طارق عمراني - بات من المؤكد ان رئيس الجمهورية هو الحاكم الفعلي في تونس والمسيطر علی الرئاسات الثلاث حيث يتعامل مع رئيس الحكومة كوزير اول وهذا ما أكدته صحيفة لوموند الفرنسية التي اعتبرت ان لرئيس الجمهورية التونسية دستورا موازيا يضرب عرض الحائط بدستور 2014 كما ان له حكومة موازية تتمثل في مجلس الامن القومي يتحكم من خلالها في كل مفاصل الدولة من الامن القومي حتی مجالات التربية والصحة ... واعتبرت الصحيفة الفرنسية ايضا ان يوسف الشاهد كل ما أراد التمرّد والتغريد خارج السرب إلّا ووقع كبح جماحه بمكالمة هاتفية من مستشاري القصر لإستدعائه إلی إجتماع توبيخي مع رئيس الجمهورية لتذكيره بأفضاله السياسية عليه بتنصيبه رئيسا للحكومة بعد ان كان قياديا من الصف الثالث في حزب "مولا الباتيندة" ليعود يوسف إلی الجادة ويستفيق من حلمه السياسي الطموح الذي اكدته مجلة جون افريك حيث اعتبرت في مقال لها ان يوسف الشاهد بصدد تشكيل دوائر نفوذ مغلقة بالتركيز علی اذرع مالية ممثلة في رجل الاعمال قريش بن سالم (صديق دراسة يوسف الشاهد) وذراع جمعياتي ممثلا في جمعية نور وبعض مراكز الدراسات والبحوث وذراع سياسي ممثلا في سليم العزابي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية ،و الثنائي المهدي بن غربية الوزير المكلف بالعلاقة مع مجلس النواب وإياد الدهماني الناطق الرسمي بإسم حكومة الوطنية والذي لقبهما حافظ قايد السبسي المدير التنفيذي لحركة نداء تونس في تسريب من اجتماع حزبي ب "ناكر ونكير" ... وتتماهی المعلومات التي نشرتها مجلة جون افريك مع التصريحات المتواترة من قيادات نداء تونس المتململة من وجود القياديين السابقين في حزب الديمقراطي التقدمي في حكومة الوحدة الوطنية حيث اعتبر برهان بسيس (المكلف بالشؤون السياسة في حركة نداء تونس) ان الانتخابات البلدية ستكون بمثابة الفرز السياسي للحكومة وفرصة للإطاحة بكل من يحاول الايقاع بين يوسف الشاهد وحزب نداء تونس وذلك في اشارة إلی الثنائي بن غربية و الدهماني... اقرأ أيضا: لهذه الأسباب لن يكون الشاهد ''إمانويل ماكرون'' تونس.. وفي نفس الاطار كانت تصريحات يوسف الشاهد الاعلامية الذي اكد فيها دعمه لرئيس الجمهورية ومساندته اللا مشروطة في صورة ترشحه لرئاسيات 2019 إضافة إلی مغازلته لحافظ السبسي وحركة نداء تونس في اخر حوار متلفز علی القناة الوطنية.. رئيس الجمهورية الملاذ الاخير ليوسف الشاهد بعد ان استحكمت الدوائر السياسية علی يوسف الشاهد بإنحسار الدعم السياسي من جل الاحزاب والتوتر الاخير مع الاتحاد التونسي للشغل وفشل المخطط "الماكروني" الطموح المغامر لم يبق لرئيس الحكومة إلّا العودة إلی حضن رئاسة الجمهورية الشخصية الوحيدة القادرة علی اعادة المنظمة الشغيلة إلی المعسكر الداعم لحكومة يوسف الشاهد ... كما ان بلاغ وزارة الداخلية الذي صدر في وقت متأخر مساء امس لإعلان تعيين رشاد بالطيب مديرا عاما للامن الوطني خلفا لتوفيق الدبابي بعد يوم من اللايقين في علاقة الشاهد بوزير الداخلية لطفي براهم وبوادر تمرد في الداخلية يؤكد ان رئيس الجمهورية قد نزل بثقله لفرض الإنضباط وتجاوز ازمة سياسية كانت ستعصف بأحد الطرفين وربما بحكومة الوطنية برمتها...