اقتطاعات بالجملة من جرايات المتقاعدين...ما القصة؟    لأوّل مرّة: افتتاح جناح تونسي في أكبر معرض دولي للصناعة بألمانيا    تطاوين :عمال بشركة يحتجون ويطالبون بإلغاء المناولة    بنزرت: تنفيذ 3 قرارات هدم وإزالة واسترجاع لاملاك عامة بمعتمدية جرزونة    حكم قضائي في حق شقيق رئيس سابق لجمعية رياضة معروفة    ر م ع الشركة الحديدية السريعة يكشف موعد إنطلاق استغلال الخطّ برشلونة-القبّاعة    تونس : 94 سائحًا أمريكيًّا وبريطانيًّا يصلون الى ميناء سوسة اليوم    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    وزير الدفاع الايطالي في تونس    إخماد حريق بشاحنة ثقيلة محملة ب7،6 طن من مواد التنظيف..    فرنسا: مقتل ما لا يقل عن 5 مهاجرين خلال محاولة لعبور القنال الإنكليزي..    الفيفا يكشف عن فرضيات تأهل الترجي الرياضي لكأس العالم للأندية    يهم التونسيين : غدًا طقس شتوي 100% و هذه التفاصيل    تفكيك وفاق إجرامي من أجل ترويج المخدرات وحجز 08 صفائح و05 قطع من مخدر القنب الهندي..    جندوبة: الإحتفاظ بمروج مخدرات بمحيط إحدى المؤسسات التربوية    المرصد التونسي للمناخ يكشف تفاصيل التقلّبات الجوّية    بعد الاعتزال : لطفي العبدلي يعلن عودته لمهرجان قرطاج    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب هذه المنطقة..    فظيع/ جريمة قتل تلميذ على يد زميله: تفاصيل ومعطيات صادمة..    سوسة: تعرض شاب لصعقة كهربائية أثناء تسلقه عمود كهربائي ذو ضغط عالي..    سليانة: إستئناف أشغال مركز الصحة الأساسية بمنطقة المقاربة بسليانة الجنوبية    محمد الكوكي: هدفنا هو التأهل للمشاركة إفريقيا مع نهاية الموسم الحالي (فيديو)    الإطاحة ب 9 مروجين إثر مداهمات في سوسة    مترشحة للرئاسة تطرح استفتاء للشعب حول تعدد الزوجات في تونس..#خبر_عاجل    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس..    بطولة ايطاليا : بولونيا يفوز على روما 3-1    مدنين: حجز 4700 حبة دواء مخدر وسط الكثبان الرملية    رغم منعه من السفر : مبروك كرشيد يغادر تونس!    عاجل : وفيات في سقوط طائرتي هليكوبتر للبحرية الماليزية    مهرجان هوليوود للفيلم العربي: الفيلم التونسي 'إلى ابني' لظافر العابدين يتوج بجائزتين    جمعية منتجي بيض الاستهلاك تحذّر من بيض مهرّب قد يحمل انفلونزا الطيور    حادثة سقوط السور في القيروان: هذا ما قرره القضاء في حق المقاول والمهندس    نقل مغني فرنسي شهير إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري    البطولة الأفريقية للأندية الحائزة على الكأس في كرة اليد.. الترجي يفوز على شبيبة الأبيار الجزائري    الجزائر.. القضاء على إره.ابي واسترجاع سلاح من نوع "كلاشنكوف"    بعد الجرائم المتكررة في حقه ...إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم !    مذكّرات سياسي في «الشروق» (1)...وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم .. الخارجية التونسية... لا شرقية ولا غربية    الإعلان عن تأسيس المجمع المهني للصناعة السينمائية لمنظمة الأعراف "كونكت"    استلام مشروع تركيز شبكة السوائل الطبية لوحدة العناية المركزة بقسم الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر    تونس: وفاة 4 أطفال بسبب عدم توفّر الحليب الخاص بهم    باجة: انطلاق الاستعدادات لموسم الحصاد وسط توقعات بإنتاج متوسط نتيجة تضرّر 35 بالمائة من مساحات الحبوب بالجهة    بن عروس: توجيه 6 تنابيه لمخابز بسبب اخلالات تتعلق بشروط حفظ الصحة    وصول محمد الكوكي الى تونس فهل يكون المدرب الجديد للسي اس اس    تقرير: شروط المؤسسات المالية الدولية تقوض أنظمة الأمان الاجتماعي    الكاف: تقدم مشروع بناء سد ملاق العلوي بنسبة 84 بالمائة    بعد ترشّحها لانتخابات جامعة كرة القدم: انهاء مهام رئيسة الرابطة النسائية لكرة اليد    حليب أطفال متّهم بتدمير صحة الأطفال في الدول الفقيرة    تكريم هند صبري في مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة    صادم: كلغ لحم "العلوش" يصل الى 58 دينارا..!!    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة الخامسة    وزارة الخارجية تنظم رحلة ترويجية لمنطقة الشمال الغربي لفائدة رؤساء بعثات دبلوماسية بتونس    وزارة الدفاع الوطني تعرض أحدث إصداراتها في مجال التراث العسكري بمعرض تونس الدولي للكتاب    هاليب تنسحب من بطولة مدريد المفتوحة للتنس    لأقصى استفادة.. أفضل وقت لتناول الفيتامينات خلال اليوم    في سابقة غريبة: رصد حالة إصابة بكورونا استمرت 613 يوماً..!    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فضيحة بالأدلة.. الاعلام الإماراتي يتآمر على تونس ! غرفة بن زايد دحلان تقترب من ساعة الصفر..
