من قتل الرئيس القائد الراحل ياسر عرفات ؟ مازال هذا السؤال يراوح مكانه بعد مرور سبع سنوات على قتله.. من قتله؟ وكيف؟ ولم؟؟ ومن المستفيد؟ نكتفي بتلك الأسئلة التي تخفى وراءها جريمة قتل ارتكبت ضد كل الشعب الفلسطيني.. ففي 11/ نوفمبر تشرين الثاني من عام 2004 استشهد القائد الرئيس الرمز ياسر عرفات أبو عمار بعد رحلة علاج في مستشفى 'بيرسي' قرب باريس في فرنسا.. لقد كان الهزال ظاهرا على عرفات حين خرج من مقره ليستقل طائرة هليكوبتر نقلته في رحلته الأخيرة .. رحلة علاج من المحزن أنها تكللت بخبر استشهاده بظروف غامضة، أبو عمار الرئيس العربي الوحيد في العالم الذي تعرض لحصار مباشر بمقره في المقاطعة برام الله، فى" 3/12/2001، حصار فرضته حكومة الاحتلال برئاسة الارهابى ارئيل شارون وهذا الحصار دام حتى ساعة استشهاده، ولم تكتفي بمحاصرته فقد قام جيش الاحتلال بتدمير أجزاء كبير من مبنى المقاطعة، وقصفت المبنى وبداخله الرئيس ورفاقه ومعاونيه مرات.. أتذكر أنني قابلت الرئيس أبو عمار خلال وجوده بغزة لعدة سنوات وذلك أثناء عملي في هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني ما عرف ب(المنتدى) حيث كانت غرفته ذات المساحة الصغيرة حيث تقع بجانب غرفة العمل الخاصة بطاقم التلفزيون مع بداية تأسيسه .. كان الرئيس أبو عمار رحمة الله عليه تستشعر وأنت واقف أمامه أنه ليس فقط رئيسا وإنما أباً متواضعاً محباً لأبناء شعبه بصغاره وشيوخه وشبابه ونسائه .. كان الرئيس أبو عمار يتوجه إلى غرفتنا كل يوم ليلقى علينا تحية صادقة ويطمئن بنفسه إلى سير العمل ويرتب برفق بكلتا يداه على العاملين متمني لهم النجاح والتوفيق تستشعر بمجرد وجوده بقوة الفلسطيني وبروح الحياة والصمود والكبرياء والكرامة والتحدي . وأتذكر الدكتور رياض الزعنون وزير الصحة كان يتابع لحظة بلحظة حصار الرئيس أبو عمار برام الله وكان على تواصل على الهاتف ،، وكانت أيام عصيبة جداااا وما لا يعرفه العالم أنه حتى الماء والأكل والدواء لم يكن يدخل لمقر الرئيس وقد وجه الوزير الزعنون نداءات لأطراف إنسانية وصحية عدة حتى للتدخل لدى حكومة الاحتلال لإدخال خاصة الماء والدواء للرئيس ولكل المحاصرين معه .. تخيلوا حتى الماء والدواء إدخاله للرئيس كان يحتاج لوقت طويل وتنسيق وتدخل أطراف دولية .. والآن وبعد مرور سبع سنوات مازال بدون إجابة سؤال من قتل الرئيس أبو عمار؟؟ وأشير هنا إلى أن تم تعيين عدة وزراء للصحة بدء من الدكتور جواد الطيبي ومن جاء بعده جميعهم تم تكلفيهم وحمل على عاتقه وأولى مسؤوليات وزارته مهام العمل للكشف عن معرفة الأسباب التي أدت إلى مقتل الشهيد ياسر عرفات وللأسف حتى الآن لم يقدم اى شيء بخصوصه. وحقاً علينا ان نشير هنا إلى محطات قصيرة كانت للرئيس عرفات حيث قاوم الاحتلال بشخصه اثر احتلال الضفة وغزة عام 1967، وفى "سنة 1982 قاد المعركة البطولية ضد عدوان الصهاينة على لبنان وخلال حصار بيروت، وفى 15/11/1988 تم إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وانتخب رئيسا لدولة فلسطين،وفى30/3/1989اختاره المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً لدولة فلسطين، كما تم اختياره لهذا المنصب من قبل المجلس الوطني الفلسطيني وفى 20/1/1996 انتخب رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية. اليوم الثلاثاء الموافق العاشر من نوفمبر 2011 قال ناصر القدوة وزير خارجية فلسطين السابق رئيس مؤسسة "ياسر عرفات" أنه "سيتم في غضون شهر نشر خلاصة التقرير الطبي الفرنسي الذي تم تسليمه للسلطة الفلسطينية عن أسباب وفاة الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات، مترجما إلى اللغة العربية". فهل نعتبر ما قاله مؤشرا مطمئنا لحل لغز قتل الرئيس وفعلا لا قولا سيتم الإعلان، إن غد لناظره قريب. ونختتم هنا بالقول أن من حق الشعب الفلسطيني بكل فصائله وتنظيماته أن يعرف وتقدم له المعلومات والحقيقة كاملة عن مقتل الرئيس الشهيد أبو عمار وفك كل الرموز لشيفرة مقتله وتحديد كل الأطراف والأيدي المشاركة والأدلة لكل هذا الملف ليس لإغلاقه فقط وإنما لتقديم الجناة للمحاكمة ... وفى المحصلة مقتل الرئيس والتخلص منه في ذلك الوقت بالذات يصب في مصلحة الاحتلال أولا وأخيرا حيث الخطط كانت متواصلة ضد فلسطين وقبلها العراق والسودان وغيرها ، فالمؤامرات والمخططات الصهيونية وبدعم أمريكي غربي هي متواصلة للقضاء على قيادات الشعوب العربية الواحد تلو الآخر ونهب ثروات الدول العربية وإثارة التفرقة والفتنة الطائفية والفوضى والتقسيمات ورفع أسهم هذا الحزب أو ذاك والمصلحة الخاصة الضيقة على حساب المصلحة العامة ومصلحة الوطن ..في السابق تم قتل القيادات والآن يتم قتل الشعوب شعبا تلو الآخر...