- أكد وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي العزم على إرساء سنّة الاحتفال بيوم 3 ماي من كلّ سنة كعيد وطني للدّيبلوماسيّة التّونسيّة يترسّخ من خلالها انفتاح الوزارة على مُحيطها الوطني، مبينا أنه سيتم العمل على اقتراح السّند القانوني للاحتفال بهذا العيد. وبين في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بعيد الديبلوماسية التونسية، مساء اليوم الجمعة بالوزارة، أن مسؤوليّات الدّيبلوماسيّة التّونسيّة تضاعفت في الوقت الرّاهن، وأن الوزارة تثابر في اتجاه مزيد تحسين آدائها وتطوير المقاربة التونسية وإدارتها لعلاقاتها الخارجيّة باتّجاه مزيد من الحُضور والنّجاعة والمردوديّة. وقال "نحن مُطالبون بتطوير برامج تعاون تُحقّق الغايات المتعلقة بالخصوص بتعبئة الموارد الماليّة وكلّ أشكال الدّعم لتجسيم أهداف مُخطّط التّنمية وإعادة تموقع تونس، ليس فقط كوجهة استثماريّة صاعدة، بل كقُطب استثماري بارز في المنطقة، واستعادة النّسق الإيجابي والتّصاعدي للتّصدير ودعم القطاع السّياحي. وبين أن الدبلوماسيين مدعوون إلى تكثيف العمل وتوظيف العلاقات الخارجيّة في دفع التّنمية البشريّة ومُعاضدة المجهود الوطني في التّشغيل وتدعيم الإحاطة النّوعيّة بالجالية في الخارج وتطوير قنوات الهجرة المنظّمة وتذليل الصّعوبات والعراقيل التي تحول دون مساهمة الجالية في العمل التنموي للبلاد. واستعرض الجهيناوي بالمناسبة حصيلة عمل وزارة الشّؤون الخارجيّة خلال سنة تميزت بالحركيّة الكثيفة للنّشاط الدّبلوماسي مع التّطوّر النّوعي للمضمون الذي تجسد بالخصوص في تواتر الزيارات الرسمية في الاتجاهين وانعقاد اجتماعات خمسة عشرة لجنة مُشتركة وعودة الحركيّة إلى علاقات تونس مع دُول أوروبّا الشّماليّة والوُسطى والشّرقيّة وروسيا ودُول البينيلوكس والبرازيل والهند، ودفع التّعاون مع دول عربيّة وإفريقيّة تتوفّر على فُرص اقتصاديّة هامّة بالنّسبة لمؤسّساتنا المصدّرة. كما تميز العمل خلال السنة الماضية، وفق الجهيناوي، بتفعيل الدّبلوماسيّة الاقتصاديّة بصفتها مدخلًا لا غنى عنه لإضفاء النّجاعة والمردوديّة المأمولتين على العلاقات الخارجيّة والتّوجّه نحو إفريقيا باعتبارها الفضاء الحيوي العميق لتونس، مذكرا بأن الوزارة بدأت تنفيذ خطّة تعزيز الانتشار الدّبلوماسي جنوبيّ الصّحراء بفتح سفارة في بوركينا فاسو، غربيّ القارّة، وانطلاق الخطوات العمليّة لفتح سفارة في كينيا، شرقيّ القارّة، حيث تتعزّز شبكة تمثيل تونس الدّبلوماسيّ المقيم جنوبيّ الصّحراء (عشر بلدان من أصل 47 بلدًا). وأضاف أنه يجري التّنسيق مع وزارة التّجارة لغاية تنفيذ قرار الحُكومة بفتح خمس ممثّليّات تجاريّة في بلدان جنوبيّ الصّحراء التي لا يُوجد فيها تمثيل دبلوماسيّ مُقيم، بحيث تكون نواة لفتح بعثات دبلوماسيّة في المُستقبل. وتعمل تونس، وفق الوزير، على تعزيز المُبادرة الدّبلوماسيّة والحُضور على المستوى متعدّد الأطراف، الذي تجسد من خلال تقدّمها بعدد من المبادرات خاصّة على مستوى الاتّحاد الإفريقي وجامعة الدّول العربيّة من أجل إحياء العمل العربي المشترك ومُساهمته في فضّ الخلافات والنّزاعات، بالإضافة إلى مُقترحاتها على الصّعيد الأممي في مُعالجة قضايا ذات أولويّة على غرار مسألة الهجرة وتنفيذ أجندة التّنمية المُستدامة لسنة 2030 وإصلاح مجلس الأمن الدّولي. وقال الجهيناوي إن استرجاع تونس لمكانتها ودورها على السّاحتين الإقليميّة والدّوليّة تجسد في مُناسبات عديدة آخرها اختيار دبلوماسيّين تونسيّين كمبعوثين لكلّ من جامعة الدّول العربيّة والاتّحاد الإفريقي حول الأزمة اللّيبيّة وانتخاب تونس بشبه إجماع لعضويّة مجلس حقوق الإنسان التّابع للأمم المتّحدة (189 صوتًا من أصل مجموع 194)، مضيفا أن الدّبلوماسيّة التّونسيّة تعمل على ضمان أفضل الحظوظ لانتخاب تونس كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدّولي للفترة 2020-2021. ومن المهام التي اضطلعت بها وزارة الخارجية ،حسب ما أكده الجهيناوي، أيضا مُواصلة مسار الإصلاح ودعم المهنة الدّبلوماسيّة وتطويرها عبر دعمها بالموارد البشريّة ذات الكفاءة العالية وتعصير أساليب عملها وتطوير المهنة الدّبلوماسيّة. وأضاف أن الوزارة بدأت الخطوات العمليّة في إطار التّعاون الدّولي لتجسيم مشروع إنشاء الأكاديميّة الدّبلوماسيّة في سنة 2020 لتكون مركزًا نموذجيّا ذا إشعاع إقليمي يوفّر تكوينًا ذي مُستوى رفيع ومُعتمد أكاديميّا في كلّ المجالات المتعلّقة بالدّبلوماسيّة والعلاقات الدّوليّة ويستفيد منها أعوان الوزارة وكلّ الهياكل الوطنيّة المعنيّة بالتّعاون الدّولي وكذلك الإطارات والدّبلوماسيّين من البلدان الإفريقيّة والعربيّة. وقد تم قبيل حفل الاستقبال الذي انتظم ببهو الوزارة ، القيام بعملية محاكاة لجلسة لمجلس الأمن الدولي لفائدة الدبلوماسيين الشبان كتبة الشؤون الخارجية خريجي المعهد الدبلوماسي للتكوين والدراسات، دفعة المرحوم محمد السديري، الذين تولوا على إثر ذلك آداء القسم في موكب رسمي حضره عدد من الدبلوماسيين التونسيين المباشرين والمتقاعدين. يشار إلى أنه تم إحداث وزارة الشؤون الخارجية يوم 3 ماي 1956 . حلا