تونس الصباح: أمينة فاخت ظاهرة فنية متفردة بذاتها، استطاعت ان تحافظ على اشعاعها وتعزز قاعدتها الجماهيرية لتحظى بحب واستحسان مختلف الشرائح والأعمار وتصنع الحدث في اغلب العروض التي تحييها وفي كل اطلالاتها وكل ما يتعلق بحياتها الفنية او الخاصة تحولت الى مادة اخبارية يترقبها القارئ ويسعى اليها الصحفي.. نسجت امينة خيوط صورتها تلك بدقة متناهية مستعينة بذكائها وجرأتها وتعلقها بضرورة التحيّز في الوسط الفني، ديدنها في ذلك الابداع والخلق لا سيما في ظل ما تملكه من قدرات صوتية شهد بها كبار الموسيقيين والفنانين في تونس والعالم العربي. لعل جملة هذه العوامل ساهمت في انجاح مسيرة هذه الفنانة رغم ما عرف عنها من «بخل» في الانتاج وميزاجية في التعامل. ورغم الانتقادات التي وجهت لها بسبب احجامها عن تقديم الانتاجات الجديدة وتشكيك البعض الآخر في امكانية محافظتها على النجاح الذي حققته في العقدين الاخيرين، فقد كذّبت الذين تنبؤوا بفشلها في الحفل الذي احيته على ركح مسرح قرطاج مساء الاربعاء الماضي، الذي لاقى اقبال اعداد كبيرة من الجماهير. فما هي العوامل أم الدوافع التي جعلت امينة تتحول الى ظاهرة. الجمهور: اختلاف في التقويم.. اتفاق في حب أمينة هذه الاسئلة وغيرها طرحناها على بعض الجماهير التي واكبت عرضها وعلى بعض الفنانين فكانت المواقف متباينة. فنّ الحضور «عن حب أمينة فاخت لا تسأل» هذه اجابة عدد كبير من الجماهير التي واكبت حفلها حيث يقول محمد (في العقد السادس): «احب هذه الفنانة لانها متكاملة ومتميزة من حيث قوة صوتها وسحره وجمال صورتها وتحركها باتقان على الركح فأنا اواكب عروضها منذ ما يقارب عشرين سنة». وترى نادية ان السبب الذي جعلها تحب هذه الفنانة دون سواها من نجوم الأغنية في العالم هي تلقائيتها في التعامل والتفاعل مع الجمهور وحضورها الركحي غير «المتكلّف». فالأعمال الجديدة واغنية الحظ والبرنامج المسبق، والحيرة في الاختيارات والخوف من عدم الرضى مسائل اعتبرها كل من رضوان ومحمد بن علي غير مطروحة بالنسبة لأمينة فاخت لانها فنانة بأتم معنى الكلمة».. حيث يعتبرونها قادرة على ارتجال عرض لساعات طوال دون تحضير مسبق في حضورها ووقفتها على الركح وتحركها و«هبلتها» وتخميرتها».. فن ابدعته فحسب لها وساهم في نجاحها. تقول ريم (14 سنة): «تعجبني امينة منذ الصغر رغم أني لا احفظ اغانيها ولا أحب الغناء كثيرا» كما هو الشأن بالنسبة لدرّة (13 سنة) وهي تعتبرها افضل من نانسي عجرم وهيفاء وهبي وأليسا لانها تغني فتمتع لكن شاذلية افادت انها تحب أمينة ولا تعجبها بعض «طلعاتها» على الركح. «اذا حبّوك ارتاح» هناك شبه اجماع على ان نجاح أمينة ظاهرة لا يمكن الشك فيها هو ما اتفق عليه اغلب الفنانين في تونس حيث يقول الفنان محمد الجبالي: «يكفي ان أقول اذا حبّوك ارتاح» فنجاح أمينة فاخت حاليا او في السنوات الماضية هو وليد عمل و«خدمة» سنوات سبقتها. ثم انها وجدت الاستراتيجية التي مكنتها من الفوز بحب الجماهير». اما الممثل لطفي العبدلي ففسر «ظاهرة» امينة بانها نموذج يتمناه أغلب الممثلين والفنانين حتى وان لم يعلنوه وفسر ذلك بما حظيت به هذه الفنانة من حب وذلك لسببين الأول هو قيمة ما قدمته من اعمال الثاني هو شخصيتها و«هبلتها» التي قربتها من الناس. الفنان حسين العفريت اعتبر ان أمينة تبقى استثناء في الساحة الفنية في تونس فهي ليست مطالبة بالجديد لتلاقي الاقبال الجماهيري ولتحظى بقبول مطالبها في الحضور في المهرجانات الكبرى. مؤكدا ان هذا النجاح هو وليد عوامل عديدة ساهمت في ايجادها عديد الاطراف الفاعلة في الوسطين الفني والثقافي بتدعيم حضورها وهو ما ساهم في فرض لونها ونسقها وذوقها الفني في مختلف الأوساط. فيما يعتبر الفنان مهدي امين ان أمينة حققت النجاح دون ان تقدم الانتاج الجديد معتبرا ان اهم ما يميزها هو ذكاؤها الذي ساعدها في استنباط الأساليب التي تضمن لها بقاءها في الصدارة. أمينة فرقعة اعلامية الفنانة هالة الهرماسي كانت الوحيدة الصريحة والمباشرة في ابداء رأيها السلبي في زميلتها امينة حيث قالت انها لا تعتبرها فنانة وهي فرقعة اعلامية أكثر مما هي حالة فنية.. في المقابل صمتت نجاة عطية ورفضت ابداء رأيها.. هل نعتبر الصمت دليلا على الرضى أم تهرّبا من الموقف؟