رئيس فرع كرة القدم بالنادي الإفريقي يعلن انسحاب المدرب فوزي البنزرتي    مدير "بي بي سي" يقدم استقالته على خلفية فضيحة تزوير خطاب ترامب    سيدي بوزيد: وفاة شاب وإصابة آخرين جراء حريق في ورشة لتصليح الدراجات بجلمة    حجز أكثر من 14 طنًا من المواد الغذائية الفاسدة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر    توزر: العمل الفلاحي في الواحات.. مخاطر بالجملة في ظلّ غياب وسائل الحماية ومواصلة الاعتماد على العمل اليدوي    بنزرت ...مؤثرون وناشطون وروّاد أعمال .. وفد سياحي متعدّد الجنسيات... في بنزرت    صفاقس : نحو منع مرور الشاحنات الثقيلة بالمنطقة البلدية    نبض الصحافة العربية والدولية ... مخطّط خبيث لاستهداف الجزائر    تونس تُحرز بطولة إفريقيا للبيسبول 5    "التكوين في ميكانيك السيارات الكهربائية والهجينة، التحديات والآفاق" موضوع ندوة إقليمية بمركز التكوين والتدريب المهني بالوردانين    ساحة العملة بالعاصمة .. بؤرة للإهمال والتلوث ... وملاذ للمهمشين    بساحة برشلونة بالعاصمة...يوم مفتوح للتقصّي عن مرض السكري    الليلة: أمطار متفرقة ورعود بأقصى الشمال الغربي والسواحل الشمالية    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): التونسية اريج عقاب تحرز برونزية منافسات الجيدو    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    أندا تمويل توفر قروضا فلاحية بقيمة 40 مليون دينار لتمويل مشاريع فلاحية    بنزرت: ماراطون "تحدي الرمال" بمنزل جميل يكسب الرهان بمشاركة حوالي من 3000 رياضي ورياضية    كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة    الانتدابات فى قطاع الصحة لن تمكن من تجاوز اشكالية نقص مهنيي الصحة بتونس ويجب توفر استراتيجية واضحة للقطاع (امين عام التنسيقية الوطنية لاطارات واعوان الصحة)    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    الجولة 14 من الرابطة الأولى: الترجي يحافظ على الصدارة والهزيمة الأولى للبقلاوة    شنيا يصير كان توقفت عن ''الترميش'' لدقيقة؟    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    هذا هو المهندس على بن حمود الذي كلّفه الرئيس بالموضوع البيئي بقابس    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    عاجل: النادي الافريقي يصدر هذا البلاغ قبل الدربي بسويعات    أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    خطير: النوم بعد الحادية عشرة ليلاََ يزيد خطر النوبات القلبية بنسبة 60٪    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    الطقس اليوم..أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق..#خبر_عاجل    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فضيحة بالأدلة.. الاعلام الإماراتي يتآمر على تونس ! غرفة بن زايد دحلان تقترب من ساعة الصفر..
نشر في باب نات يوم 21 - 11 - 2017


نصرالدين السويلمي
قبل التطرق الى الوضع في تونس لا بد من اطلالة على سير العمليات في منطقة الخليج، والوقوف على حالة الفوضى الخلاّقة التي سببتها خطة محمد بن زايد والتي يشرف على تنفيذها بمعية محمد بن سلمان، حيث التطاحن في اليمن يفرز المجاعات والامراض التي تطورت الى حد الطاعون، والقبائل تحشد لفتح المزيد من الجبهات، وأين يخوض بن زايد حربه ضد الحوثيين الذين دعمهم بقوة ومكن لهم من العاصمة صنعاء نكاية في التجمع اليمني للإصلاح الذي اكدت في شأنه تقارير اميركية الى ابو ظبي سنة 2013 انه بات على وشك السيطرة على الحكم ويترقب اول انتخابات تشريعية ورئاسية ليبسط هيمنته على البلاد عبر الصناديق، ثم ولما تمسك الحوثيون بالراعي الايراني على حساب ابو ظبي اعلنت الامارات التعبئة العامة ودخلت بثقلها في حرب قذرة استعملت فيها الورقة الانفصالية كمقايضة لجني الارباح، ثم لإعادة العمل باتفاق 2008 الذي وقعته مع علي عبد الله صالح والقاضي بتمكين "موانئ دبي" من ادارة ميناء عدن لمدة 100عام،الاتفاق الذي أُلغي تحت ضغوط الثورة، وأيضا للهيمنة على جزيرة ميون الاستراتيجية التي باتت تحت سيطرة الاحتلال الاماراتي بالكامل ومنها تدير جميع عملياتها، الى جانب مكاسب اخرى يجنيها اولاد زايد من اليمن في مغالبة للزمن قبل ان يتفطن الشعب اليمني من غفوته ويهب للملمة اشلاءه.
