الشروق: أكثر من ألف تونسي تخلفوا عن العودة من الأراضي السعودية خلال السنة الماضية الشيء الذي دفع بسلطاتها إلى غلق نظام الحصول على التأشيرة لعمرة المولد إلى حدّ الآن، فهل ستنجح المساعي الديبلوماسية في أعلى المستويات في إقناع الجهات المسؤولة بتمكين الراغبين في عمرة المولد النبوي الشريف من أداء مناسكهم لا سيما وأن استعدادات الشركة الوطنية للخدمات والإقامات على قدم وساق؟ وعلمنا من مصادر مطلعة بالشركة الوطنية للإقامات والخدمات المختصة في العمرة والحج أن إشكالية تخلف المعتمرين من الموسم الماضي الذي تجاوز 3 تقريبا من عدد المعتمرين دفع بالسلطات السعودية إلى اتخاذ اجراء غلق نظام الحصول على التأشيرة لعمرة هذا الموسم. وإلى غاية يومنا هذا لازال النظام مغلقا بينما تبذل مساع ديبلوماسية في أعلى المستويات لحلّ هذا الاشكال والسماح لمعتمرينا الذين همّ على أحرّ من الجمر للسفر إلى البقاع المقدسة حيث تلقت شركة الخدمات والإقامات عديد المطالب في ذلك. ويفصلنا عن المولد النبوي الشريف حوالي أسبوعين بمعنى أن الوقت مازال في صالحنا للتفاوض والحصول على موافقة السلطات السعودية في تقبّل التونسيين رغم التجاوزات التي قام بها «حارقو» العمرة خلال الموسم الماضي بالإضافة إلى أن السنة الماضية شهدت عمرة المولد النبوي نفس الإجراء وتأخرت رحلات الراغبين إلى غاية يوم المولد النبوي الشريف. ويبدو أن إشكالية التخلف عن العودة من العمرة أصبحت ظاهرة مقلقة جدا سواء بالنسبة إلى السعودية أو إلى تونس لأنه رغم وسائل الردع والزجر التي أقرتها السلطات السعودية من سجن وخطايا مالية لم يتم القضاء عليها بشكل نهائي. وتؤكد مصادرنا أن تونس تعتبر في المراتب الأخيرة جدا إذا قارنّاها بالدول الأخرى في ما يسمّى بحرقان العمرة غير أن حرصها على حفظ كرامة مواطنيها هناك والحالة السيئة التي يبدون عليها بعد التخفي عن أنظار السلطات لفترة طويلة تجعل المسألة شغلها الشاغل بحثا عن حلّ ولو أن المسألة ليست بالسهلة. وحول الاستعدادات لعمرة المولد في انتظار حل اشكالية غلق نظام التأشيرة السعودي ذكرت مصادرنا أنها جارية على قدم وساق وذلك من خلال أولا المساعي الحثيثة مع السلطات السعودية ومن خلال اتمام الاتفاقية المبرمة بين الشركة الوطنية للاقامات والخدمات والجامعة الوطنية لوكالات الأسفار. وعلمنا أن الاتفاقية الآن في مستوى اللجنة الوطنية للعمرة بوزارة الشؤون الدينية وسوف يتم عرضها على المعنيين بالأمر بعد الامضاء وهذه الاتفاقية تضمنت بعض التعديلات في بنودها وتهم خاصة تحديد طريقة التعامل الإداري والمالي كما تضمنت تعديلا هاما سوف يتم الاعلان عنه بعد امضاء جميع الأطراف. وبخصوص الزيادة في معاليم العمرة لهذا الموسم لم تنف مصادرنا امكانية الزيادة وذلك بالنظر الى نسبة عمولة وكالات الأسفار. وبخصوص عدد وكالات الأسفار التي سيتم التعامل معها خلال هذا الموسم ذكرت مصادرنا أن الشركة الوطنية للخدمات والاقامات لا تستثني واحدة عن أخرى وكل من ترغب في الانضمام الى التعامل يمكنها التقدم بطلب مع احترام الشروط المطلوبة والموضوعة في الاتفاقية. وعلمنا من جهة أخرى أن الخطوط الجوية التونسية أعدت برنامجا لرحلات العمرة ووضعته على ذمة الهياكل المعنية. وبذلك تكون شبكة الاستعدادات في اللمسات الأخيرة من طرف الجميع في انتظار فتح النظام التابع لوزارة الحج السعودية لتسجيل الراغبين في العمرة من التونسيين لأنه بدون موافقتها سوف لن يتحقق أي شيء وسوف تتأزم الأمور أكثر فأكثر باعتبار أن عمرة عطلة الربيع سوف تتم هذه السنة بصفة مستقلة خلافا للسنة الماضية.