نصرالدين السويلمي كل الحروب القذرة تحمل القليل او الكثير من الذكاء لحسن إدارتها وضمان استمرارها اكثر ما يمكن، غير حروب الاورام الخبيثة التي ظهرت بعد الثورة في تونس، فإنها تعاني من ركاكة قل نظيرها، رغم ذلك فهي تمارس العيش وتعلف وتجتر وتروث، تماما كالأنعام رغم انها اقل منزلة، والغريب في كائنات الغباء انها لا ترغب في تطوير قدراتها الغريزية، حتى بعد أن تم إشعارها ان العديد من الزواحف والكواسر والحشرات طورت من جيناتها تحت متطلبات الواقع ونزلت عند شروط البقاء، الا الفئة الغبية في تونس تأبى التحرك خارج مربع العياء المخجل. لا نحتار من اجل ذلك لان الغباء عند هؤلاء يعتبر من المناعة المكتسبة ضد التفكير، وهي انواع من المناعات القوية والناجعة ، اثبتت فعاليتها في العديد من الغزوات التي حاول العقل فيها ان يطل براسه او يعلن عن نفسه او يرسل اشارات تدل على ان في تلك البقعة من الجمجمة المتكلسة توجد الحياة او بعض حياة، ومن المخجل ان بعض العقول المتونسة ترفض القيام باي حركة تعكر صفو الغباء، وتعتقد ان المقارنات والمقاربات والاستنتاجات، كلها موبيقات موجبة للخلود في جهنم. اذا ادرجنا تلك الاشياء التي تحارب خصومها بالتزوير تحت صنف القوارض مثلا، فماذا يمكن ان نطلق على من يستعمل الغباء لممارسة التزوير، ثم ماذا عن هؤلاء الذين يعيشون في سنة 2018 ويستعملون اصدار فوتوشوب يعود الى العصر البونيقي،ولا يكفي ان تكون التقنية بونيقية، يعمد هؤلاء لجمع المتناقضات، وينشرون تركيبة ساذجة ألّفت بين بن علي والمرزوقي والعريض والحامدي وبالطيب والزاوية.. تلك تسمى مسخرة، أما الفاجعة فتجلت في الاعداد التي تفاعلت مع اللّخبطة "الفوتوشوبية" !!!هل فعلا تم تسطيح العقل التونسي الى هذه الدرجة ؟ وكيف نجحت تلك القوى المفلسة اخلاقيا ووطنيا في سحب كل ذلك الكم الى مستنقعاتها، هل هو الافراط في الكراهية، هل دفع الحقد اصحابه الى تصديق الحماقات وحثهم على تعريض انفسهم الى السخرية مقابل الاستجابة الى نوازع العدوانية المبثوثة في ارواحهم واجسادهم، ثم هل يرجى الشفاء من هكذا اوبئة، او حتى التعافي النسبي؟ لا احد يدري بالتحديد، لكن الله على كل شيء قدير.