- صادق مجلس نواب الشعب، يوم الثلاثاء على مشروع ميزانية وزارة الشؤون الدينية لسنة 2017 والمقدرة ب802ر99 مليون دينار، بموافقة 108 نواب واحتفاظ 14 نائبا ورفض 8 نواب. وأكد وزير الشؤون الدينية بالنيابة، غازي الجريبي (وزير العدل)،في معرض رده على تساؤلات النواب، أن أصحاب المستويات العلمية العليا والإطارات الكبرى يعزفون عن شغل خطة الإمامة بالمساجد، لذلك يكون في بعض الأحيان مستوى الأيمة متدن إلى حد ما، وفق تعبيره. ولاحظ الجريبي، خلال الجلسة العامة المخصصة لمناقشة مشروع ميزانية وزارة الشؤون الدينية عشية الثلاثاء بالبرلمان، أن الوزارة أعدت برنامجا يهدف إلى الترفيع في المنح المخصصة للأيمة والإطارات المسجدية لتشجيع الكفاءات على الاضطلاع بهذه الخطة المهمة، مشيرا إلى أن الوزارة كونت لجنة سيعهد لها وضع المقاييس العلمية التي سيتم على أساسها تعيين الوعّاظ. وفي التالي مداخلة الدكتور سالم لبيض في جلسة مناقشة مشروع ميزانية وزارة الشؤون الدينية: " هل حتم على التونسيين أن يعيشوا هذا التناقض الحاد و الصراع القاتل بين مدرسة تنحى شمالا و مدرسة تنحو يمينا و كلاهما يولد الإرهاب المدرسة الأولى المتطرفة شمالا: منظرها الرئيسي المستشرق الألماني الشهير "تيودور نولكا" الذي كتب سنة 1860 "تاريخ القرآن" و ترجم إلى العربية سنة 2004 و قد وزعته منظمة إيزنهاور في معارض في لبنان و في تونس مجانا... الفكرة الأساسية لهذه المدرسة انه يجب انسسنة القرآن و يجب أن يتحول القرآن إلى نص إنساني كي يمكن نقده و تغيير آياته كالمسيحية و اليهودية، و لهذا التيار أنصار في تونس تمفصلوا في مفاصل الدولة و يتمفصلون الآن في مؤسسات إعلامية و لهم كتب.... هذه المدرسة المتطرفة شمالا فوفرت الأرضية في الدولة التونسية على مدى السنين لمدرسة أخرى متطرفة يمينا، هي المدرسة الحنبلية التيمية الوهابية و التي تتعامل مع النص القرآني القرآن و السنة النبوية الشريفة كنص ضاهر فقط أي مدرسة شكلانية تنظر إلى البواطن و لا تقبل إلى التأويل . من هذه المدرسة ظهرت التيارات السلفية التكفيرية الجهادية و جميع التيارات السياسية و التي حملت لواء التكفير من القاعدة إلى داعش إلى أنصار الشريعة وغيرها وهي منتشرة في جميع انحاء العالم و في تونس. .. نلاحظ الخلط الفاضح بين النص القرآني و السنة النبوية الشريفة والنص الفقهي ، عند المواطن البسيط يختلط الأمر بين النصين، بين النص الفقهي و النص القرآني و يأخذ النص الفقهي كانه نص قرآني مقدس. و الدولة تتعامل مع من إختلط عليه الأمر بأن يوضع في خانة الجريمة و يضنف كعدو محتمل. في تونس سيدي الوزير هناك مدرسة أخرى هي المدرسة المقاصدية: هي المدرسة المقاصدية لا تاخذ الأمور بنصها الظاهر و لكنها تتعامل مع بواطن النص ، تأخذه في تحولاته التاريخية في ظل ما ينتجه الإنسان من معارف، من فلسفة و من تاريخ و من علم إجتماع و علم نفس و من تكنولوجيا و من إنتاجات إنسانية . هي تقر بقدسية النص على انه نص إلاهي و ليس نص إنساني كما تقول المدرسة الأولى و هي تختلف مع المدرسة الثانية على أنها قابلية الإجتهاد مرتبطة بالعصر و تعتبر أن النص الفقهي الذي يأتي لاحقا دائما أكثر تقدما من النص الفقهي الذي جاء سابقا بمعنى ان هده المدرسة نتيجة تراكم العلوم تستفيد مما يكتب ما لم يستفد منه مثلا تفسير الطبري أو قراءات الحاحظ او غيه... لذلك جاءت قراءة إبن عاشور اكثر تقدما من في التحرير و التنوير من تفسير الطبري ... نحن يجب أن نوصل هذه الفكرة إلى أبنائنا حتى لا يذهبو ضحية، و الدولة عندما تنحاز إلى هذا الطرف أو ذاك بطريقة مقصودة او غير مقصزدة فهي تضع المواطن الذي لا يمتلك المعارف ضحية خاصة و لنا حوالي 5 ملايين من الشباب لفظتهم المدارس على مدى 60 سنة ... فهؤلاء لديهم قابلية في تبني الفكر المتطرف، كيف نحميهم هي هي مسؤوليتنا و مسؤوليتكم و مسؤولية الدولة..."