منجي باكير كأنّما أريد لهذه البلاد أن تتوقّف عقارب الزّمن فيها و أن تقاطع كلّ ممارستها في حقّ الحياة ، و في – ملاحقة – حقوقها المهضومة و ثرواتها المنهوبة ،،، لتلازم (حائط المبكى ) المتجدّد ، لتذرف الدّموع و تتباكى على الفقيد و الشهيد ، و لتقيم الجنائز – السّياسيّة – و المناحات الإعلاميّة و التّأبينات الحزبيّة و المزايدات المجّانية و لتنخرط – قسْرا – برعاية رسميّة من تجّار الجنائز و المستثمرين في الدّم في دوّامات من التأبينات و البكائيّات و المرثيّات ، و إذا بخل عليهم الحاضر بجثّة فإنّهم يسافرون عبر التاريخ ليستجلبوا لنا صمْبة يقيمون حولها طقوسهم الممجوجة و المأجورة .... كلّ الشعوب التي تريد أن تنحت لها مكانا بين صخور التاريخ و الجغرافيا فإنّ نخبتها تتولّى تأصيل هويّتها و دينها بلا عُقد و لا تزييفات و لا تخصيصات و لا تقديسات ولا ارتماء مجاني في أحضان – الآخر - ، قادتها السياسيون يتولّون (فرْض) و متابعة مسيرة البناء و التعمير و الحثّ على الإنماء بتثمين قيمتي الوقت و العمل و التشجيع على الخلق و الإبداع ،،، أمّا الشعوب فهي تنخرط في – واجب وطني – لتلك المسيرة نحو إقلاع مستقلّ و مستأنس بمناقب تاريخه و مميّزات جغرافيّته ... هذا للشعوب التي تبحث عن – قدرْها – في العالم ، أمّا عندنا فإنّ كلّ المسارات تتّجه في عكس كامل لعقارب السّاعة ،،، و كلّ الحسابات و – التكمبينات – تُجمع في معظمها على إهمال المصالح العامّة و تهميش الفكر و السّاعد و خصوصا الترجمة الخاطئة للقضايا المصيريّة و اختطافها للحسابات الخاصّة . و لعلّ المسؤول الأكبر في هذه الدوّمات المختلقة هو إعلام الفساد و الإفساد الذي له الدور – الأشرّ – في اختطاف الرأي العام و تشتيت الوعي و – تعويم - الحقوق و عناوينها الصّحيحة و – تشليك – أو شيطنة القائمين عليه .. إنّما تحتاج هذه البلاد أوّلا فكّ شفرات سيناريوهات و خفايا الأجندات المضادّة و المأجورة و فضح سدنة التغريب و الفرنكوفونيّة الماسخة و مجاميع الإستئصال . هذه البلاد تحتاج إلى - وعي جماعي – و تحتاج إلى قرار سياسي جريء باتّجاه وحيد و عنوان أوحد : حيّ على العمل ، حيّ على العمل بما لنا من مقدّرات و بقطع نهائيّ مع التجاوزات و التهريبات و التهرّبات و السّمسرة السياسيّة و الرّعونة الإعلاميّة . و كفى البلاد تأبينات / استثماريّة و قُدّاسات سياسيّة مفضوحة و عارية ... Publié le: 2016-04-11 22:12:38