في الوقت الذي راج فيه خبر وفاتها كانت الفنانة صباح في القاهرة تحتفل بنجاح مسلسل «الشحرورة» الذي قدم حياتها وصور مسيرتها وهي مازالت على قيد الحياة ولعلها المرة الأولى التي يتم فيها مثل هذا الأمر في الدراما العربية. وقد تمّ تجاوز العديد من الاشكاليات والعقبات وحملات النقد والانتقاد والتبرؤ من ورثة هذا الفنان أو ذاك الأديب... ولنا في مسيرة الأعمال الدرامية التي تناولت السير الذاتية لفنانين ومبدعين أكثر من دليل على حملات التشكيك التي حامت حول هذه الأعمال رغم نجاحها الجماهيري ويكفي أن نذكر هنا مسلسل «اسمهان» وحتى مسلسل في حضرة الغياب الذي قدم مسيرة الشاعر محمود درويش لم ينجو من حملات دعت الى ايقاف بثه لأنه حسب أصحاب هذه الحملات لم يف شاعر فلسطين الكبير حقه بل رأوا في ذلك إساءة لرصيده وخصوصياته حتى أن صديقه الشاعر سميح القاسم وإن دافع عن حرية التعبير وحرية الرأي وبالتالي لم يعارض بث هذا العمل فإنه في ذات الوقت أبدى تحفظه على اعتبار أنه (أي سميح القاسم) من المقربين لمحمود درويش وبالتالي كان من الأحرى بالجهة المنتجة لهذا العمل العودة إليه في شأن بعض التفاصيل على حدّ تعبيره. أعود الى «الشحرورة» حيث نجحت كارول سماحة في التعاطي والتماهي مع شخصية الفنانة صباح على امتداد مسيرتها المتنوعة والثرية بالمواقف والزيجات. لقد أبرز مسلسل «الشحرورة» حب صباح للحياة في أجلّ مظاهرها... لقد تعلقت صاحبة «الغاوي» و«عاشقة ومسكينة» و«يا دلع دلع» بالحياة ومباهجها... فكان أن عاشت حياتها بالطول والعرض... عاشت الفرح وعاشت السعادة كما أرادتها هي... عاشت متمردة على كل العراقيل لتكتب صفحات هامة ومثيرة... وحتى غريبة في حياة الفنانين. فنانة في مثل هذا الاصرار على الحياة ورفض الاستسلام... إنها فنانة الدهشة.