- يكتسي الاحتفال بعيد الرعاة في دورته السادسة طابعا خاصا هذا العام نظرا لتزامنه مع الاحتفالات ب"سمامة عاصمة كونية للثقافة الجبلية". وقد أصبح عيد الرعاة موعدا سنويا ينتظره كثيرون سواء من الفنانين أو الفاعلين الثقافيين أو الإعلاميين أو سكان المنطقة. النسخة السادسة لعيد الرعاة التي ستقام من 18 إلى 21 ماي الحالي بجبل سمامة من ولاية القصرين، ستشهد حضورا واسعا لضيوف يمثلون أكثر من 10 بلدان من مختلف القارات حيث سيحل بهذه المنطقة الجبلية الواقعة بالوسط الغربي التونسي ضيوف من البرازيل وكولمبيا والأرجنتين وغينيا الاستوائية والمسكيك واليورغواي والكونغووفرنساوايطاليا واسبانيا وهولندا فضلا عن ضيوف من الجزائر وتونس. وقد ساهم نجاح الدورات السابقة لعيد الرعاة في جعلها تحظى هذا العام بدعم من وزارة الشؤون الثقافية ومؤسسة ألفة رمبورغ للفن والثقافة التي مانفكت تدعم هذا المشروع، فضلا عن الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري. وتترجم هذه الدورة، بحسب الناشط الثقافي والفنان مؤسس التظاهرة عدنان الهلالي، شعارها المتمثل في "سمّامة عاصمة كونية للثقافة" إذ تسجل حضور الفنان "ويريكيتا مازاياز" وهو من أهم الفنانين المتمسكين بأصالتهم (من الهنود الحمر) وفق تعبيره، وسيشاركه في عرضه فنانون هولنديون وإسبان ومن التيبت. وتمثّل الجزائر في هذا العرس الفني، فرقة الجرف من ريف بئر العاتر التابع لولاية تبسة الحدودية، وسيشارك من ايطاليا الفنان "جياني بريشي" مدير الفنون المعاصرة بروما. كما تحضر من فرنسا كل من المغنية "غيان رينو" والمسرحي "فرانسوا غرانج"، بالإضافة إلى عازف الغيتار دافيد مافوتكو من الكونغو وهيلو روريما من ريو دي جنيرو وعازفة الناي الكولومبية ادريانا غارليانو وغيرهم. واختارت الفنانة التونسية زهرة الأجنف مشاركة أهالي سمامة عيدعم السادس حيث تشارك الموسيقيين محرز العبيدي وعبد الدايم الهلالي ومجموعة أصوات سمّامة، في تقديم عمل ضخم بعنوان "كون الرعاة" وذلك مساء السبت 20 ماي بمسرح الفلاقة ابتداء من الخامسة مساء. وإلى جانب استقطاب ضيوف من مختلف مناطق العالم تتميز الدورة السادسة من عيد الرعاة بتنظيم سوق للرعاة بهدف تنشيط الريف اقتصاديا، كما سينتصب على سفح الجبل مخيم كبير من تنظيم جمعية "فنانون تونسيون شبان"، سيتواصل منه السمر على أنغام الموسيقى حتى مطلع الفجر، موعد خروج الرعاة للرعي في الجبل. وجدبر بالتذكير أنه تم إعلان جبل سمامة "عاصمة كونية للثقافة الجبلية" في موفى شهر جانفي الماضي، من قبل مؤسسة ألفة رامبورغ، وقد اعتبر عدنان الهلالي هذا الإعلان، "انتفاضة ضدّ ثقافة الجدران ومشروع للزرع الثقافي". ومهرجان عيد الرعاة هو أول تظاهرة ثقافية في العالم العربي تحتفي بالرعاة، أطلقها الفنان عدنان الهلالي سنة 2012، بهدف تنشيط المناطق الريفية الجبلية. ومنذ أن تمّ إعلان هذا المكان منطقة عسكرية مغلقة بسبب احتماء العناصر الإرهابية به وبالمناطق الوعرة المجاورة له، أخذت هذه التظاهرة منحى جديدا للترويج لثقافة الحياة وتحدّي الإرهاب الذي استهدف عددا من الرعاة إمّا بالترهيب أو بالقتل. لمح/ ريم