تجاوزت خطة بن زايد اليمن الى غيره من الدول العربية، فهذا لبنان تخيم عليه اجواء الحرب الاهلية وصراع الطوائف، اين يغذي اللاعب الفارسي أطرافه بدمه واعصابه ، يرعاها بعناية، يدخرها ليوم الفزع الطائفي الأكبر.. بينما يجتث المنغول السعودي اطرافه ويحرق حواشيه استعدادا ليوم حتفه !.. هناك وتحت وقع المحرقة يلفظ مجلس التعاون الخليجي انفاسه وترزح قطر تحت الحصار وتعطي الرياض مهلة للكويت لتنفيذ مطالب ما زالت لم تتضح بعد والاغلب انها تخص ايران وقطر.. في الاثناء تم الاجهاز على الثورة السورية وانطلق التسويق لاتفاق "الطائف2" الذي سيتم بموجبه تقسيم سوريا.. على وقع نفس الازمة تشهد المملكة اكبر حملة اعتقالات في تاريخها، و يفتح ولي العهد جبهة مع رجال الاعمال ومع التيار الوسطي ومع المؤسسة السلفية الشريكة في الحكم بموجب ميثاق الدرعية الذي تم توقيعه بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود.. وفي مصر يتقلص بفضل السد الاثيوبي ويتوسع الجيش المصري في الحياة الاقتصادية والسياسية بفضل توصيات بن زايد وتطبيقات السيسي ... كل هذا الحصاد المر يؤكد ان "ناصية" محمد بن زايد كارثية، ما يدفعنا الى البحث الدقيق والعميق في خطط الغرفة الماكرة تجاه تونس، والسعي الى دفع اخطارها عبر الوعي اولا ثم عبر تفكيك مخططاتهم وكشف اساليبهم في تركيع الضحية.
*لماذا يلحون في طلب راس الثورة التونسية؟
يملك محمد بن زايد العديد من المصالح المادية في الدول التي يلاحقها ويسعى الى تثبيت او تقويض منظوماتها الحاكمة وفق ما تقتضيه بوصلة المصالح والولاء ، فقط في تونس يتحرك مارد ابو ظبي ليس انطلاقا من مصالحه المادية وانما انطلاقا من عوامل نفسية تتعلق بالثورة والانتقال الديمقراطي، فالحاكم الفعلي للإمارات يعي جيدا ان الثورات تشكل الخطر الاول والاكبر على مشروعه التوسعي "مالي جغرافي"، وبعد ان حطم الثورة المصرية ذات الثقل الديمغرافي يسعى جاهدا الى تحطيم الثورة التونسية ذات الثقل السيكولوجي، فهو وقوى استعمارية ومعهم العقل العربي الشمولي الرافض للمشاركة الشعبية في الحكم يدركون أن بقاء النبتة الديسمبرية "17 ديسبمبر" على قيد الحياة، سيُبقي امل الشعوب على السكة وفي اسوء تقهقره سيجعل من طموح الحرية خلايا نائمة جاهزة للانطلاق في كل حين، لذلك يصر ابناء زايد واطرافهم في بلدان الربيع العربي على اجتثاث النبتة التونسية المستعصية، تلك التي تفرز غُدد الامل وتعطي اشارات التمكين للشعوب على حساب العسكر والعائلات، وعلى هذا الأساس تخضع ثورة سبعطاش الى مطاردات منهكة ، استعملت فيها الضباع المداومة والمخاتلة في حين استعملت تونس خصالها الطويلة في المشي على الالغام ، وتسلحت بالهدوء عندما يتحتم عليها السير فوق حبال الموت الدقيقة.