نشر في باب نات يوم 21 - 11 - 2017


نصرالدين السويلمي
قبل التطرق الى الوضع في تونس لا بد من اطلالة على سير العمليات في منطقة الخليج، والوقوف على حالة الفوضى الخلاّقة التي سببتها خطة محمد بن زايد والتي يشرف على تنفيذها بمعية محمد بن سلمان، حيث التطاحن في اليمن يفرز المجاعات والامراض التي تطورت الى حد الطاعون، والقبائل تحشد لفتح المزيد من الجبهات، وأين يخوض بن زايد حربه ضد الحوثيين الذين دعمهم بقوة ومكن لهم من العاصمة صنعاء نكاية في التجمع اليمني للإصلاح الذي اكدت في شأنه تقارير اميركية الى ابو ظبي سنة 2013 انه بات على وشك السيطرة على الحكم ويترقب اول انتخابات تشريعية ورئاسية ليبسط هيمنته على البلاد عبر الصناديق، ثم ولما تمسك الحوثيون بالراعي الايراني على حساب ابو ظبي اعلنت الامارات التعبئة العامة ودخلت بثقلها في حرب قذرة استعملت فيها الورقة الانفصالية كمقايضة لجني الارباح، ثم لإعادة العمل باتفاق 2008 الذي وقعته مع علي عبد الله صالح والقاضي بتمكين "موانئ دبي" من ادارة ميناء عدن لمدة 100عام،الاتفاق الذي أُلغي تحت ضغوط الثورة، وأيضا للهيمنة على جزيرة ميون الاستراتيجية التي باتت تحت سيطرة الاحتلال الاماراتي بالكامل ومنها تدير جميع عملياتها، الى جانب مكاسب اخرى يجنيها اولاد زايد من اليمن في مغالبة للزمن قبل ان يتفطن الشعب اليمني من غفوته ويهب للملمة اشلاءه.
تجاوزت خطة بن زايد اليمن الى غيره من الدول العربية، فهذا لبنان تخيم عليه اجواء الحرب الاهلية وصراع الطوائف، اين يغذي اللاعب الفارسي أطرافه بدمه واعصابه ، يرعاها بعناية، يدخرها ليوم الفزع الطائفي الأكبر.. بينما يجتث المنغول السعودي اطرافه ويحرق حواشيه استعدادا ليوم حتفه !.. هناك وتحت وقع المحرقة يلفظ مجلس التعاون الخليجي انفاسه وترزح قطر تحت الحصار وتعطي الرياض مهلة للكويت لتنفيذ مطالب ما زالت لم تتضح بعد والاغلب انها تخص ايران وقطر.. في الاثناء تم الاجهاز على الثورة السورية وانطلق التسويق لاتفاق "الطائف2" الذي سيتم بموجبه تقسيم سوريا.. على وقع نفس الازمة تشهد المملكة اكبر حملة اعتقالات في تاريخها، و يفتح ولي العهد جبهة مع رجال الاعمال ومع التيار الوسطي ومع المؤسسة السلفية الشريكة في الحكم بموجب ميثاق الدرعية الذي تم توقيعه بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود.. وفي مصر يتقلص بفضل السد الاثيوبي ويتوسع الجيش المصري في الحياة الاقتصادية والسياسية بفضل توصيات بن زايد وتطبيقات السيسي ... كل هذا الحصاد المر يؤكد ان "ناصية" محمد بن زايد كارثية، ما يدفعنا الى البحث الدقيق والعميق في خطط الغرفة الماكرة تجاه تونس، والسعي الى دفع اخطارها عبر الوعي اولا ثم عبر تفكيك مخططاتهم وكشف اساليبهم في تركيع الضحية.
