يرويها الاستاذ محمد الطيب العبدلي _ الغضب يولد التهور والخطأ _ كنت أعمل في مدرسة بئر خليفة _ الرقاب _ وكان التلاميذ يضعون لمجاتهم في النوافذ الخلفية للقاعات فيأتي كلب جائع ويأكل منها حتى الشبع دون أن يتفطن أحد لذلك وكنا نظن أن التلاميذ يسرقون بعضهم … وذات يوم جاءني تلميذ يجري ويقول : سيدي هانو كلب يوكل في فطور لولاد وفتحت النافذة فرأيت ما قال فنهرت الكلب وأطردته … وأمام تعوده وشدة جوعه اصبحت أراه كل يوم في النافذة يأكل بكل شره فأطرده وكلفت الحارس بذلك الا ان كل ذلك لم يفد نفعا … فغضبت وحنقت وأقسمت أن اقتله … وكان في بيتي بندقية صيد لصديق (رحمه الله ) …وفي الغد اخذت البندقية معي الى القسم ووضعتها في الخزانة وانغمست في الدرس … وفتحت النافذة فرأيت _الضيف الغير مرغوب فيه _وقد صعد النافذة وبدأ في وليمته . صحت فيه ففر هاربا عاضا لمجة أحدهم فأخرجت البندقية ومن نافذة القاعة أطلقت عليه النار واختلط صوت الطلقة بعواء الكلب وصياح التلاميذ _صياح الفرح والتشفي والانتصار على عدوهم _وركضوا اليه يجرونه بعيدا … **تذكرت هذا وأنا جالس في ظل شجرة أرمق العصافير تفتك بثمار التين دون ان أفعل اي شيء …فقلت : اه على الشباب وفتوته ونشاطه وشجاعته …. لو كنت شابا لكان لي موقف اخر