نصرالدين السويلمي التحفظ السياسي ،التحفظ الحزبي ، التحفظ الايديولوجي ،التحفظ العربي ،التحفظ الاقليمي ، التحفظ التكتيكي ،التحفظ التموقعي ، التحفظ المصلحي ..كل هذه التحفظات وغيرها تقتضي ان لا يجاهر المرزوقي بانتصاره للرئيس الاسير محمد مرسي ، حزمة من التحفظات الطويلة العريضة ضرب بها المرزوقي عرض الحائط حين اختار الانحياز الى الحق الضعيف على حساب الباطل القوي المتغطرس ، نكّست علمانية المرزوقي اعلامها وهدّأت من خلجاتها اجلالا لحق الرئيس الاسلامي ، خيّر رئيس تونس السابق التخندق مع صوت الشعب المُصادر وأعرض عن ميزان القوى بل وكفر بها ، حالة من العناد الكاميكازي تلك التي جنح اليها الرجل وقرر من خلالها تحدي شبكات المال "المنفّط" ومراكز القرار العالمي التي تنكرت للرئيس المنتخب وانحازت لزعيم الانقلاب الدموي ، تمترس المرزوقي بالأخلاق السياسية في عالم يسوده الفجور السياسي وطالب بحق مرسي في الحكم بينما فشل غيره في المطالبة بحق مرسي في الحياة ، يفعل الرجل كل ذلك وهو على علم بان الوقوف الى جانب مرسي المسجون المعزول المترنح بين الحياة والموت سيكلفه الكثير خاصة اذا علمنا ان خصوم الرئيس الشرعي هم ارباب المال والجاه في العالم العربي بل في العالم باسره . في ظل سطوة الباطل وغلبة المال وانحصار ارادة الشعوب وتغوّل الثورات المضادة وانكفاء الثورة الام "سبعطاش" وتدمير ربيباتها "يناير ، فبراير .." في ضل قرارات تبدو صدرت من واشنطن وبروكسل وموسكو وطهران والرياض وابو ظبي .. تهدف الى طي صفحة الثورات والانتهاء من تجربة الحرية الصاخبة والعودة الى الدكتاتورية الهادئة ، أمام انكماش الشعوب وانسحابها لصالح الثورات المضادة ، ثم وامام قراره البقاء في حلبة الصراع السياسية والرهان على البلدي والبرلماني والرئاسي وما يعنيها من متطلبات ومناورات ، امام كل ذلك يصر المرزوقي العنيد على لعب ورقة الشعوب المتراجعة ويلقي بجميع بيضه في سلة ديسمبر -يناير - فبراير ، يواصل العنيد استفزاز القوى الخليجية والعربية والدولية حين يمضي في انتصاره للضحية التي يكرهونها ، يمارسون عليها التشفي ، يسخرونها مكبا لساديتهم. لقد فعلها المرزوقي سابقا والقى بالحسابات والتوازنات الى الجحيم حين شهّر بسفاح رابعة وحين سمى ماخور النفط واغلظ له ولم يخجل من عقاله ولا من عياله ، ويفعلها اليوم بعد ان شطب الحذر السياسي من اجندته ورفض ان يستجيب الى موازين قوى اطرافها السيسي واولاد زايد ، لعله يصر على الانحياز الى الحرية الملقاة في غرف العناية المركزة او لعله يحنو على توابيت الحق وجثامينه بدل الانحناء لأثداء الباطل المنتعشة وألاياه المنتفخة . يبدو ان الرؤساء الذين دخلوا القصور بإرادة الشعوب بعد عقود من ارادة الدبابات أقرب الى بعضهم من الارحام الايديولوجية المترنحة ، او ربما هي رمزية الرئيس الديمقراطي الاول لا يفقهها الا الرئيس الأول ..كيفما كانت دواعي انتصار الرئيس السابق للرئيس الشرعي ، فان المرزوقي اختار مرة اخرى ان يجاهر بانتمائه للحق الاسير دون أي اعتبار للباطل الطليق ..مرسي في زنزانة يدافع عن شرفكم . *تدوينة الدكتور المرزوقي "كل الأخبار عن ظروف اعتقال الرئيس محمد مرسي دلالة على الحقد الأعمى الذي يدفع بجلاديه الى منع الزيارات أكثر من أربع سنوات وحرمانه من أبسط حقوق السجين وخاصة دلالة على خسة ووضاعة لم نعرفهما من قبل في إدارة الصراع السياسي . اليوم هناك أخبار قد تعدّ الرأي العام لامكانية توفيه نتيجة القهر والحرمان والاهمال وحتى الغذاء القاتل ببطء. لا فائدة في التوجه لأناس فقدوا أبسط مفاهيم الشرف والشهامة . ما أنا متأكد منه أنهم إن افلتوا من محاكم الأرض فلن يفلتوا من محكمة السماء. محمد مرسي هو اليوم فاضح دناءة الثورة المضادة التي أجهضت ثورة سلمية ديمقراطية انسانية ولكنه أبضا رمز صمود الأحرار . لا تنسوا ابدا محمد مرسي . هو في زنزانته يدافع عن شرفكم"