نصرالدين السويلمي بعد العملية الارهابية التي استهدفت احد المساجد بمقاطعة كيباك الكندية وذهب ضحيتها العديد من المصلين منهم التونسي ابو بكر الثابتي ، انتفضت جل وسائل الاعلام الكندية ضد الجريمة وادانت قطاعات واسعة من النخبة السياسية الحادث الارهابي ، تنوعت وتباينت التنديدات في حدتها ووجهتا ، ففي حين ركزت بعض المنابر على المناخ الذي افرز الجريمة ، اختارت منابر اخرى الربط بين الحادث وبين السياسة العدائية التي صدم بها دونالد ترامب العالم ، بينما قامت صحيفة محلية بذكر جميع الضحايا بمن فيهم التونسي ابو بكر الثابتي وعقبت تحت كل اسم "لتحمل الملائكة روحك الى السماء" . ذلك في كندا ..أما في تونس فقد اختارت الكثير من وسائل الاعلام الحديث باقتضاب عن القتيل والضحية ووصلت بعض المنابر الى ذروة تعاطفا المنابر حين أطلقت علي الشهيد الثابتي عبارة المغدور . الاحزاب بدورها كانت غائبة عن الوعي ، بعضها عن قصد بما ان الثابتي استشهد في المسجد وهذا يكفي لعدم الاهتمام به فالمساجد تأشر الى الهوية والهوية بعبعهم الازلي ، احزاب اخرى مصنفة كإمعة نكصت بدورا، و لو هبت وسائل الاعلام وتزاحمت النخب لوجدتهم في المقدمة ، اما وان التجاهل تسيد على المشهد فقد انصرفوا الى اغراضهم غير مبالين ، التجاهل الحزبي قطعه التيار الديمقراطي الذي قدم تعازيه الى عائلات الضحايا وخص بالذكر الشهيد ابو بكر الثابتي : بسم الله الرحمان الرحيم إنا لله وإنا إليه راجعون ببالغ الحزن و الأسى تلقى حزب التيار الديمقراطي نبأ العملية الإرهابية الغادرة بمقاطعة الكيباك الكندية التي استهدفت مركزا إسلاميا و أسفرت عن استشهاد 6 مواطنين. و يتوجه التيار الديمقراطي بتعازيه الحارة لعائلات الضحايا وعلى رأسهم عائلة المواطن التونسي بوبكر الثابتي (رحمه الله) و بمواساته للمصابين وتضامنه مع الشعب الكندي في هذا المصاب الجلل. نسأل الله الرحمة للشهداء و الشفاء العاجل للجرحى. بدورها تعرضت حركة النهضة من على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الى الحادث ، لكنها تناولته بطريقة غريبة تميل الى تسجيل الحضور الركحي اكثر من التعزية الحارة التي تلامس حقيقة المأساة ، البيان او العبارات المنشورة على جدار الحركة لم يذكر حتى الشهيد الثابتي باسمه ، بينما اختار الحديث عن مزايا الطرف الكندي وحث على تضامن الحضارات لمواجهة الارهاب : بسم الله الرحمن الرحيم بيان حركة النهضة اثر تعرض مسجد بمقاطعة كيباك في كندا الى اعتداء اجرامي عبر اطلاق نار تعرض مسجد بمقاطعة كيباك في كندا يوم أمس 29 جانفي 2017 الى اعتداء اجرامي عبر اطلاق نار ذهب ضحيته 6 ضحايا و8 جرحى من بينهم تونسيان. وإزاء هذه الجريمة البشعة فإن حركة النهضة : 1- تندد بقوة بالجريمة التي استهدفت أبرياء وتدعو الى معاقبة المجرمين. 2- تترحم على الضحايا وترجو الشفاء العاجل للمصابين وتعبر عن تضامنها معهم. 3- تثمن الموقف الرسمي الكندي الذي أدان العملية واعتبرها جريمة إرهابية، وتؤكد الحاجة لتضامن الحضارات لمواجهة الارهاب الذي يهدد الجميع. رئيس حركة النهضة الأستاذ راشد الغنوشي العديد من الشخصيات السياسية والفكرية ادانت الحادث على صفحاتها الخاصة وقدمت تعازيها الى عائلات الشهداء وتناولت خبر استشهاد ابو بكر الثابتي وترحمت عليه ، ثم ياتي السؤال الاكثر أهمية من حيث الدلالات ، هل سيتحول الرئيس الى تطاوين للتعزية ؟ ذلك هو السؤال العالق والذي ينتظر الاجابة بالحاح ، و هو السؤال المهم الذي سيحدد اذا ما كان السيد الباجي قائد السبسي رئيس الجميع والا كما وصفه البعض برئيس شريحة معلومة التوجه موسومة بثقافتها الخاصة جدا والنشاز عن المجتمع التونسي ، هل سيتحول الرئيس الى بيت الشهيد ليكون على نفس المسافة بين شهيد المسجد وشهيد الملهى ، أم انه سيعمق الهوة بينه وبين سواد الشعب التونسي ؟