*كيف يديرون معركتهم ضد ثورة سبعطاش اربعطاش ؟
لن نتطرق في هذه المساحة الى جملة التحركات التي تقوم بها غرفة بن زايد دحلان داخل تونس، ولن نتوسع لنغطي جل المحاور التي تعمل عليها خلية الحرب ، فقط سنقف على عينة مفصّلة تكشف طريقتهم في التعاطي وسلوكهم في التوغل، سنعاين عن كثب شريحة صغيرة من ترسانة كبيرة تعمل بلا هوادة وبأغلفة مادية رهيبة، وقبل ذلك لابد من لمحة عن آلة الدعاية الاماراتية وخاصة اسطولها الاعلامي الفاحش الثراء، والذي تاثثه العديد من وكالات ومكاتب الاعلام الكبرى ، وترسانة من الصحف ، ابرزها : الإتحاد-البيان-الخليج-الوطن-الإمارات اليوم-الرؤية-24-الوحدة -جلف نيوز-خليج تايمز-The Gulf Today-ذا ناشيونال-Emirates 24/7- ... الى جانب اسطول القنوات التلفزية ومن اهمها : قناة أبوظبي- قناة أبوظبي دراما- سكاي نيوز عربية- تلفزيون دبي- سما دبي- دبي زمان- دبي ريسينج- دبي وان- نور دبي- تلفزيون الشارقة- الشارقة القناة 2- قناة الشرقية من كلباء- تلفزيون عجمان...مع سلسلة من الاذاعات ، أبرزها: إمارات إف إم - أبوظبي إف إم- ستار إف إم- أبوظبي كلاسيك إف إم- راديو الشارقة- راديو القرآن الكريم ... اضافة الى العديد من المدن ومناطق الاعلام من قبيل :منطقة صانعي الإعلام في أبو ظبي ( twofour54 ) - مدينة دبي للإعلام - مدينة دبي للاستديو هات - مدينة دبي للإنتاج - مدينة الشارقة للإعلام-مدينة عجمان الإعلامية -مدينة الفجيرة للإبداع..دون ان ننسى مئات المواقع الاخبارية وأخرى عامة تنشط على منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك، تويتر..
* لماذا كل هذه العناوين ؟
كان يجب ان نعرض هذه الترسانة الاعلامية الضخمة لغرض المقاربة والمقارنة واعطاء فكرة عن العينة التي سوف نتعرض اليها بشيء من التفصيل، لأنه ومن كل هذا السيل الاعلامي الذي وبالتأكيد لديه مهامه تجاه "القضية" التونسية، سنسلط الضوء فقط على "صحيفة الاتحاد" تلك النطفة في بحر الاعلام الاماراتي ، وحتى نبتعد عن التعميم اخترنا التركيز فقط على دور الصحيفة المذكورة في جر تونس الى حلبة الصراع الخليجي الخليجي، والوقوف على حالة الغش والتلاعب التي ركزت على فكرة جوهرية مفادها تسويف الموقف الرسمي للدولة وتقديم الساحة التونسية كشريك في الحصار ، يشجعه ويثني عليه ويمد له يد المساعدة إذا طلب الرباعي الراعي ذلك.
