*في الأعلى صورة الرئيس التشادي ادريس ديبي يخشى المراقبون من صوملة تشاد وانهيارعدد من دول المنطقة اذا تمت اطاحة نظام الرئيس التشادي ادريس ديبي المتداعي بسبب الانقسامات وهجمات المعارضة المسلحة. واعتبر باحث فرنسي في الجيوستراتيجيا طلب عدم کشف اسمه أن الهدف أصبح تجنب عملية انتقال دامية وعنيفة للسلطة قد تنتج من انهيار النظام اذا لم يتم ايجاد مخرج سلمي للازمة والخطر هو صوملة تشاد. وتوقع العديد من المراقبين انه في حال استولت الجبهة الموحدة للتغييرالمکونة من مجموعات عدة غير متجانسة من قبائل تتعارض مصالحها على نجامينا فمن المحتمل جدا ان ينفجر هذا التکتل لاحقا. وفي حال وقع ذلک فان قبيلة الزغاوا التي ينتمي اليها الرئيس والمنقسمة حاليا بين مناصر ومناهض لادريس ديبي من اجل السيطرة على السلطة التي طالما استحوذت عليها قد تتحد مجددا ضد قبيلة تاما التي يتحدر منها زعيم الجبهة الموحدة للتغيير الکابتن نورعبد الکريم. ويعتبر عبد الکريم قريبا جدا من السلطات السودانية الى حد انه متهم بالقتال الى جانب ميليشيات الجنجويد الموالية للخرطوم في مواجهة متمردي دارفور المنطقة المحاذية لتشاد غرب السودان. واعتبر باحث فرنسي انه اذا تولى عبد الکريم السلطة فقد يؤدي ذلک الى تحول کبير في معادلة دارفور على حساب الزغاوا السودانيين العديدين في صفوف الحرکة المسلحة والذين هم ضحايا انتهاکات الجنجويد حسب الدول الغربية. وقد يؤول خطر انهيار النظام التشادي الى وضع يشبه الصومال حيث انعدمت السلطة المرکزية لتفسح المجال أمام عدد کبير من المجموعات المسلحة المتناحرة باستمرار بدون ان تتوصل اي منها الى التفوق نهائيا على الاخرى. وتنجم عن ذلک تخوفات من انهيار عدد من انظمة المنطقة الواحد تلو الاخر وانعکاسها بشکل خاص على أفريقيا الوسطى التي تشهد اصلا اضطرابات سياسية وعسکرية عند حدودها مع تشاد والتي يتلقى رئيسها فرانسوا بوزيزي دعما کبيرا من نظيره التشادي. وتساءل الباحث الفرنسي عن استقرار الکاميرون في حال تعرض جاراه الشرقيان (تشاد وافريقيا الوسطى) الى زعزعة استقرارهما. واعتبر العديد من المراقبين ان نهاية ديبي تبدو مجرد مسالة وقت وقال الباحث السؤال ليس هل سيرحل ديبي بل متى وکيف؟ وصحيح ان الجيش التشادي قاوم جيدا ولم ينهر فجاة في الساعات الاولى من المعارک التي جرت الخميس في نجامينا کما کان يخشى بعض المحللين في مؤشر الى ان النظام ما زال يستفيد من قاعدة نسبية ولکن الى متى؟ والحل الوحيد السلمي الذي يمکن توقعه يقتضي تنظيم عملية انتقالية بعد انسحاب ادريس ديبي طوعا من السلطة التي تسلمها اثر انقلاب على حسين حبري عام 1990 قبل ان يتم انتخابه عام 1996 واعادة انتخابه عام 2001. لکن هذا السيناريو يبدو غير محتمل اليوم لان الرئيس التشادي يبدو في المقابل مصمما رغم المعارک الاخيرة على المضي في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من ايار/مايو. وعدل ديبي الدستور ليتمکن من الترشح لولاية ثالثة مما ادى الى زيادة توتر الاجواء السياسية. والرئيس التشادي هو عسکري قبل کل شيء يعترف له الجميع بشجاعته. وکما اوضح مصدر قريب من الرئاسة التشادية اخيرا لفرانس برس فان ديبي استبعد تماما حتى الان اي فکرة فرار واقسم انه سيبقى في السلطة حتى النهاية. المصدر: العالم