منجي باكير استوفت البلاد جميع كلّ مشاكلها الإجتماعية و الإقتصاديّة و أوفى السياسيّون وعودهم الإنتخابيّة و استكملت الأحزاب المؤتمنة على الثورة كلّ الأهداف ، بل فرضت الدولة و أجهزتها – هيبة الدّولة – وبسطت العدل و النّماء على عرض البلاد و طولها و لم يبْق إلاّ تنفيذ سطوتها على مساجد و بيوت الله و محاصرة دين الله في أرض الله بتغليق الكتاتيب و عزل الأئمّة و تجريم البعض منهم ...! قرارات برتبة – الإصرار و التتبّع – هي التي باتت تملأ المشهد و الحراك في البلاد ، قرارات متتالية و متتابعة هي الشغل الشّاغل لوزير الشؤون الدينيّة هذه الأيّام و التي هدفها الأساس هو محاصرة الدّين و التضييق على القائمين عليه بمختلف الوسائل و بشتّى التّهم الواهية بينما – ترتع – مافيا الفساد و التهريب و و اللّصوصيّة و الرشوة و القتل و الإنتحار ، كما أنّ الموبقات – تحوّس – في البلاد – في النّهار و القايلة - وغول الإرهاب يترصّدنا على مدار السّاعة ،،، بينما أصبحت الشذوذات و الميولات التغريبيّة تغزوا هذا البلد – المسلم – لتحلّل ما حرّم الله و تستبيح مكارم الأخلاق و تذبح الفضيلة ،،، هذا لم يحرّك عناية وزير الشؤون الدينيّة و لم ير الخطر الأكبر إلاّ في المساجد و الأئمّة و العلماء ليسخّر كل ّ وقته و كلّ آليات و صلاحيات الوزارة ليعلن عليها حربا شعواء يسْعرها هو و تغذّيها أجندات لا يسعدها الدين و لا ترقب في أهله إلاًّ و لا ذمّة ... لكن حقّا ما يدعو للغرابة هو – استكانة – شيخ النّهضة و حركته ذات المرجعيّة الإسلاميّة ، تلك الحركة التي استمدّت شرعيّتها وعاهدها كثير من هذا الشّعب في السرّاء و الضرّاء على إقامة كيانها و الوقوف معها أبدا ،،، حركة النّهضة التي مازالت أدبيّات مؤسّسيها حاضرة عند الحاضنة الشّعبيّة ، أدبيّات كانت تؤكّد على إحياء فروض الإسلام و سننه و التصدّى للفكر التغريبي و السلوكات الشّاذّة التي ما تفتأ تغرسها مجاميع الفساد والإفساد من قوى اليسار المتنطّع و بقايا أيتام فرنسا . أليس ما يقع هذه الأيّام يقايس كثيرا تلك الحقبة من الزّمن ، أليس ما يقع من تجفيف للمنابع وإقصاء لمنارات العلم والمعرفة الدينيّة ، أليس ما يصير من تهم و تلفيقات و تتبعات للأئمّة داعيا من دواعي دقّ ناقوس الخطر ، ألا يمثّل خطّا أحمر يسترعي حركة النّهضة و زعيما الشيخ راشد الغنوشي ليقف عند مسؤوليته التاريخيّة و يبادر بمعالجة الأوضاع نصرا لدين الله ، ليقول كلمته الفصل التي لا تحتمل ضياع الوقت و لا كثيرا من – التكتة السياسيّة – فإذا لم تغضب أيّها الشيخ – صاحب الوزن السّياسي – و رئيس الكتلة النيابيّة المعتبرة و قِبلة الكثير من التوجّهات و المشارب الدّاخليّة و الخارجيّة ، إذا لم تغضب الآن لدين الله و ترفع هذه المظالم ،، فبالله قل متى تغضب !؟؟؟ Publié le: 2015-10-27 15:05:28