دعونا من العناوين الكثيفة التي تناولتها الجريدة حول تونس والارهاب والترويكا والنهضة والمرزوقي والحكم والتحويرات الوزارية وتدخلها في ذلك بالإشاعة والتهويل، ليس ذلك مقصدنا ولا محورنا ، لنمضي في ملاحقة المنهجية التي اعتمدتها الصحيفة بشكل منظم ومدروس وتهدف من خلالا الى استعمال تونس في معركة الحصار رغم انف موقفها الرسمي ، ثم وحتى نفهم طريقة السلوك الاعلامي الذي تتبعه الترسانة الاماراتية تجاه تونس، سنتابع بدقة عملية الغش والتدليس التي هي سمة الترسانة وان تغيرت الاساليب، فقد دأبت جريدة الاتحاد على نشر الاخبار المفبركة التي تهدف الى تقديم تونس كشريك خامس في الحصار، تراوحت الفبركة بين خبر لكل اسبوعين الى ثلاثة اسابيع في الحالات العادية، ليصل الامر الى خبر لكل اسبوع واكثر خلال المستجدات ، حيث تستغل الجريدة الاحداث التي تخص ملف الحصار ثم تقوم بإعداد الخبر ومن ثم تدعمه بأسماء وهمية واخرى لا علاقة لها بالتحليل والسياسة من قريب ولا من بعيد ، وحتى نلامس اكثر نوعية التدليس سنقوم بعرض مجموعة من الاسماء الوهمية واخرى استعملتها الصحيفة بشكل عشوائي.
*اسماء قدمتها الصحيفة على انها لخبراء من تونس قدموا تصريحات ضد قطر
الإعلامي أمين صالح بن عبد السلام... الناشط الحقوقي عبد الرؤوف البوزيدي ...الكاتب عثمان بن الحاج علي القليل... الأستاذ الجامعي منصور صالح بن زعرة ...الباحث في العلوم السياسية محمد الصالح بن صميد... الباحث عمر بن صلاح الدين المثلوثي ... الباحث في التاريخ نعيم جوهر المحمودي... الباحث محمد علي الجربوني... الحقوقي الأستاذ الجامعي محمد بالهادي الفنولي... الباحث في السياسة العربية الأستاذ عبد القادر الجردي... الإعلامي محمد نبراس الجديدي... الأستاذ الجامعي أحمد نصيب... الباحث في الجامعة التونسية محمد بن صالح... شهيد الناصري... الباحث محمد أمين السماعلي... الأستاذ الجامعي والخبير في الشأن العربي محمد العربي علي الإمام... الأستاذ محسن الصحبي... صالح المعموري... محمد الصالح العليوي...
في سياق البحث عن هذه الاسماء ، وجدنا بعضها يعود الى يمنيين والبعض الآخر من العراق وأسماء اخرى من السودان والمغرب وغيرها من الدول العربية او العرب المقيمين باوروبا وامريكا ،بعضهم يشتغل في وزارة النفط العراقية والبعض الآخر ينتمي الى الحشد الشعبي، وآخر يشتغل ميكانيكي بورشة في دير الزور..قائمة طويلة يبدو ان الصحفي التونسي"ساسي جبيل" والمشرف على الطبخة لم يحسن الاختيار ولعله اقتنص الاسماء على اساس ان القراء العرب لا يهتمون بتفاصيل الخبر بقدر اهتمامهم بالفكرة العامة، وان ابناء تونس سيبتلعون الطعم بسهولة ولن تثيرهم الاسماء المركبة والالقاب الغريبة على شعبهم.
