- يفتتح العرض الفرجوي "وقت الجبال تغني" للفنان عدنان الهلالي، اليوم الأحد، تظاهرة "سمامة عاصمة كونية للثقافة الجبلية" التي تحتفي بشهداء الوطن وبصمود متساكني الجبال، على مرتفعات جبل سمامة، وتحديدا فوق هضاب مسرح الفلاقة بمنطقة "الوساعية" بسبيطلة من ولاية القصرين. وتؤمن مجموعة "أصوات سمامة "، هذا العمل الفرجوي الجديد الذي ولد من رحم معاناة متساكني المنطقة، وهي مجموعة فنية حديثة النشأة، متكونة من رعاة يتمتعون بموهبة الغناء ولم يصعدوا على الركح سابقا. وحسب الفنان عدنان الهلالي مؤلف "وقت الجبال تغني"، تم الشروع في الإعداد لهذا العرض الفرجوي منذ أشهر، حتى لا يكون مجرد عمل فلكلوري يدّعي النبش المعتاد في الذاكرة، وهو عمل ملتزم يرسم حسب تعبيره "ملامح صمود الرّعاة بهراواتهم في وجه كلاشينكوف الذّئاب المسعورة"، ويحتفي بشهداء الوطن وبصمود متساكني الجبال ورعاته الرافضين للنزوح من شعابهم، رغم النسيان والفقر والتهميش وألغام الإرهابيين. وأفاد بأن هذا العمل الفرجوي الأول مدعوم من طرف صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني، بالشراكة مع المركز الثقافي الدولي بالحمامات، وقد ساهم في اعداده كل من الفنانين أصيلي الجهة، محرز العبيدي وعبد الدايم الهلالي (في الجانب الموسيقي) ومقداد الصالحي (في الجانب الفرجوي) وفريق غار بويزْ (في الجانب الكوريغرافي)، مبينا أنه يهدف بالأساس "إلى التأريخ للحالة المؤلمة التي تعيشها جبال القصرين جراء الإرهاب، والإحتفاء بالحياة على سفوحها وهضابها تحديا لمحبي الظلام والموت". وبأغانيهم النابعة من تراث أجدادهم وبأهازيجهم الجبلية وإبداعاتهم الفنية المتنوعة، قدم رعاة سمامة وفريق غار بويز عرضهم في الهواء الطلق على ركح مسرح الفلاقة، الذي شيده أبناء المنطقة يوم 25 ديسمبر 2016 بمناسبة اليوم العالمي للجبل، وانطلاق أشغال بناء مشروع المركز الثقافي الجبلي بسمامة. وكان النجاح حليف هذا العرض بشهادة جمهور غفير من المواطنين وتلاميذ المدارس الابتدائية بالجهة وعدد من الجهات الأخرى، الذين تفاعلوا مع العرض فغنوا ورقصوا وصفقوا وأنشدوا وتأثروا بكلمات الأغاني التي وصفت حالة الحرمان والتهميش والنسيان التي يعيشها أهل الجبال منذ سنوات خلت إلى اليوم، وأخرى تصف صمودهم وتشبثهم بأراضيهم رغم الفقر والإرهاب. وقد سجلت التظاهرة حضور شخصيات رسمية وطنية وعالمية، من بينهم سفير الاتحاد الأوروبي بتونس باتريس برغاميني، والمستشار الأول بسفارة فلسطين بتونس هشام فارس مصطفى وسفير مقاطعة والونيا البلجيكية كريستيان سالنس، الى جانب وفد من وزارة الشؤون الثقافية وثلة من الإطارات الجهوية والمحلية ومن ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية . وصرح المستشار الأول بسفارة فلسطين بتونس هشام فارس مصطفى، بالمناسبة أن روح الإبداع يجب أن يغرس منذ الطفولة لدى الناشئة حتى تتعلم العمل الجماعي وحب الأرض والوفاء لها، وهو ما برز في أبهى تجلياته من قبل أطفال القصرين. لطيفة مدوخي