عنها من صحف صفراء، وجهات مشكوك بصدقيتها كما صرح المؤلف بأنه اعتمد على معلومات بعيدة عن صباح لكنها كانت موجودة، ربما غاب عنه أن صاحبة العلاقة حية واسمها صباح؟!! المسلسل عرض، وخرجت عائلة صباح مجرمة، مشتتة، ووالدها قوادا يتاجر بزوجته وبناته من أجل المال مع انه ابن الجبل والضيعة والجرد وكلنا يعلم ماذا تعني هذه المناطق، ولا وجود لموهبة صباح، ولم يشيروا إلى قوة نفس صباح وموالها، لا بل خجلوا من صوتها، وسمحوا لكارول أن تغني بدلا من صاحبة الصوت، علما في مسلسل إم كلثوم لم يسمح لأحد أن يغني غير صوت أم كلثوم، كما قتلوا عمدا أهم الزجالين في الوطن العربي وهو شحرور الوادي، ربما حتى لا يقال أن الزجل خرج من لبنان، والأخطر أن صباح ولدت وترعرعت في ظل الاحتلال الفرنسي لبلادنا، وهذه الحقبة غيبت كليا، وكل المشاهد لم تتطرق إلى ذلك كما لو كانت صلاح وأسرتها في كوكب أخر!! حياة صباح عامة وقبل أن نتهم بالتجني نشير إلى أنه ليس من عاداتنا ان نكتب النقد عن أي عمل درامي يعرض في بداياته، وليس لائقا أن نشير إلى ابعاد فنية ودرامية وما شابه لعمل لا زال في حلقاته الأولى، لكننا نسمح لأنفسنا أن نشير إلى ملاحظات تاريخية معروفة عند أغلب الإعلاميين والناس قدمت في الحلقات الست من مسلسل "الشحرورة" بطولة كارول سماحة ورفيق علي أحمد، ونشير إلى أن صعوبة تقديم هذا العمل وكثرة النقد والانتقادات التي ستواجهه مبنية على علم ومعرفة مسبقة لكثير من تفاصيل حياة الشحرورة، فالسيدة صباح لم تفصل حياتها الفنية عن حياتها الشخصية، وكانت تتصرف تحت الشمس وليس في الغرف المغلقة والسوداء، ونظرا لكونها تتواصل مع الإعلام كما لو كانت تؤدي وصلة غنائية جادة جعلت عشاقها يعرفون أدق التفاصيل عنها، وقد تكون أكثر فنانة في العالم ظهرت عبر التلفزيون والفضائيات والصحف والمجلات والإذاعات، ولا نبالغ إن قلنا هذا، فصباح دائما جاهزة للبوح وللخبر وللغناء فإما متزوجة، أو مطلقة، أو عمل فني جديد، أو مفاجآت خاصة، أو حركة استعراضية تلفت النظر أو أناقة جديدة صارخة، لذلك لا عجب أن وجدنا الكثير من المتابعين يعرفون يتدخلون بأدق التفاصيل عنها، من هنا رأينا أن نشير إلى أحداث وردت في المسلسل وتواريخ كان الواجب التنبه إليها. وقبل الولوج بالملاحظات لا بد من لفت النظر إلى التقنية العالية في تصوير العمل، واختيار المناطق، واجتهاد كارول سماحة، ووضوح دورها الذي بدأ مع الحلقة الخامسة بشكل جدي لكنها حتى البرهة ليست قريبة من شخصية صباح ورشاقتها وخفة ظلها، إلا انها ممثلة جيدة تؤدي دورها بنجاح عابها انها سمحت لنفسها أن تلعب دور صباح في سن ال 18 حيث ظهرت للأسف في سن ال 30، وهذا عيب من عيوب العمل سننتقده لاحقا، والتقنية العالية التي أداها بعض الممثلين اللبنانيين. الطفلة التي أدت دور صباح كانت ناعمة ومهذبة وهادئة بينما صباح كانت قوية وغيورة، وجنية وشيطانة أو عفريته كما يقال في بلادنا، وصاحبة مقالب لا توصف، وجدها الخوري كان غنيا وقاسيا، وصاحب وهره ولا يحب أن يناقشه أحد، وكان يضرب صباح، ويلحق بها حاملا العصا، ومباشر بإعطاء رأيه، وذات مره وظف لعائلة صباح خادمة!! صباح