"محمد علي الخرشفي" الاستاذ في علم الاثار والباحث في علوم التراث بالمعهد الوطني للتراث، هو من الاسماء القليلة التي استعملتها الصحيفة بشكل صحيح بغض النظر عن التدليس على الرجل من عدمه ، والذي نسبت له الجريدة قوله انه" وبعد المقاطعة تراجعت أعمال قطر الإرهابية كما تقلص اهتمام الجزيرة الشريرة، بهذا الجانب وحولت وجهتها لشتم الدول الأربع بأسلوب ركيك ومفضوح، وخاصة بعض كشف ما كانت تعتقد أنه مستور من إجرام وعنف وإرهاب تنفذه من خلال التنظيمات الإرهابية .. التراجع لم يشمل تونس فقط بقدر ما شمل أيضاً دول ليبيا التي خطت خطوات مهمة في عمليات التطهير من داعش ومجرمي قطر، شأنها شأن بعض الدول الإفريقية الأخرى, مثل مالي ونيجيريا والصومال التي تقلص الحديث عن العمليات الإرهابية بها بعد مقاطعة الدول الأربع المكافحة للإرهاب القطري"، ذلك ما نقلته الصحيفة على لسان الخرشفي وتعود اليه وحده مهمة تفنيد الامر من تثبيته، ولو انه يستحيل على رجل في منصبه أن يتطوع ويضع نفسه على ذمة العدو اللدود لبلاده.
ولان الذكاء سليل السلوك المتاني ولا يمكن ان يكون سليل الشحن النفطي ، فقد غاب عن الصحيفة واجيرها اننا لم نعد في عالم معزول تخضع المعلومة فيه الى الاحتكار وتختفي الاسماء وتطفو مثلما يحلو لمحتكريها والجهات التي تستعملها، فاتهم ان ثورة المعلومات والفيضان التكنولوجي هشّم الاحتكار وسمح لمن عاشوا تحت رحمة مذياعهم وتلفزتهم وجريدتهم بتفنيد المعلومة الواردة او تعديلها او تقديم اصحابها الى القضاء وربما تحويلهم الى مستشفى الامراض العقلية بتهمة "التعوير" في التزوير.
وحتى لا يتفطن التونسيون الى الامر ومن باب التنويع في مصادر الغش، تعمدت الصحيفة الاستشهاد في بعض ما نشرته بخبراء ومختصين افتراضيين من تونس ودولة اخرى وذلك للتمويه،على غرار الخبر الذي نشرته الجريدة بتاريخ 21 اكتوبر 2017 تحت عنوان " محللون وخبراء في السعودية وتونس للاتحاد : تجميد قطر حسابات المعارضين دليل خوف وانتهاك لحقوق الإنسان"، في هذا الخبر استخدمت الاتحاد بعض الاسماء السعودية الحقيقية ثم استعملت شخصيات تونسية وهمية، ولا تهم الأسماء والمسميات مادام السيد الصحفي سيقبض و"الغرفة" الماكرة ستحقق بعض مرادها. كما اعتمدت الصحيفة على تصريح لشخصية أطلقت عليها "الباحث التونسي صالح غرس الله" ،وبالتحريات اكتشفنا انه ليس الا ذلك الرجل المتخصص في الادارة والتصرف والاقتصاد ، ويشغل منصب المدير العام لديوان الطيران المدني والمطارات ، ولا نخال من يشغل هذه الوظيفة لديه المتسع من الوقت للإسهام في تحطيم علاقات تونس الخارجية والعمل لصالح اجندات تتربص ببلادنا.
فيما تحرت الصحيفة المعنية الصدق في اعتمادها الدوري على رئيس تحرير قسم الأخبار بقناة الجنوبية علي الخميلي ، وهو من الاسماء القليلة المعروفة التي اعتمد عليها الكاتب وصدق حين حدث عنها.
