نصرالدين السويلمي يعلم وليد جلاد جيدا ان مطلبه الذي توجه به الى بن سدرين لا يمكن تنفيذه ، وان استقالة المرأة الحديدية سيعتبر بمثابة الخيانة وفي اخف الاحكام بمثابة الهزيمة الناتجة عن الخوف والهرسلة ، والثابت ان السيدة بن سدرين لمع اسمها بين فكي دكتاتوريتين ولم تخشى بورقيبة وبن علي حتى تركن الى تهديدات "وْليد" جلاد ومن هم خلف الوْليد يؤزونه ويدفعونه باتجاه النيل من الرقم الصعب في هيئة لحقيقة والكرامة، يشاغبون به بن سدرين مقابل العفو عن ماضيه واسقاط جريمة انسلاخه من النداء والتحاقه بمرزوق، وادراجه ضمن دورة جديدة من دورات الإغداق ، لأنه وبالنسبة للمال السياسي العبرة بالنتائج وليس بالنوايا ، يأخذ العميل بقدر بطشك، لا مكان للعواطف والمحاباة. سبق لجلاد ان عاجل بن سدرين بتعليقات مهينة مباشرة بعد انتهاء الحلقة الاولى من شهادات ضحايا التعذيب، حين دون على حسابه العبارات المخلة التالية " سهام بن سدرين عنوان للفتنة والمتاجرة بمشاعر الناس.كل الدعم والمساندة للمؤسسة العسكرية والأمنية رمز الإستقلال والصمود.مسرحية سياسية الغاية منها النيل من مؤسسات الدولة.تحيا تونس خالية من الخونة وعملاء الفوضى.آآآه يضيق صدري على وطني "، من خلال عباراته وكان وليد أنغمس في نوبة من التعاطف مع المؤسسة العسكرية والامنية ، بينما الحقيقة خلاف ذلك تماما ، ولا دخل للجيش ولا للأمن بالأمر، فقط هي الحيتان التي وعدته بتسوية وضعيته داخل النداء وادماجه من جديد ان هو ابلى البلاء الحسن في خلخلة بن سدرين من مكانها او النيل من مقامها ، تلك الحيتان التي تخشى من تمدد الحقيقة وترتعد من توسع الكرامة لتلامس اماكن مظلمة مشحونة بالأسرار ، لا يهم القروش ملاحقة عون امن متقاعد او جلاد في خريف العمر او رقيب قديم في ثكنة بوشوشة ، لكن الخوف كل الخوف من نجاح الهيئة في جلب الصغار والانتهاء من ذلك، حينها ستتفتح شهيتها وتشرع في سحب الكبار الى باحات المحاكم ، من اجل ذلك استعملوا وليد ولطفي واستعملوا مريم والفة وميا وسيستعملون الجن الازرق للحيلولة دون وصول العدالة الانتقالية الى مشارف قصورهم . تحت قبة البرلمان وبحضور سهام بن سدرين قال وليد جلاد مخاطبا رئيسة الهيئة " "استقيل لأنك فشلت ان تكون شخصية جامعة، استقيل لانقاض مسار هيئة الحقيقة والكرامة ، استقيل حتى تتغلب روح التوافق مرة اخرى في تونس " ، كلمات واضحة فاعت منها الاهداف الحقيقة للهجة التي تستهدف بن سدرين ، طالبها وكيل الجلادين بالاستقالة لأنها شخصية غير جامعة ، ما يعني انه يعاتبها على نيل رضا الضحية دون الجلاد ، ويعتبر قلق الجلاد من أدائها ينال من مصداقيتها ، يبحث من ارسلوا الجلاد عن فوز بن سدرين برضاهم ! ولن تنال هذا الرضا الا اذا تعهدت بالابتعاد عن حياضهم وعدم التعرض الى تاريخهم من قريب او من بعيد وعدم الاقتراب من صناديقهم السوداء ، بخلاف ذلك فهي غير محايدة فاشلة في انتزاع الاجماع متورطة في التعاطف مع الضحية ضالعة في جلب الحقوق وكشف الحقائق . ثم ان الجلاد ومن خلفه يعتبرون استقالة بن سدرين كفيلة بإنقاذ هيئة الحقيقة والكرامة !! والذي تكتموا عنه الى حين هو البديل الجاهز، إذْ لا خوف على الهيئة بعد سهام، ففي جرابهم البديل ! واي بديل أفضل من شيعي مخضرم سيقود الهيئة بعقلية بشار ومنهج بوتين ولطميات الحشد الشعبي.. يريد أرباب الجلاد اقناعنا انهم يخافون على الحقيقة ويشفقون على الكرامة ، بينما خلاصة القول تؤكد ان استقالة بن سدرين ستنقض الحيتان من الميزان وتؤجل العدالة الى اجل غير مسمى . على الشعب وقواه الحية الاجتهاد في الحفاظ على هذه السيدة التي علّمت اشباه الاناث كيف تُصنع حالات الصمود الفريدة من داخل الانثى الرقيقة ، كيف تجابه الانثى بجيناتها السمحة السامية دون ان تتحول وتتلوث وتنزع الى التشوه الخلقي والاخلاقي، ليحذر الجميع فطوفان التهجم الذي بلغ ذروته على بن سدرين، تكمن خلفه رسائل مشفرة تغمز الى "الفيسبا" كي تتحرك ، كيف لا وبن سدرين ابرقت الى فرنسا بشكل مستفز ، وقالت لباريس ان العدالة الانتقالية لا تكتفي بطلب موكليها في تونس بل تطلب المرضعة الشقراء ذات التاريخ الحافل بالجرائم .