- يتعاقب المدربون على تدريب المنتخب الجزائري لكرة القدم منذ نهائيات كأس العالم 2014 وتتواصل بالمقابل نفس المشاكل التي لم يتمكن أحد منهم في إيجاد الحلول المناسبة لها، وفي مقدمتها ضعف خط الدفاع الذي يستمر في الغرق وهو ما ظهر جليا مرة أخرى أمس السبت في المباراة التي خسرها ''الخضر'' بلوزاكا أمام المنتخب الزامبي ب(3-1) لتتبخر بذلك آخر أمالهم في بلوغ نهائيات مونديال 2018 بروسيا للمرة الثالثة على التوالي حسب تعليق لوكالة الانباء الجزائرية (واج) . ويزداد وضع خط دفاع المنتخب الجزائري سوءا من مقابلة إلى أخرى, إلى درجة أن الكثير دقوا ناقوس الخطر، بدليل أن شباك الحارس رايس مبولحي تلقت سبعة أهداف في ثلاث مباريات خلال التصفيات المونديالية الحالية. ويعيد هذا السيناريو إلى الأذهان ما وقع للمنتخب الوطني الجزائري في النهائيات السابقة لكأس إفريقيا للأمم التي جرت مطلع العام الحالي بالغابون والتي اهتزت خلالها شباكه في ست مناسبات ما عجل بإقصائه من الدور الأول للمنافسة وكذا بإقالة مدربه البلجيكي جورج ليكانس. ويرجع المختصون هذا الضعف الدفاعي للمنتخب الجزائري إلى التغييرات المتكررة التي يعرفها هذا الخط ، إذ يلاحظ أنه منذ عام 2014، فقط المدافع الأيسر فوزي غولام من تمكن من الحفاظ على منصبه، بخلاف المراكز الأخرى من هذا الخط الخلفي التي تشهد تغييرات متكررة من لقاء لآخر، وهو ما أفقد الدفاع انسجامه المطلوب. وفي ظل تواصل هذه التغييرات، يبقى المنتخب الجزائري يدفع الثمن غاليا بعد تراجع نتائجه على الصعيد القاري، بينما فشل المدربون الأربعة الذين أشرفوا على حظوظه منذ مونديال 2014 (غوركوف، رايفاتس، ليكانس وألكاراز) في إيجاد الوصفة ''السحرية'' المناسبة لوقف النزيف. ولا يتوان أحد المدافعين المميزين في تاريخ المنتخب الجزائري، عنتر يحيى، في وضع الأصبع على موقع الداء عندما اعتبر بأن التغييرات المتكررة على مستوى خط الدفاع, سيما في وسطه، أحد الأسباب الهامة التي أوصلت الخط الخلفي الجزائري إلى هذه الوضعية المعقدة. وقال المدير الرياضي الحالي لنادي أورليون، الناشط في بطولة الدرجة الثانية الفرنسية : "عندما نغير في كل مرة وسط الدفاع، فإن الخط الخلفي يفقد كثيرا من صلابته.. يتوجب الحفاظ على الثنائي الذي يشكل المحور مع منحه الوقت الكافي كي يحسن من انسجامه، وشخصيا أراهن في هذا الشأن على الثنائي بن سبعيني-ماندي". وعلى ذكر ماندي، الذي شغل أمس أمام زامبيا مركز مدافع أيمن في الشوط الأول قبل أن يتحول إلى المحور في الثاني، فإنه عقب على الاتهامات الموجهة للمدافعين بالقول بعد مباراة لوزاكا أن المسؤولية يتحملها جميع اللاعبين وليس المدافعون فقط، وأنه يتوجب الكف عن انتقاد لاعبي الخط الخلفي. وبعد انتهاء الجولة الثالثة من التصفيات، تتواجد الجزائر في مؤخرة ترتيب المجموعة الثانية بنقطة واحدة، وهي المجموعة التي يتصدرها منتخب نيجيريا (9 نقاط)، متبوعا بزامبيا (4 ن) ثم الكامرون (نقطتان).