أبو مازن لا يمر عصر من العصور الا و يراد لهذا القرآن الكريم الشر و سوء التفسير عن قصد أو غير قصد. فسور القرآن المحمكة التنزيل باقية على عهدها برسول الله صلى الله عليه وسلم وكما فسرها هو و صحابته والراسخون في العلم من المسلمين. فهي تتأرجح بشكل متناسق بين الثبوت والنسبية منذ تلك العهود لتجد المعنى والمغزى والتطبيق في كامل العصور والدهور. اما اذا قصدت التفاسير المتبصرة فانك تجد العديد من الكتب الجامعة التي تزيد علما وبصيرة لقارئها فيرتوي بمعاني القرآن و يعلم المحكم من المتشابه والقصص والأمثال. في هذا المضمار لا ينكر أحد من علماء المسلمين فضل كتاب التحرير والتنوير لشيخنا العلامة محمد الطاهر بن عاشور الامام الأكبر لجامع الزيتونة الذي قضى طورا هاما من حياته لتأليفه فكان من أعصر التفاسير ومن أوضحها. طالعني خبر تناقلته صحف الاون لاين و الاخباريات الإلكترونية مفاده أن وزير الأوقاف المصري يفسر سورة التين على هواه في ابتزاز فاضح لمشاعر المسلمين و استجداء للمعونة السعودية التي رافقت زيارة عاهل المملكة لأرض الفسطاط. قال المسكين أن الجزيرتين المبتاعتين من مصر الى السعودية مذكورتان في القرآن بدليل اول سورة التين فهما التين والزيتون و طور سنين هو اشارة الى مصر و البلد الأمين هي مكةالمكرمة. تبا لهؤلاء، لقد أقسم الله حسب زعمهما بتيران وصنافير الجزيرتين الممتدتين في البحر الأحمر وبذلك صارتا ملكا للمملكة العربية السعودية. أي استبلاه هذا وأي متاجرة بالدين و القرآن وعقائد الناس، أي ذنب ارتكبه المسلمون حتى يقف أشباه العلماء والوزراء ليحدثوا بحماقات كتلك التي نسج عليها مسليمة حين ادعى أنه يفسر القرآن و ينتج بعض نصوصه ثم انبرى نبيا مكذوبا. أود سؤال الوزير المتزلف وهو شيخ بعمامته الازهرية على مراد الله هل شمل تفسيره للقرآن معاهدة سايس بيكو و مدة دوامها التي تناهز المائة عام و هل تحدث تفسيره الغريب الى ما بعد هذه المدة. ثم اود سؤاله عن "بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها" التي وردت في سورة البقرة ان كان تفسيرها يحتمل جزرا أخرى أو دول بعينها ؟ لقد اضحى الدين في عهد الانقلاب ألعوبة من نوع ثان تفسر آياته حسب هوى الزعيم الجديد و يتقرب بها مشائخ "خمسة ساغ" ما يعادل بودورو عندنا للحكم و رجالته بأبشع الافتراءات على الدين و على أهله. هذا يكفر والآخر يحل دماء الناس و يحل سحلهم في الشوارع لمجرد المعارضة وذاك يتقرب زلفى بتفسير ليشتروا ثمنا قليلا. لقد خانوا ببلاهتهم و نفاقهم علمهم الذي تعلموه و جامعتهم التي ذاع صيتها و اشتهر خريجوها عبد الزمن.لن نلوم عالم "الفُلك" المصري أحمد شاهين بعد اليوم الذي ادعى أن السيسي مذكور في القرآن وفي أحاديث السنة مادام وزير الأوقاف والمفتي في أرض الكنانة "عزة العرب" أضحوا وجوه متعددة لمسليمة الكذاب في القرن الواحد والعشرين. Publié le: 2016-04-13 20:40:21