- انطلقت ،بعد ظهر اليوم الأربعاء بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، فعاليات موكب إحياء أربعينية الشهيد المهندس محمد الزواري ،الذي اغتيل أمام مقر منزله بصفاقس يوم 15 ديسمبر الفارط، في أجواء مفعمة بالحزن على رحيل الفقيد والاعتزاز بتحقيق الشهادة من أجل قضية فلسطين. وقد تخلف عن هذه الاحتفالية ،التي تخلد ذكرى الشهيد، وزير التعليم العالي والبحث العلمي سليم خلبوس الذي كان متوقعا حضوره واقتصر الحضور على المسؤولين الجهويين ،حيث حضر كل من والي صفاقس سليم التيساوي ورئيس جامعة صفاقس ورئيس النيابة الخصوصية وعدد من أعضاء الأسرة الجامعية والهندسية بالجهة. و خلف غياب المسؤولين المركزيين عن الأربعينية استياء لدى المنظمين ،الذين رأوا فيه موقفا سلبيا . وتشارك المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس تنظيم هذه الاحتفالية التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 29 جانفي الجاري وتشتمل على سلسلة من الأنشطة العلمية والثقافية والفنية عديد المؤسسات الجامعية والمنظمات الوطنية ومكونات المجتمع المدني في الجهة ،بالإضافة إلى أفراد عائلة الشهيد وأصدقائه. وازدانت المدرسة ،بمناسبة هذه الأربعينية، بصور الشهيد ،التي كان تخرج منها ويعمل فيها، وبرايات تونسوفلسطين باعتبار أن محمد الزواري كان كذلك أحد مهندسي الجناح العسكري لحركة حماس التي كشفت عن هذا الانتماء بعد استشهاده ،في بيان لها أكد ضلوع الكيان الصهيوني في الجريمة. وتم ،خلال حفل افتتاح الأربعينية، تكريم عائلة الشهيد محمد الزواري في شخص كل من والدته وزوجته وأخيه ومنحهم شهادة شرفية للدكتوراه التي كان الشهيد بصدد إنجازها تحت إشراف الدكتور محمد الصالح عبيد دون أن تمهله عملية الاغتيال لمناقشتها. وكانت قد انتظمت قبل ذلك بأحد مدرجات المدرسة عملية مناقشة لهذه الأطروحة حول موضوع "دراسة نموذج غواصة يتم التحكم فيها عن بعد" من طرف لجنة علمية برئاسة الأستاذ الشاذلي البرادعي وعضوية الأساتذة منير بكار وعلي بن موسى ومحمد صالح عبيد والشاذلي البرادعي تم على إثرها إسناد الشهادة الأطروحة . وذكر الأستاذ المؤطر لمحمد الزواري محمد صالح عبيد ،في تصريح اعلامي، أن "فكرة إنجاز الغواصة كانت مشروعا لفائدة تونس أوحت بها لصاحبها الحادثة الأليمة التي حصلت في عرض سواحل قرقنة إثر غرق مركب صيد وهلاك عدد كبير من البحارة"، معتبرا أن "ذلك يعد درسا في الوطنية وتوظيف مبتكرات الرجل لفائدة الوطن مع امكانية استغلاله ضمن أفق أوسع يشمل العالم العربي وفي مقدمته دولة فلسطين" وغق تعبيره. وتم كذلك تدشين مجسم "طائرة الكرامة" بساحة الشهيد محمد الزواري في ساحة المدرسة وهي طائرة بدون طيار بقدرة على الطيران لمدة ساعة كاملة " كانت موضوع رسالة ختم الدروس الجامعية في نيل شهادته كمهندس اختصاص "هندسة كهروميكانيكية". يشار ،في هذا السياق، الى أن محمد الزواري كان باحثا في "مخبر الانظمة الالكتروميكانيكية" بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، كما أسس "نادي الطيران النموذجي للجنوب" الذي ترأسه، وكان عضوا في "المجمع العالمي للطاقة والميكانيك". وعبرت أرملة الشهيد ماجدة خالد عن امتنانها للمساندة الكبيرة التي لقيتها من مختلف فئات الشعب التونسي والتي جسمتها المشاركة الكبيرة للمسيرة التي انتظمت في مدينة صفاقس بعد عملية الاغتيال. وعبر أخ الشهيد رضوان الزواري عن أسفه مما أسماه الوعود غير الملباة من عدد من المسؤولين الرسميين في الحكومة ،الذين أكدوا استعدادهم لمساندة العائلة وتحقيق مطلبها في منح الجنسية لزوجة الزواري وأخذ كل الاجراءات الصارمة في ملاحقة الجناة وكل من ساعد الكيان الصهيوني على عملية الاغتيال. من جهته، اعتبر والي صفاقس سليم التيساوي ،في حفل افتتاح الأربعينية، أن "ما قدمه محمد الزواري من دم دفاعا على الوطن وعلى القضية الفلسطينية القضية الأم نبراسا يسير علي ضوئه الجميع وأن مثل هذه المناسبات يقف اللسان عاجزا"،على حد وصفه. وقال رئيس جامعة صفاقس رفيق بوعزيز ،بالمناسبة، إن "الفقيد محمد الزواري كان يعمل ويبدع في صمت وهو ما تؤكده مسيرته الجامعية ومشاريعه العلمية". و تم الاستماع إلى خطب وكلمات لجمع من الأساتذة والطلبة والمسؤولين الجهويين تناولوا فيها مناقب الشهيد الزواري واستخلصوا من ذكرى رحيله واستشهاده الدروس. ويشتمل برنامج الأربعينية على يوم مفتوح للطلبة حول القضية الفلسطينية يقام ،يوم الخميس 26 جانفي الجاري، في كل من كلية العلوم وكلية الآداب والعلوم الإنسانية والمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس وندوة دولية يوم الجمعة 27 جانفي الجاري بقاعة العقود بقصر البلدية حول موضوع "المقاومة في سياق الثورات العربية". و يتضمن البرنامج كذلك عرضا كشفيا في ساحة باب البحر وأمسية فنية لمجموعة "على دربك يا شهيد" في المركب الثقافي محمد الجموسي وملتقى حول الطيران والتكنولوجيا بمركز البحوث في الرقميات بالقطب التكنولوجي بصفاقس واستعراض حول الطائرات النموذجية بفضاء تبرورة يوم الاحد القادم.
