نفذ عدد من اهالي بن قردان ومن عائلات المفقودين في حادثة غرق مركب كانوا على متنه للوصول الى السواحل الايطالية من مدينة صبراطة الليبية، مسيرة سلمية جابت امس الاحد الشارع الرئيسي لمدينة بن قردان لتنتهي امام المستشفى الجهوي اين استقبلوا جثمان احد الغرقى الذي تم انتشال جثته بالسواحل الليبية. وجاءت هذه المسيرة للتعبير عن الالم، وللتنديد "بسياسة الاقصاء والتهميش التي دفعت الشباب الى الهجرة غير الشرعية" على حد تعبير عدد من الاهالي الذين اعتبروا ان "اليأس وفقدان كل أمل في حياة كريمة، دفع بالشباب الى ركوب قوارب الموت، خاصة مع تواصل التضييق عليهم في التجارة عبر معبر راس جدير ليجد هذا الشاب نفسه بين خيارين اما الموت بالرصاص على الحدود التونسية الليبية او الموت في البحر"، حسب تعبيرهم. ووصفوا الوضع ب"المزري والمخزي بالمنطقة، امام تواصل التهميش والفقر وفقدان ابسط مقومات الحياة الكريمة والعيش المحترم، رغم وعود حكومية كبيرة لدفع التنمية ببن قردان وخاصة بعد العملية الارهابية في 7 مارس الماضي". واستنكر المحتجون "صمت الحكومة، وعدم تحركها لفائدة شباب مات ليس للالتحاق بداعش بل بحثا عن لقمة العيش وصونا لكرامة اهينت بين معبر راس جدير التونسي والليبي" حسب قول الناشط المدني عبد السلام الرقاد الذي قال ان "الشباب الذي خير الهجرة السرية نحو اوروبا لم يفكر حتى ابان الثورة وما رافقها من انفلات في الهجرة، اما اليوم فقد انسدت كل الافق امامه ولم يعد رزقه الذي يقتاته من معبر راس جدير متاحا بل تشوبه مخاطر وتضييقات واهانات للذات البشرية". وكان الاتحاد المحلي للشغل ببن قردان اصدر بيانا بالمناسبة دعا فيه الحكومة الى "تنفيذ الوعود التنموية للمنطقة وايجاد حلول جذرية وعاجلة لمشاكل معبر راس جدير باعتباره مورد رزقهم الوحيد في الوقت الراهن"، معتبرا ان "الشباب الذين فقدتهم المنطقة، راحوا ضحية التهميش والاقصاء والتضييق على مورد رزقهم بمعبر راس جدير". وتنتظر اهالي بن قردان معرفة مصير حوالي 16 شابا مفقودا من جملة 26 شابا ابحروا من سواحل سبراطة الليبية في اتجاه ايطاليا عاد منهم 9 شبان احدهم من مدينة جرجيس، فيما وصلت البارحة جثة الغريق على متن سيارة اسعاف ليبية الى المستشفى الجهوي ببن قردان.