- قدم المخرج التشادي محمد صالح هارون بعد ظهر الثلاثاء 1 نوفمبر أمام جمهور أيام قرطاج السينمائية فيلمه الوثائقي الطويل "حسين حبري: تراجيديا تشادية" الذي كان شارك ضمن قسم "اختيارات خاصة" خلال الدورة الاخيرة لمهرجان كان الدولي. الفيلم ينقل مجموعة من الشهادات الحية لعدد من ضحايا نظام حسين حبري في التشاد الذي حكم البلاد بيد من حديد من 1982 إلى 1990 ويغوص فى أعماق معاناتهم النفسية والاجتماعية ضحايا مشوهون، بعضهم أصابتهم إعاقات عضوية مختلفة، منهم من فقد بصره ومنهم من فقد القدرة على النطق وآخرون لا يستطيعون المشي من شدة التعذيب، ولا تسل عن المعاناة النفسية التي لا تزال تداعياتها تلاحقهم الى اليوم. "فرانسوا" هو أحد هؤلاء الضحايا، كهل فى الستين من عمره يتذكر بكل مرارة ما فعله به البوليس السياسي لنظام حبري، ترافقه الكاميرا من بيته الى مستشفى نجامينا الى جلساته مع الاصحاب وزملاء النضال، وفى كل مشهد تنقل العدسة من زوايا مختلفة حجم المأساة التي حلت به. "كليمان" ايضا عاش سنوات الجمر تجاوز عمره الخمسين سنة، ولما اعتقله البوليس كان شابا يافعا يحلم بمستقبل افضل لبلده التشاد يقول كليمان: "انتزعوا منا انسانيتنا، سرقوا منا رجولتنا حتى اننا كنا نرى الموت قريبا منا في كل لحظة وهذا أمر سيء للغاية " بعد فرار حسين حبري الى السينغال سنة 1990 تكونت جمعية لضحايا نظامه ورفعت ضده بمساعدة ناشطين حقوقيين من فرنسا وسويسرا وبلجيكا والسينغال قضايا بتهم جرائم تعذيب وقتل، ونججت بعد نحو عشر سنوات من المرافعات والجلسات في انتزاع حكم ضد حبري يقضي بسجنه 12 سنة. هذا الحكم وإن لم يرتق الى تطلعات الضحايا والجهود الكبيرة التي بذلتها لجان الدفاع عنهم، فإن المخرج أراد له كذلك ان يكون رمزيا من خلال ابراز قيم العدالة والحرية وان مآل الظالم والمستبد والديكتاتور هو العقاب والسجن. جدير بالذكر أن المخرج التشادي محمد صالح هارون قد شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان الدولي سنة 2010، وفاز بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه "رجل يصرخ".