هناك صفحتان في الكتاب رجال بيض أغبياء يصف فيهما المؤلف مايكل مور يوماً تقليدياً في حياة الرئيس جورج بوش , ولا فضل لي هنا سوى النقل, فأنا لن اضع نفسي موضعاً اتهم فيه بالتحريض. الساعة الثامنة صباحاً, يستيقظ رئيس الولاياتالمتحدة, ويتأكد من انه لا يزال في البيت الابيض. الثامنة والنصف, افطار في السرير, ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد يقرأ له الابراج والرسوم الكاريكاتورية المسلسلة. التاسعة, (الرئيس المشارك) ديك تشيني يتوقف في البيت الابيض, ويساعد جورج بوش على ارتداء ثيابه, ويعرض معه الوضع في اليمن, ويذكر جورج بأن (يفرشي) أسنانه. التاسعة والنصف, الرئيس يصل الى المكتب البيضاوي, ويسلم على سكرتيرته. التاسعة و35 دقيقة, الرئيس يترك المكتب البيضاوي, ليمارس التمارين الرياضية في غرفة التدريب. الحادية عشرة, تدليك وصبغ أظافر. الثانية عشرة ظهراً, غداء مع مفوض البيسبول بَدْ سيلغ, وهذا يؤكد للرئيس انه لم يعثر له بعد على وظيفة في اتحاد البيسبول. الواحدة بعد الظهر, الرئيس ينام القيلولة. الثانية والنصف, جلسة لالتقاط الصور مع لاعبي (فريق اليوم) من الصغار في البيسبول. الثالثة, الرئيس يعود الى البيت الابيض للبحث في تشريعات مع اعضاء الكونغرس. الثالثة وخمس دقائق, يرفع الاجتماع ويبلغ اعضاء الكونغرس الصحافة (ان الاجتماع كان مثمراً, وقد بلغنا الرئيس ان نصدر بعض القوانين), ثم اضطر الى ترك الاجتماع ليلعب بالكرة في الحديقة الجنوبية للبيت الابيض. الثالثة وعشر دقائق, تشيني يقدم تقريراً للرئيس عن سياسة الطاقة, ويطلب من بوش الابن ان يرسل كلمات شكر الى شركات البترول. الثالثة و12 دقيقة, الرئيس يطلب خريطة للعالم ويبدي دهشته لأن (العالم اصبح كبيراً). الثالثة و40 دقيقة, الرئيس حفظ عن ظهر قلب اسماء 191 عاصمة خلال نصف ساعة من المذاكرة. الثالثة و44 دقيقة, الرئيس يتصل برئيس وزراء رومانيا (لمجرد انني استطيع ذلك), ويتحدى رئيس وزراء رومانيا ان يقول اسم عاصمة بورما. غير ان رئيس الوزراء الروماني لا يفهم شيئاً لأن جورج بوش خاطبه بالاسبانية. الثالثة و58 دقيقة, الرئيس يقبل مكالمة, بعد التعهد بدفع ثمنها, من سجن اوستن حيث تحتجز احدى ابنتيه لاتلافها صورة له تمثله عندما كان محافظ تكساس. الرئيس يدعي وجود تشويش على الخط, ويقلد صوت امرأة مكسيكية يزعم انها دخلت على المكالمة, ثم يقطع الخط, وهو يقول ان ابنته تذكره بنفسه. الرابعة بعد الظهر, ينتهي الدوام الرسمي, ويذهب الرئيس الى جناح الاسرة حيث يأخذ (تعسيلة) نوم سريعة. السادسة, عشاء رسمي مع رؤساء الدول الافريقية. يقول لتشيني انه لا يستطيع ان يفكر بأفريقيا الآن (فهي القارة السوداء كما تعلم). الرئيس يطلب من (الرئيس المشارك) تشيني ان ينوب عنه. السادسة وخمس دقائق, الرئيس يذهب للسباحة في بركة البيت الابيض. السابعة, الرئيس يتصل بزوجته لورا في تكساس للاطمئنان عليها. السابعة ودقيقتان, الرئيس يذهب الى صالة السينما الخاصة في البيت الابيض, ويتفرج مرة اخرى على الفيلم (ديف), وينام اثناء العرض. الثامنة والنصف, تشيني يوقظ الرئيس, ويأخذه الى غرفته, ويضعه في السرير ويقول له (تصبح على خير). لكن جورج بوش يتسلل الى مكتبه تحت ويستأنف التخطيط لتدمير العالم. مرة اخرى, ما سبق صفحتان في كتاب لمؤلف اميركي مشهور, في حين ان شر البلية ما يضحك, فإننا لا نضحك, لأن النكتة في جهل الرئيس علينا, فروسيا والصين, والاتحاد الاوروبي, وحتى كوبا, تستطيع الدفاع عن نفسها, اما نحن فنبحث عن الايجابيات في خطاب كتبه آرييل شارون وألقاه جورج بوش. والمؤلف مايكل مور يجعل من أحد فصول كتابه رسالة يوجهها الى الرئيس بوش ويسأله هل يجيد الكتابة لأن ملايين الاميركيين لم يحصلوا على تعليم يزيد على الرابع ابتدائي, ما يجعلهم عملياً أميين, ثم هو يناقش الرئيس هل لا يزال يشرب الخمر, ويستشهد عليه بأقواله, ثم يسأله هل ارتكب جنحة او جناية في اشارة الى اشاعات من ماضيه عن تعاطيه الكوكايين. شخصياً ليس عندي ما ازيد او انقص من المعلومات الاميركية عن رئيس اميركي, غير انني اقرأ وأقلق, وأقرأ اكثر وأقلق اكثر, فما فعل جورج بوش قبل سنوات لا يهم المواطن العربي مثلي, وانما هذا المواطن يخاف من جهل الرئيس وهو صاح وواعٍ اليوم. وأكمل غداً. جهاد الخازن رجال بيض اغبياء 1/3