‘لؤلؤة الفن التونسي' هكذا وصف الموسيقار الراحل محمد التريكي امينة فاخت تلك الظاهرة الفنية التي لا مثيل لها هذه المطربة الفنانة صنفت في خانة اجمل الاصوات العربية و اكثرها تفردا و تميزا و لولا جنونها الفني وثورتها وعدم انضباطها لكانت بشهادة الجميع ‘ايديث بياف' العرب . امينة فاخت تلك الظاهرة الفنية الاستثنائية استطاعت باسلوبها الخاص وجنونها الفني و الركحي ان تكسر البروتوكولات في حفلاتها و تكون حالة من الطرب و التمرد و الجنون و هذا سبب نجاحها كما يؤكد النقاد والاعلاميون ومحبو طلعاتها ونزواتها وتجلياتها الغريبة وها هي اليوم كما عهدها جمهورها وعشاق فنها تفتح الابواب دون ان تطرق ..لتجد الجواب والترحيب وكل الحب والتقدير من جماهير مسرح قرطاج ..فرغم غيابها مدة عشر سنوات تعود لاحياء حفلين وتنفذ التذاكر قبل العرض في سابقة لم يعرفها اي فنان تونسي في السابق قبل ساعات من بداية حفلها بقرطاج احتشد جمهورها الغفير الذي اختار ان يكون في المدارج منذ الساعة السادسة مساءا سعيا منه لنيل مكان يضمن له فرجة واضحة تمكنه من الاستمتاع وتنظيف سمعه من التلوث الفني الذي تعيشه الساحة الفنية. الجمهور لم يخذل امينة فاخت و كان في الموعد بالاف مشتاق لديفا يتسائل ان كانت مطربته ماتزال على حالها كما تركها قبل سنوات بتلقائيتها و تمردها و صوتها العذب الجميل الكل يتسائل ولكن كان متيقنا ان الحفل سيكون ناجحا . مع الساعة العاشرة ليلا افتتحت السهرة بالنشيد الوطني تلاها دخول الفرقة الوطنية بقيادة المايسترو محمد لسود بمعزوفة موسيقية مميزة بامضاء الفرقة الوطنية ومع تصاعد تصفيق الجمهور تجلت امينة فاخت بثوبها الابيض لتصافح العيون باغنيتها "ولا مرة جمعنا الهوي و لا مرة " و بحركاتها الانيقة وصوتها الجميل استطاعت منذ الوهلة الاولى ان تشد انتباه جمهورها ..الذي اسعدته تحية اللؤلؤة حين رددت قائلة ""توحشتكم برشا ولو اني خسرت برشا في حياتي الا اني ربحتكم انتوما جمهوري اللي عمرو ما خذلني نحبكم برشا و نحب تونس امينة غنت من انتاجها الجديد و الذي اختارت ان تهديه لتونس بعنوان ‘بلادي' للشاعرة ‘حنان قم' غنت وابدعت و سرعان ما حفظ الجمهور الكلمات فاصبح يردد معها "يا بلدي يابلادي نحبك و نموت عليك انت امي الحنينة نحبك نحبك و نغير عليك"". كما غنت ‘سلطانة غرام' و التي تسلطن معها الحاضرون و دندنوا معها الكلمات بعدها خرجت امينة من الركح.. لتعوضها ابنتها ملكة. ملكة ابنة امينة فاخت صعدت على الركح و اطلت علي الجمهور بثوبها الابيض كذلك ..كان الارتباك واضحا عليها فهي لا تزال صغيرة في السن وبدون اي تقديمات اخذت المصدح و اطلقت صوتها للعنان غنت لاديث بياف فامتعت و اطربت ونالت رضا الجماهير وبعد هذا الفاصل المقتظع عاد الجنون الركحي لامينتنا مع اغنية على الله.. استعادت امينة حركاتها الراقصة التلقائية و اعادت مجدها مع الجنون و معها تموجت المدارج و الكراسي راقصة ومشتعلة بالحماس واردفتها باغنية ‘سلطان حبك' . ثم فسح المجال للمواهب الصاعدة . غنى محمد علي اشبيل ‘في البريمة' ونال اعجاب الجمهور و الصحافيين بصوت متميز قوي له امكانيات واسعة و هو اكتشاف امينة فاخت التي ارادت ان تمنح الفرصة للمواهب الشابة . بعدها عادت امينة لتغني انا هويت تلحين بليغ حمدي ثم غنت من التونسي العتيق ع الجبين عصابة و اش خصني و عل المكينة ثم اختتمت السهرة" بموعنا قرب يا بلادنا " و" بجاه الله يا حب اسمعني". وعلي هتافات الجمهور الذين رددوا برافو برافو امينة امينة ..مناش مروحين مناش مروحين ..انتهت الحفلة الحدث .. كما ابتدات بنجاح جماهيري و فني ونجحت امينة فعلا في اعادة الروح بامتياز الى مسرح قرطاج…