طارق عمراني مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية عادت المماحكات الايديولوجية الكلاسيكية لتطفو علی السطح فمن ناحية عادت ماكينة الإستقطاب الثنائي بقوة بين حركة النداء والنهضة وفي سياق متصل عادت الخصومة الايديولوجية التي تشكلت بعد الثورة بين الاتحاد الشغل وحركة النهضة لتفرض نفسها النداء والنهضة ...الاستقطاب الثنائي مباشرة وبعد نتائج مقعد المانيا اعلن المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قايد السبسي في بيان مرتبك عن فض ارتباط الحزب بحليفه في الحكم المتمثل في حركة النهضة وإنتهاء التوافق الاستراتيجي علی ان يتم تخفيض التنسيق بين الحزبين إلی اقل الدرجات و اقتصارها علی سقف وثيقة قرطاج وتطبيق مخرجاتها مع استعار نار المعارك الكلامية بين قيادات الحزبين في المنابر التلفزية بنموذجه المعهود بتهجم ندائي ورد فعل نهضوي ومخاتلات سياسية تحمل بصمة رئيس الجمهورية بالاستعانة بالاصل التجاري البورقيبي "الحداثي التنويري" كآخر الحصون في تونس أمام "المشروع الاسلاموي" وبالتالي اعادة المشهد السياسي التونسي إلی مربع 2014 بإستحضار فزاعة النمط الاجتماعي وإستغلال بعض المناسبات كيوم المرأة العالمي 8 مارس لتعبئة الشارع بمظاهرات نسوية تنادي بالمساواة في الميراث وبالتالي انقسام الرأي العام بين مساند ورافض وتهيئة الشارع للإستنفار تحت مسمی النمط المجتمعي ومن جهة اخری مثّل طلب هيئة الحقيقة والكرامة التمديد في عملها فرصة نموذجية لحزب رئيس الجمهورية لتحشيد الحساسيات السياسية التي تشاركه العداء لهيئة بن سدرين حوله وعودة ثنائية الاحزاب الثورية وأحزاب "الحرس القديم" كما ان المؤشرات تنبؤ بتطور الخلافات السياسية بين الحزبين الحاكمين الی اعلی مع مستوياتها مع اقتراب موعد 6 ماي 2018 الإتحاد التونسي للشغل والنهضة...الحرب بالوكالة مع عودة الصراع بين النداء والنهضة تشهد الساحة نزول الاتحاد التونسي للشغل بثقله ليخوض حربا سياسية بالوكالة عن الطيف اليساري امام الخصم الايديولوجي التقليدي والتاريخي (حركة النهضة) فقد اعلن الكاتب العام المساعد لإتحاد الشغل حفيظ حفيظ في تصريح اعلامي ان للمنظمة الشغيلة اشكاليات مع وزارات "التنمية" و "تكنلوجيا الاتصالات" وستطالب في اجتماع وثيقة قرطاج بتعديل وزاري يشملهما ،ويذكر ان هاتان الوزارتان يديرهما وزيرين نهضويين وهما زياد لعذاري (وزير التنمية والاستثمار ) وأنور معروف (وزير تكنلوجيا الاتصال) ،كما عبر حفيظ حفيظ عن امتعاضه من موقف اتحاد الفلاحين الداعي إلی اقالة وزير الفلاحة اليساري سمير بالطيب ،وهو ما يؤكد ان تقييم الاتحاد التونسي للشغل لأداء حكومة الشاهد هو تقييم اديولوجي انتقائي غايته تصفية حسابات سياسية مع حركة النهضة .