*شيء ما ينوون فعله قريبا في تونس
بالعودة الى الرسم البياني للأخبار الخاصة بتونس وتحديدا بالمحور الذي تناولناه ، سنكتشف ان صحيفة الاتحاد ومنذ شهر اوت اعتمدت على نشر خبرين الى ثلاثة اخبار في الشهر، بحيث تفصل الخبر عن الآخر مساحة زمنية تتراوح بين الأسبوع الى الأسبوعين، لكن وبطريقة مفاجئة قلصت الصحيفة من المدة الفاصلة خلال النصف الثاني من شهر نوفمبر، وسرّعت من وتيرة انتاجها، فنشرت أيام11و13و15و17و18 مواد في الغرض، بحيث يكاد يكون التركيز على هذا المحور بشكل يومي، اضافة الى ان الجريدة صعدت من نبرتها واصبحت تتعمد التسمية وتصوب بشكل مباشر، وفي سياق تصعيدها اتهمت النهضة والغنوشي والمرزوقي والحراك بالإشراف على 11400 جمعية ! وهي مجمل الجمعيات التي تأسست بعد الثورة وفق ما ورد في الصحيفة، كما ذكرت ان القوى الوطنية والمثقفون يطالبون بحل هذه الجمعيات لأنها مشبوهة وتنفذ اجندات قطرية. وتزامنا مع الهجمة على المشهد الاغاثي والحقوقي تطرقت الاتحاد بشكل ماكر الى الحرب على التهريب التي اعلنتها الحكومة في محاولة للإيهام بان الحرب التي يشنها الشاهد إنما تستهدف تهريب السلع الى قطر، كما ركزت على ما اسمتها بالأوضاع المأساوية لما يناهز 5آلاف عامل تونسي بقطر يعانون البطالة بعد ان تحايلت عليهم شركات قطرية وفق ما ورد في الخبر ، ولم تفوت الاتحاد تنّقل وزير التجارة الى قطر لتعلن عن فشل الزيارة، واحاطتها بهالة من التشكيك .
تلك حقائق ومؤشرات استخرجناها من وسيلة اعلامية اماراتية واحدة، وان كان كل هذا التآمر صدر عن ورقية الاتحاد ،علينا ان نتخيل المهام التي تقوم عليها بقية الصحف والاذاعات والقنوات والمواقع المشبعة بالمال النفطي، ثم علينا ان ندرك انه الى جانب المشهد الإعلامي تعمل خلايا من المشاهد السياسية والثقافية والدبلوماسية والاجتماعية والعسكرية..كلها مشغولة بهندسة خطة اقليمية تهدف الى تفكيك اوليات الامة العربية والاسلامية واستبدالها بأولويات مستحدثة اعدها ثنائي لوبي النفط الاماراتي ولوبي المشروع الصهيوني برعاية واشنطن ، ثم علينا أن ندرك جيدا أن تفكيك ملحمة السابع عشر من ديسمبر ببوزيد يعتبر احد اهم الروافد المعنوية ل"غرفة " الدمار الشامل.
لم تعد تونس بالنسبة اليهم تلد البلاد الجميلة التي يطيب العيش فيها ويحلو السهر في ملاهيها وينعم السياح بشواطئها، لقد تحولت الى غول منذ اقترفت جريمة الثورة، ومنذ أعطى شعبها إشارة الإنطلاق لقافلة الحرية، ورغم اننا دولة صغيرة الحجم محدودة التأثير، رغم ذلك يصرون على تركيع مشروعنا، فنحن بالنسبة اليهم تلك القطرة التي ترفض الدخول الى الكاس ليفيض ..قطرة مشاغبة مستعصية عنيده عبثت باعصابهم ، كيف يجمعون كل ذلك الماء ثم يقضون الوقت الطويل في مطاردة القطرة الزئبقية ..هل تراهم يدركون اننا قطرة "بوسبعة أرواح".
كل المؤشرات تؤكد انهم اقتربوا كثيرا من ديارنا.. التصعيد الاعلامي، انفاس دحلان التي تخيم، جبهة برلمانية تم اعدادها على عجل وبشكل يبعث الريبة، انباء كاذبة عن وفاة الرئيس ينشرها اعضاء في حزب استئصالي، التقرب من الجار الجزائري وعرض مناورات مشتركة وفتح خطوط تواصل مع قيادة أركانه، ارسال حفتر بحراسه ليفاوض الرئاسة على الإستسلام للغرفة..إنهم يتاهبون ! إنهم يدقون طبول المؤامرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.