*لماذا يلحون في طلب راس الثورة التونسية؟
يملك محمد بن زايد العديد من المصالح المادية في الدول التي يلاحقها ويسعى الى تثبيت او تقويض منظوماتها الحاكمة وفق ما تقتضيه بوصلة المصالح والولاء ، فقط في تونس يتحرك مارد ابو ظبي ليس انطلاقا من مصالحه المادية وانما انطلاقا من عوامل نفسية تتعلق بالثورة والانتقال الديمقراطي، فالحاكم الفعلي للإمارات يعي جيدا ان الثورات تشكل الخطر الاول والاكبر على مشروعه التوسعي "مالي جغرافي"، وبعد ان حطم الثورة المصرية ذات الثقل الديمغرافي يسعى جاهدا الى تحطيم الثورة التونسية ذات الثقل السيكولوجي، فهو وقوى استعمارية ومعهم العقل العربي الشمولي الرافض للمشاركة الشعبية في الحكم يدركون أن بقاء النبتة الديسمبرية "17 ديسبمبر" على قيد الحياة، سيُبقي امل الشعوب على السكة وفي اسوء تقهقره سيجعل من طموح الحرية خلايا نائمة جاهزة للانطلاق في كل حين، لذلك يصر ابناء زايد واطرافهم في بلدان الربيع العربي على اجتثاث النبتة التونسية المستعصية، تلك التي تفرز غُدد الامل وتعطي اشارات التمكين للشعوب على حساب العسكر والعائلات، وعلى هذا الأساس تخضع ثورة سبعطاش الى مطاردات منهكة ، استعملت فيها الضباع المداومة والمخاتلة في حين استعملت تونس خصالها الطويلة في المشي على الالغام ، وتسلحت بالهدوء عندما يتحتم عليها السير فوق حبال الموت الدقيقة.
*كيف يديرون معركتهم ضد ثورة سبعطاش اربعطاش ؟
لن نتطرق في هذه المساحة الى جملة التحركات التي تقوم بها غرفة بن زايد دحلان داخل تونس، ولن نتوسع لنغطي جل المحاور التي تعمل عليها خلية الحرب ، فقط سنقف على عينة مفصّلة تكشف طريقتهم في التعاطي وسلوكهم في التوغل، سنعاين عن كثب شريحة صغيرة من ترسانة كبيرة تعمل بلا هوادة وبأغلفة مادية رهيبة، وقبل ذلك لابد من لمحة عن آلة الدعاية الاماراتية وخاصة اسطولها الاعلامي الفاحش الثراء، والذي تاثثه العديد من وكالات ومكاتب الاعلام الكبرى ، وترسانة من الصحف ، ابرزها : الإتحاد-البيان-الخليج-الوطن-الإمارات اليوم-الرؤية-24-الوحدة -جلف نيوز-خليج تايمز-The Gulf Today-ذا ناشيونال-Emirates 24/7- ... الى جانب اسطول القنوات التلفزية ومن اهمها : قناة أبوظبي- قناة أبوظبي دراما- سكاي نيوز عربية- تلفزيون دبي- سما دبي- دبي زمان- دبي ريسينج- دبي وان- نور دبي- تلفزيون الشارقة- الشارقة القناة 2- قناة الشرقية من كلباء- تلفزيون عجمان...مع سلسلة من الاذاعات ، أبرزها: إمارات إف إم - أبوظبي إف إم- ستار إف إم- أبوظبي كلاسيك إف إم- راديو الشارقة- راديو القرآن الكريم ... اضافة الى العديد من المدن ومناطق الاعلام من قبيل :منطقة صانعي الإعلام في أبو ظبي ( twofour54 ) - مدينة دبي للإعلام - مدينة دبي للاستديو هات - مدينة دبي للإنتاج - مدينة الشارقة للإعلام-مدينة عجمان الإعلامية -مدينة الفجيرة للإبداع..دون ان ننسى مئات المواقع الاخبارية وأخرى عامة تنشط على منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك، تويتر..
