بقلم الاستاذ بولبابه سالم كشف تقديم قائمات الانتخابات البلدية عن حقيقة الحضور الميداني للاحزاب السياسية في الواقع ، و اكتشف التونسيون ان الكثير من الدكاكين الحزبية مجرد ظواهر صوتية لا اثر لها في الميدان بعد ان عجزت عن تشكيل قائمات تغطي كل الدوائر البلدية او حتى نصفها ،و ربما نفهم ان مصطلح "صفر فاصل " يعني ان بعض الحزيبات غير موجودة في اكثر من 60 بالمائة من التراب التونسي . و اثبت التحدي الاخير ان القوتين الرئيسيتين في البلاد هما حزب حركة النهضة و حزب نداء تونس . و تعالت بعض الاصوات في الفترة الاخيرة لدى قطاع هام من التونسيين عن دور الاعلام و الاعلاميين في تسمين بعض الاحزاب و رؤسائها رغم ان رصيدهم ضعيف جدا ، و السبب سياسي بالاساس لان هناك وسائل اعلام تخدم اجندات سياسية بعيدة عن الواقع ،، و طرحت مسالة حضور الاحزاب في المنابر التلفزية و الاذاعية حسب الحجم الانتخابي ، فلا يمكن فرض رؤية اقلية على الاغلبية بالقاء الدروس و ترويج الخطابات الايديولوجية المتطرفة التي تساهم في التلبيس على الراي العام . ولعل دور هيئة الاتصال السمعي البصري (الهايكا) اليوم هو تنظيم قطاع الاعلام حتى لا يتحول الى منبر للفاشلين و المتطرفين و المزايدين الذين لفظهم الشعب . فهيئة الاذاعة البريطانية (bbc) مثلا و التابعة لوزارة الخارجية البريطانية ضبطت حضور الاحزاب لديها حسب حجمها الانتخابي ، و في فرنسا هناك قانون يجعل الحضور بنسبة 30 بالمائة للحكومة و 30 بالمائة لاحزاب الحكم و 30 بالمائة للمعارضة . في تونس نجد اشياء غريبة و عجيبة في اعلامنا حتى كانت الصدمة : 1/ محسن مرزوق اسقطوا له 17 قائمة انتخابية لان بعض الاسماء موجودة في قائمات موازية ، وهو الذي يطوف كل المنابر و يلقي الدروس و يتحدث باسم التونسيين . 2/ مهدي جمعة قدم 4 قائمات سقطت كلها (هذا حزب البديل الذي يدعي انه حزب الكفاءات و عجز عن انجاز ملف ''صحيح'' و العجيب انه قال امس ان حزبه لن ينسحب من الانتخابات و سيدعم بعض القائمات (كيف سيدعم وهو بلا رصيد ؟) 3/ الطاهر بلحسين صاحب حزب المستقبل قدم قائمة واحدة سقطت ، علما ان الرجل اكثر حضورا في وسائل الاعلام من بعض الاحزاب البرلمانية . ثلاثة صدعوا رؤوسنا في وسائل الاعلام لتظهر حقيقتهم امام الراي العام لان السياسة لا تمارس في البلاتوات و صور الدعاية الفيسبوكية ، و غيرهم كثيرون حيث تبيّن ان 200 حزب لم يقدم قائمة انتخابية واحدة . حان الوقت لتنظيم الظهور التلفزي حسب الحجم الانتخابي كما يحدث في بريطانيا و فرنسا لان الفاشلين يبثون الخطاب العدمي و المزايدات . اين الهايكا ؟؟؟؟ كاتب و محلل سياسي