الطفلة لم تكن في الحقيقة وحيدة بل كل أطفال القرية والحي رفاقها على عكس ما قدم، ولا وجود لصديق اسمه محمود بل صديق اسمه جورج. كما كانت صباح تغار جدا من شقيقتها لمياء، وتصنع لها المقالب المحرجة والقوية، فالكل كان يعتبرها أجمل وأفهم من صباح، ومهذبة أكثر، لا بل كان الأب والأم يقولان لصباح " يخربيتك ما حدا رح يتزوجك".. ربما هذه أوجدت عندها عقدة الزواج المتكرر!! لا وجود لعمها خليل ولخالتها جميلة في حياتها، وعمها شحرور الوادي مات نتيجة خطأ طبيب حيث أصيم بكريزة رمل وعلى أثرها أعطاه الطبيب إبرة سببت له التسمم فمات نتيجة تضرر كليته، والغريب عدم الاكتراث له ولدوره في حياتها، و ما ترك من أثر في موهبتها..هذا لم يكن واجبا، وللعلم خالتها تدعى نظيرة وتزوجت ورزقت بأولاد، وعمتها هيفاء هي التي كانت خياطة وليس تلك المرأة الغريبة، ولا وجود لفتاة تظهر فجأة لتشتري لها الفساتين قبل سفرها إلى مصر! موت شقيقتها جوليت كان أثر إطلاق النار من شابين تعاركا في ساحة القرية فأصيبت جوليت بينما كانت تتسلق شجرة "الأكيد نية" لتقطف ثمارها مع رفيقاتها على عكس ما جاء في العمل. ومن الأمور التي وجب معرفتها لصدقية الزمن وتاريخ بدايات صباح نشير إلى ان صباح ذهبت إلى امتحانات الإذاعة اللبنانية " الشرق الأدنى سابقا" في تلك الفترة بعمر 6 سنوات، ووضعت لها الطاولة لتصعد عليها وتغني أمام الميكروفون ولجنة الحكم رفضتها، وغنت أمام الموسيقار الكبير فريد الأطرش بعمر 11 سنة، وليس بعمر ال 18، حينما تبلغ الفتاة هذا العمر يكون صوتها قد بلغ واكتمل وأصبح واضحا، وهذا خلل بالبنية الدرامية لكون المسلسل أشار إلى ان عمرها كان 18 ورفضها فريد حينها، كما أن صباح عادت وفي عمر 14 سنة لخوض تجربة الإذاعة بعد أن حصل فاضل سعيد عقل على رسالة توصية من القائد الفرنسي شارل ديغول الذي سمعها وأعجب بصوتها وموهبتها، فذهبت صباح وغنت ونجحت وسجلت، وهنا نذكر أن صباح ذهبت إلى مصر وهي عضوه منتسبة إلى إذاعة لبنان. كما أن أسيا داغر لم تقوم بزيارة لبنان لمشاهدة ورؤية صباح، بل دعت صباح إلى مصر مع أسرتها بعد مشاهدة صورها الفوتوغرافية. أما الصحفي الكبير سعيد فريحة فلم يعمل موظفا في صحيفته ولا في داره "دار الصياد" بل كان المالك والرئيس، وللعلم هو من رموز لبنان والوطن العربي ومن المعيب أن تمر المسألة هكذا، وكان الواجب على الفريق اللبناني أن لا يقبل بهذه المسخرة المسخ بحق رمز من بلادنا! ولا ندري ماذا سيقدم العمل في مسخ وتشويه و تقزيم وتدنيس وتخريب وتقليل من قيمة المبدع عاصي الرحباني و الأيقونة فيروز، و الملهم فيلمون، والهادر ووديع، والظاهرة شوشو، والرئيس شمعون وشار الحلو..وإن كانت على شاكلة ما قدم بحق أسرة صباح، وبحق صباح وسعيد فريحة فنطالب بفتح تحقيقا فوريا مع كل العاملين في هذا العمل، وإعادة الاعتبار إلى رموزنا التي لا نقبل أن تهان، وللعلم لبنان لا يقوم على يد السياسي بل على يد المثقف والفنان والإعلامي والمبدع فيه!! في الحلقة الثالثة من المسلسل ظهر أن رياض السنباطي هو من أطلق اسم صباح على جانيت، والحقيقة أنه نشرت صورة جانيت على غلاف مجلة الصباح المصرية، وطلب من الناس اختيار الاسم الذي يناسب هذا الوجه الجديد، فكان الإجماع على اسم صباح...