* لماذا كل هذه العناوين ؟
كان يجب ان نعرض هذه الترسانة الاعلامية الضخمة لغرض المقاربة والمقارنة واعطاء فكرة عن العينة التي سوف نتعرض اليها بشيء من التفصيل، لأنه ومن كل هذا السيل الاعلامي الذي وبالتأكيد لديه مهامه تجاه "القضية" التونسية، سنسلط الضوء فقط على "صحيفة الاتحاد" تلك النطفة في بحر الاعلام الاماراتي ، وحتى نبتعد عن التعميم اخترنا التركيز فقط على دور الصحيفة المذكورة في جر تونس الى حلبة الصراع الخليجي الخليجي، والوقوف على حالة الغش والتلاعب التي ركزت على فكرة جوهرية مفادها تسويف الموقف الرسمي للدولة وتقديم الساحة التونسية كشريك في الحصار ، يشجعه ويثني عليه ويمد له يد المساعدة إذا طلب الرباعي الراعي ذلك.
دعونا من العناوين الكثيفة التي تناولتها الجريدة حول تونس والارهاب والترويكا والنهضة والمرزوقي والحكم والتحويرات الوزارية وتدخلها في ذلك بالإشاعة والتهويل، ليس ذلك مقصدنا ولا محورنا ، لنمضي في ملاحقة المنهجية التي اعتمدتها الصحيفة بشكل منظم ومدروس وتهدف من خلالا الى استعمال تونس في معركة الحصار رغم انف موقفها الرسمي ، ثم وحتى نفهم طريقة السلوك الاعلامي الذي تتبعه الترسانة الاماراتية تجاه تونس، سنتابع بدقة عملية الغش والتدليس التي هي سمة الترسانة وان تغيرت الاساليب، فقد دأبت جريدة الاتحاد على نشر الاخبار المفبركة التي تهدف الى تقديم تونس كشريك خامس في الحصار، تراوحت الفبركة بين خبر لكل اسبوعين الى ثلاثة اسابيع في الحالات العادية، ليصل الامر الى خبر لكل اسبوع واكثر خلال المستجدات ، حيث تستغل الجريدة الاحداث التي تخص ملف الحصار ثم تقوم بإعداد الخبر ومن ثم تدعمه بأسماء وهمية واخرى لا علاقة لها بالتحليل والسياسة من قريب ولا من بعيد ، وحتى نلامس اكثر نوعية التدليس سنقوم بعرض مجموعة من الاسماء الوهمية واخرى استعملتها الصحيفة بشكل عشوائي.
*اسماء قدمتها الصحيفة على انها لخبراء من تونس قدموا تصريحات ضد قطر
الإعلامي أمين صالح بن عبد السلام... الناشط الحقوقي عبد الرؤوف البوزيدي ...الكاتب عثمان بن الحاج علي القليل... الأستاذ الجامعي منصور صالح بن زعرة ...الباحث في العلوم السياسية محمد الصالح بن صميد... الباحث عمر بن صلاح الدين المثلوثي ... الباحث في التاريخ نعيم جوهر المحمودي... الباحث محمد علي الجربوني... الحقوقي الأستاذ الجامعي محمد بالهادي الفنولي... الباحث في السياسة العربية الأستاذ عبد القادر الجردي... الإعلامي محمد نبراس الجديدي... الأستاذ الجامعي أحمد نصيب... الباحث في الجامعة التونسية محمد بن صالح... شهيد الناصري... الباحث محمد أمين السماعلي... الأستاذ الجامعي والخبير في الشأن العربي محمد العربي علي الإمام... الأستاذ محسن الصحبي... صالح المعموري... محمد الصالح العليوي...
في سياق البحث عن هذه الاسماء ، وجدنا بعضها يعود الى يمنيين والبعض الآخر من العراق وأسماء اخرى من السودان والمغرب وغيرها من الدول العربية او العرب المقيمين باوروبا وامريكا ،بعضهم يشتغل في وزارة النفط العراقية والبعض الآخر ينتمي الى الحشد الشعبي، وآخر يشتغل ميكانيكي بورشة في دير الزور..قائمة طويلة يبدو ان الصحفي التونسي"ساسي جبيل" والمشرف على الطبخة لم يحسن الاختيار ولعله اقتنص الاسماء على اساس ان القراء العرب لا يهتمون بتفاصيل الخبر بقدر اهتمامهم بالفكرة العامة، وان ابناء تونس سيبتلعون الطعم بسهولة ولن تثيرهم الاسماء المركبة والالقاب الغريبة على شعبهم.
