بقلم :مروان جدة أقرأ الكثير من التعاليق الشامتة بالإعتداءات التي سلطها الأمن على " فطارة " رمضان في مقاهيهم أو مطاعمهم , و ليست المرة الأولى التي يبارك فيها " إسلاميون " " تجاوزات " الدولة أثناء " رعايتها للدين " و " حمايتها للمقدسات " من " الهجمة العلمانية " و " الحثالة الفرنكفونية " . في المقابل رأينا سابقا تشفيا أبشع و تلذذا أشنع حتى من " النخب العلمانية " , عندما كانت ذات الأجهزة تسوم عذابها و إرهابها إلى " الإسلاميين " و تمنعهم من حقوق أساسية- دستورية- أهم كاللباس أو التعبير أو التنظم أو في المحاكمة العادلة , بل قرأنا و سمعنا و لا زلنا دعوات و سعادة و تبريرات " النخبة المنددة بإغلاق مقهى " لسياسة الترهيب و أساليب التعذيب التي يتعرض لها " الإسلاميون - السلفيون " و عائلاتهم . أما الإسلاميون فأقول لهم هل تظنون حقا أن هذه الدولة ترتكب هذه التجاوزات حرصا على رعاية الدين و حماية المقدسات , أتعتقدون ذلك العون " الصائم المجاهد " إستفزته تلك " السافرة الصائمة " فلحق بها " يؤدبها " علها تعود إلى رشدها ؟ ثم ألم تبنى شريعة الإسلام على درأ الحدود بالشبهات , و أن " الحكم بالعدل " يتمثل في أن لا يقام إلا بعد عرض المذنب على القاضي الشرعي , و الذي لا يأذن به إلا بعد أن يتأكد بالبينة , و أن أي زيادة تعد ظلما , و أنه من حق المظلوم حينها القصاص من الظالم أيا كان جاهه و سلطانه ؟ ثم ألستم من الذين قال فيهم الله تعالى " كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم " أليس هؤلاء المفطرون هم " رعايانا " الذين نحن مسؤولون عن رعيتهم و تربيتهم ؟ أو " عشيريتنا " الذين نحن مأمورون بتنذيرهم ؟ أو هم عموم المسلمين الواجب علينا تذكيرهم - بالحكمة و الموعظة الحسنة - هل أستنفذت كل الجهود لدعوتهم و إخراجهم من الظلمات إلى النور ؟ من الباطل إلى الحق ؟ من الضلالة إلى الهدى ؟ هل كتب على " شباب الصحوة " في خير أمة , أن يقضوا حياتهم بين " التبرير " أو " التنبير " لتغطية ما أصابهم من وهن و تقصير ؟ و في المقابل إلى النخبة " الحداثية و التقدمية " ألستم تنقمون من الإسلاميين " تجارتهم بالدين " و "إزدواجية الخطاب " ؟ ألستم اليوم أكثر من يتميزون بهذه الصفات ؟ ألستم تتاجرون بالدستور و القانون و المؤسسات , و الحقوق الكونية و البلدان الديمقراطية و المواثيق الدولية , ألستم اليوم أكفر الناس بها و تدعون إلى تجاوزها, و تبررون إنتهاكها كلما كان الضحية من المغضوب عليهم أو من الضالين عن الصراط النمطي الجداثي " الأصيل " ؟ ألم تعتبروا من خطأ التسعينات حين صمتم أو تحالفتم أو تفهمتم إرهاب " المجهود الوطني لمكافحة الإرهاب " , و ظننتم أنه لم يمسسكم سوء و أن بطن النظام ستمتلئ بأكل " الثور الأبيض ؟ " إلى هؤلاء و هؤلاء أقول ما أعاد الجلاد ليذل العباد و يظهر في الأرض الفساد , إلا مثل هذا الدعم و التشجيع و التبرير الذي يجده كل مرة من طرف ضد طرف آخر , و لن يلجمه و يكسر عصاه إلا إذا حسم الجميع هذا الخلاف و رفضوا كل تجاوز قد " يسعد " القلوب مؤقتا , و لكنه قد يجعلنا نعض الأنامل من الغيظ دائما .. فماكينة الحصاد لا تفرق بين أخضر و يابس . و قديما قيل " لا تظهر الشماتة لأخيك فقد يرحمه الله و يبتليك "