ما يمنع المشرفين على المسلسل أن يقولوا الحقيقة، وينقلوا الأحداث كما هي خاصة أن في سيرة صباح الكثير من الأحداث التي تهد الجبال...التقنية في تنفيذ العمل مهمة ولكن اختراع الأحداث لا علاقة له بحياة صباح.. لا يصفع أنور وجدي!! وفي الحلقة الخامسة من المسلسل يقوم أنور وجدي باستدراج صباح إلى شقته الخاصة بحجة عيد ميلاده، ويخبرها بأنها ستكون هي نجمة العيد مع بعض الفنانين، ولكنها تدخل إلى شقتها ولا تجد أي فنان ولا معازيم، وفجأة يعبر لها عن حبه ويطلب منها أن يحبها فترفضه، وتصر على أن يتزوجها ومن ثم تخرج من شقته مسرعة!! الحقيقة أن سياق الموضوع صحيح إلى أن تكتشف صباح عدم وجود المعازيم، عندها يقترب أنور وجدي منها معبرا عن حبه ويحاول تقبيلها وما شابه، فما من صباح غير انها صفعته صفعة قوية، وتشده إلى الخلف لتعود إلى منزلها مسرعة. بسبب هذه الصفعة قرر أنور وجدي الزواج من صباح، وطلب يدها رسميا من والدها في صباح اليوم الثاني!! نشير إلى هذه الحادثة لأهمية الصفعة وليس لأهمية طلب زواج أنور، فالصفعة كانت ستحدث بعداً دراميا مختلفا يا من تفهموا بالدراما، ولكن من غير المقبول أن يقدم رمز من رموز الفن المصري بغير ما يسوقونه، ولن يسمح أن يمس، ولكن يسمح بمس رموز فنية وطنية قيمة من دولة ثانية!! أما المفاجأة الثانية فكانت أن حسين صدقي هو من اختار فاتن حمامة لتلعب دورا ثانويا أمام صباح، والحقيقة صباح هي من اختار فاتن التي كانت قد غيبت عن التمثيل وتستعد للغناء، ونصحتها صباح بالتركيز على التمثيل وعدم الغناء!! صوت كارول المشهد الذي جمع ليلى مراد مع صباح في الحلقة السادسة كان وهميا فليلى لم تكن لتقبل ان تجتمع مع صباح ونور الهدى، كانت تعتبرهما لا شيء، وظلت كذلك إلى أن كبرت صباح وأصبحت مطربة ونجمة أولى، فتم اللقاء والصداقة الخفيفة!! كما أن الأصول أن لا تغني كارول بصوتها أغاني صباح، فقد غنت "يا هويدلك" بصوتها وهذا يخل بالاتفاق، وبالطلب وبالشرط الذي فرضته صباح، صباح رفضت رفضا قاطعا أن تكون الأغاني بصوت غيرها، فقط سمحت ل كارول بأن تدندن، وفي الحلقة السادسة كانت النتيجة مختلفة، ومع احترامنا لصوت كارول العادي، والبسيط، والمتواضع نسبة إلى حجم صوت صباح فهي نوع بينما صباح لون مثلها مثل أم كلثوم وأسمهان وليلى مراد ونور الهدى وفيروز وفايزة أحمد وشادية، وسعاد محمد، ووديع وفريد وهبد الوهاب وحليم، وأيضا صوت صباح لا يزال معنا وكلنا يعرفه، وتلك الأغنية دائما تغنيها صباح حتى الأمس، لذلك وجب أن لا تغني كارول أو غيرها أغنيات صباح بالمطلق فالفروق شاسعة، صباح هي جزء من الأغنية، و دلعها وهدير صوتها أيضا من خصوصيات أغانيها، وهنا كارول لا تمتلك أي من مواصفات صوت صباح، ولا ندري لماذا هذا التآمر على صوت صباح حتى لا نقول على قصة ومسلسل صباح وصلت المؤامرة، فلنا عودة نقدية شاملة قريبا عن العمل ككل!! نكتفي بهذا القدر حتى لا نسبق الأحداث !! الشحرورة برفقة صديقها المقرب كاتب المقال الاعلامي والفنان التشكيلي جهاد ايوب في افتتاح معرضه