"محمد علي الخرشفي" الاستاذ في علم الاثار والباحث في علوم التراث بالمعهد الوطني للتراث، هو من الاسماء القليلة التي استعملتها الصحيفة بشكل صحيح بغض النظر عن التدليس على الرجل من عدمه ، والذي نسبت له الجريدة قوله انه" وبعد المقاطعة تراجعت أعمال قطر الإرهابية كما تقلص اهتمام الجزيرة الشريرة، بهذا الجانب وحولت وجهتها لشتم الدول الأربع بأسلوب ركيك ومفضوح، وخاصة بعض كشف ما كانت تعتقد أنه مستور من إجرام وعنف وإرهاب تنفذه من خلال التنظيمات الإرهابية .. التراجع لم يشمل تونس فقط بقدر ما شمل أيضاً دول ليبيا التي خطت خطوات مهمة في عمليات التطهير من داعش ومجرمي قطر، شأنها شأن بعض الدول الإفريقية الأخرى, مثل مالي ونيجيريا والصومال التي تقلص الحديث عن العمليات الإرهابية بها بعد مقاطعة الدول الأربع المكافحة للإرهاب القطري"، ذلك ما نقلته الصحيفة على لسان الخرشفي وتعود اليه وحده مهمة تفنيد الامر من تثبيته، ولو انه يستحيل على رجل في منصبه أن يتطوع ويضع نفسه على ذمة العدو اللدود لبلاده.
ولان الذكاء سليل السلوك المتاني ولا يمكن ان يكون سليل الشحن النفطي ، فقد غاب عن الصحيفة واجيرها اننا لم نعد في عالم معزول تخضع المعلومة فيه الى الاحتكار وتختفي الاسماء وتطفو مثلما يحلو لمحتكريها والجهات التي تستعملها، فاتهم ان ثورة المعلومات والفيضان التكنولوجي هشّم الاحتكار وسمح لمن عاشوا تحت رحمة مذياعهم وتلفزتهم وجريدتهم بتفنيد المعلومة الواردة او تعديلها او تقديم اصحابها الى القضاء وربما تحويلهم الى مستشفى الامراض العقلية بتهمة "التعوير" في التزوير.
وحتى لا يتفطن التونسيون الى الامر ومن باب التنويع في مصادر الغش، تعمدت الصحيفة الاستشهاد في بعض ما نشرته بخبراء ومختصين افتراضيين من تونس ودولة اخرى وذلك للتمويه،على غرار الخبر الذي نشرته الجريدة بتاريخ 21 اكتوبر 2017 تحت عنوان " محللون وخبراء في السعودية وتونس للاتحاد : تجميد قطر حسابات المعارضين دليل خوف وانتهاك لحقوق الإنسان"، في هذا الخبر استخدمت الاتحاد بعض الاسماء السعودية الحقيقية ثم استعملت شخصيات تونسية وهمية، ولا تهم الأسماء والمسميات مادام السيد الصحفي سيقبض و"الغرفة" الماكرة ستحقق بعض مرادها. كما اعتمدت الصحيفة على تصريح لشخصية أطلقت عليها "الباحث التونسي صالح غرس الله" ،وبالتحريات اكتشفنا انه ليس الا ذلك الرجل المتخصص في الادارة والتصرف والاقتصاد ، ويشغل منصب المدير العام لديوان الطيران المدني والمطارات ، ولا نخال من يشغل هذه الوظيفة لديه المتسع من الوقت للإسهام في تحطيم علاقات تونس الخارجية والعمل لصالح اجندات تتربص ببلادنا.
فيما تحرت الصحيفة المعنية الصدق في اعتمادها الدوري على رئيس تحرير قسم الأخبار بقناة الجنوبية علي الخميلي ، وهو من الاسماء القليلة المعروفة التي اعتمد عليها الكاتب وصدق حين حدث عنها.
