* تنظم جمعية سيدي بوريقة لصيانة تراث مدينة حمام الانف بالشراكة مع المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث ببن عروس ،تظاهرة "سيدي بوريقة ينادي" وذلك يوم السبت 28 نوفمبر 2015 بزاوية سيدي بوريقة بحمام الانف بداية من الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال. * وتهدف هذه التظاهرة من ناحية إلى الاعلان عن مرور سنة على تأسيس الجمعية في 29 نوفمبر 2014 على إثر تعرض الزاوية للحرق صبيحة الاحد 03 أوت 2014،ومن ناحية أخرى الاعلان عن ترميم الزاوية، بعد توقيع اتفاقية شراكة مع المعهد الوطني للتراث. *ينطلق البرنامج على الساعة الثالثة بعد الزوال بتنشيط المدينة بمشاركة فرقة الحضرة والسلامية لنوفل بسيّس انطلاقا من مفترق مدينة حمام الانف في اتجاه زاوية سيدي بوريقة وذلك بالتعاون مع الكشافة التونسية فوج حمام الانف وجمعية المستقبل الرياضي بحمام الانف واللجنة المحلية للتربية والثقافة. *وستفتتح تظاهرة "سيدي بوريقة ينادي" على الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال بالنشيد الرسمي وتحية العلم بحضور فوج الاشبال للكشافة ومعرض صور فوتوغرافية للفنان الفوتوغرافي عبد اللطيف العكرمي حيث وثقت عدسته صورا للزواية قبل الحرق الى جانب صور للمندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث ببن عروس بعد الحرق. * كما سيتم بالمناسبة الاعلان عن تأسيس الجمعية والتعريف بأهدافها وبمشروع نشاطها الثقافي والتراثي2015-2016 وبمختلف الجهات الداعمة ماليا أو لوجيستيا للترميم وهي المعهد الوطني للتراث وولاية بن عروس والمندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث ببن عروس والنيابة الخصوصية بحمام الانف وانطلاق حملة التبرع لترميم الزاوية والانخراط بالجمعية . نبذة أولية عن الولي الصالح سيدي علي بوريقة سعت جمعية سيدي بوريقة لصيانة تراث مدينة حمام الانف إلى تجميع معطيات حول الولي الصالح سيدي علي بوريقة وقد اقتصرت المصادر على بحث أوّلي أعدّته الباحثة الدّكتورة رجاء العودي دعما منها لنشاط الجمعية في انتظار معلومات ضافية ودقيقة بصدد الاعداد. كما تمّ الاستئناس بالمتداول في بعض الروايات الشفوية بالجهة. والمرجّح علميا وفقا للباحثة الدّكتورة رجاء العودي أنّ الزاوية كانت مكان خلوة سيدي علي بوريقة ومكان تعبّده واجتماع مريديه قبل موته وإلاّ لكان نكرة واضمحلّ العهد به. والمعروف أنّه ولي صالح متصوّف اختار الانزواء للاعتكاف والتعبّد تزهّدا في ملذّات الدّنيا.وكانت خلوته ومماته مجاورة للعين الساخنة من سفح جبل بوقرنين البركاني.وما تسمية حمام الانف إلاّ نسبة للمياه الغنية بالمواد المعدنية والكبريتية. ونظرا لقيمة مياه الطبيعية للصحة والاستشفاء،فقد كانت الذّاكرة الشعبية تضفي عليها نوعا من القدسيّة.وقد زاد اختيار سيدي علي بوريقة في خلوته الناسكة لهذه المنطقة الواقعة على طريق تونس الريفية والبعيدة عن العمران من هذه المسحة القدسية. فمن كرامات سيدي على بوريقة وسيدي العريان المجاور له أنهما يحرسان هذه العيون ببركتهما ،حتى أنّ البايات الحسينيين عندما شيّدوا قصورهم تباعا وأقاموا حمامات على عيون الماء الساخنة و"احترموا صلحاء هذه العيون وحماتها" اعتقادا في بركتهم. ويبدو أنّ سيدي العريان الذي دفن في مكان قريب بالزاوية كان من صحابته أو من العاملين المريدين بزاويته وهذا ما يفسّر عدم تشييد مقام له إلى يومنا الحالي. كما يوجد فوق باب الزاوية نقيشة من الرخام جاء فيها أنّ الباي أحمد باشا باي الثاني قد جدّد بناء مقام الولي الصالح سيدي علي بوريقة في شهر شعبان من سنة 1355ه الموافق ل1936 م. وحسب البحث الاولّي يبدو أنّ الولي الصالح سيدي بوريقة كان من صلحاء التيار الصوفي الذي شاع في مدينة تونس عاصمة الدولة الحفصية منذ أواخر القرن الثالث عشر ميلادي الموافق للقرن السابع هجري. أمّا المتداول حسب الرّوايات الشفوية.فقد ذكر السيد محمد علي الجزيري وكيل زاوية سيدي بوريقة أنّ "لزاوية سيدي بوريقة أهمية كبيرة لدى أبناء مدينة حمام الأنف فتاريخها يعود إلى الى حوالي 250 سنة وفقا لما يتداوله العارفون بالمقام جيل عن جيل. فقد كان سيدي علي بوريقة رجلا صالحا متعبدا أصيل "الجزيرة الخضراء" أو الوطن القبلي حاليا،أوصى قبل موته أن يرفع على بغلته وأن يدفن في المكان الذي تقف فيه هذه الدّابة .وشاءت الأقدار أن حطت الرّحال على ربوة قريبة من جبل بوقرنين فتم دفنه هناك وأصبحت مزارا".وفي السابق كانت تقام فيه خرجة سيدي بوريقة كما يتبرّك أهالي المدينة بزيارته يوم الجمعة وفي مناسبات عدّة مثل الزواج والختان... . كما يوجد ثلاثة أضرحة لمجهولين قتلوا أيام القصف الفرنسي محاذية للمقام ". وجاء في خاطرة بقلم مها الجويني حول ذكريات مدينة حمام الانف أنّه"في آخر أيّام الصّيف تنصح عجائز الحارة الصبايا بتصدر الموج بمعنى أن تذهب البنت غلى البحر وتفتح صدرها لسبعة موجات ...فموج البحر في آخر الصيف يباركه سيدي بوريقة الواقف على جبل المدينة ليحرس نساءها من شرور الانس ونيران الجان". Publié le: 2015-11-20 13:26:20