*شيء ما ينوون فعله قريبا في تونس
بالعودة الى الرسم البياني للأخبار الخاصة بتونس وتحديدا بالمحور الذي تناولناه ، سنكتشف ان صحيفة الاتحاد ومنذ شهر اوت اعتمدت على نشر خبرين الى ثلاثة اخبار في الشهر، بحيث تفصل الخبر عن الآخر مساحة زمنية تتراوح بين الأسبوع الى الأسبوعين، لكن وبطريقة مفاجئة قلصت الصحيفة من المدة الفاصلة خلال النصف الثاني من شهر نوفمبر، وسرّعت من وتيرة انتاجها، فنشرت أيام11و13و15و17و18 مواد في الغرض، بحيث يكاد يكون التركيز على هذا المحور بشكل يومي، اضافة الى ان الجريدة صعدت من نبرتها واصبحت تتعمد التسمية وتصوب بشكل مباشر، وفي سياق تصعيدها اتهمت النهضة والغنوشي والمرزوقي والحراك بالإشراف على 11400 جمعية ! وهي مجمل الجمعيات التي تأسست بعد الثورة وفق ما ورد في الصحيفة، كما ذكرت ان القوى الوطنية والمثقفون يطالبون بحل هذه الجمعيات لأنها مشبوهة وتنفذ اجندات قطرية. وتزامنا مع الهجمة على المشهد الاغاثي والحقوقي تطرقت الاتحاد بشكل ماكر الى الحرب على التهريب التي اعلنتها الحكومة في محاولة للإيهام بان الحرب التي يشنها الشاهد إنما تستهدف تهريب السلع الى قطر، كما ركزت على ما اسمتها بالأوضاع المأساوية لما يناهز 5آلاف عامل تونسي بقطر يعانون البطالة بعد ان تحايلت عليهم شركات قطرية وفق ما ورد في الخبر ، ولم تفوت الاتحاد تنّقل وزير التجارة الى قطر لتعلن عن فشل الزيارة، واحاطتها بهالة من التشكيك .
تلك حقائق ومؤشرات استخرجناها من وسيلة اعلامية اماراتية واحدة، وان كان كل هذا التآمر صدر عن ورقية الاتحاد ،علينا ان نتخيل المهام التي تقوم عليها بقية الصحف والاذاعات والقنوات والمواقع المشبعة بالمال النفطي، ثم علينا ان ندرك انه الى جانب المشهد الإعلامي تعمل خلايا من المشاهد السياسية والثقافية والدبلوماسية والاجتماعية والعسكرية..كلها مشغولة بهندسة خطة اقليمية تهدف الى تفكيك اوليات الامة العربية والاسلامية واستبدالها بأولويات مستحدثة اعدها ثنائي لوبي النفط الاماراتي ولوبي المشروع الصهيوني برعاية واشنطن ، ثم علينا أن ندرك جيدا أن تفكيك ملحمة السابع عشر من ديسمبر ببوزيد يعتبر احد اهم الروافد المعنوية ل"غرفة " الدمار الشامل.
لم تعد تونس بالنسبة اليهم تلد البلاد الجميلة التي يطيب العيش فيها ويحلو السهر في ملاهيها وينعم السياح بشواطئها، لقد تحولت الى غول منذ اقترفت جريمة الثورة، ومنذ أعطى شعبها إشارة الإنطلاق لقافلة الحرية، ورغم اننا دولة صغيرة الحجم محدودة التأثير، رغم ذلك يصرون على تركيع مشروعنا، فنحن بالنسبة اليهم تلك القطرة التي ترفض الدخول الى الكاس ليفيض ..قطرة مشاغبة مستعصية عنيده عبثت باعصابهم ، كيف يجمعون كل ذلك الماء ثم يقضون الوقت الطويل في مطاردة القطرة الزئبقية ..هل تراهم يدركون اننا قطرة "بوسبعة أرواح".
كل المؤشرات تؤكد انهم اقتربوا كثيرا من ديارنا.. التصعيد الاعلامي، انفاس دحلان التي تخيم، جبهة برلمانية تم اعدادها على عجل وبشكل يبعث الريبة، انباء كاذبة عن وفاة الرئيس ينشرها اعضاء في حزب استئصالي، التقرب من الجار الجزائري وعرض مناورات مشتركة وفتح خطوط تواصل مع قيادة أركانه، ارسال حفتر بحراسه ليفاوض الرئاسة على الإستسلام للغرفة..إنهم يتاهبون ! إنهم يدقون طبول المؤامرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.