- أفاد العميد وآمر القاعدة البحرية الرئيسية بقليبية جمال العلوي، بأن تونس تسعى إلى تحديد المنطقة الإقتصادية الخالصة في البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يتطلب وفق تأكيده، مفاوضات معمقة مع بلدان الجوار في المنطقة كأفضل سبيل للحصول على هذه المنطقة أو الالتجاء للقوانين الدولية. وبين العلوي، في تصريح صحفي اليوم الاربعاء، على هامش زيارة ميدانية نظمتها وزارة الدفاع الوطني للقاعدة البحرية بقليبية، لفائدة ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، أنه ليس من السهل التوصل لاتفاق في الغرض أمام قرب بلدان المتوسط من بعضها البعض وتجاورها. وأكد أن تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة، سيمكن البلاد من تخطي الإشكاليات المتأتية من تجاوزات مراكب الصيد خاصة الإيطالية، التي تعمد إلى الاقتراب من المياه الإقليمية أو تجاوزها، فضلا عن تحقيق السيادة الكاملة على كافة الثروات الموجودة بالمنطقة في حال بعثها. وتعتبر القاعدة البحرية بقليبية المتمركزة بالمنطقة البحرية الوسطى، مركز المنطقة العسكرية البحرية الثانية الممتدة على مسافة 400 كلم، ويحدها شمالا خط العرض المار من الرأس الطيب، وجنوبا خط العرض المار من رأس قبودية، وتتميز بموقع استراتيجي على بعد 38 ميلا من جزيرة "بنتالاريا" الإيطالية، و83 ميلا من جزيرة صقيلة. ومعلوم أن المياه التونسية تتكون من المياه الداخلية (خليج قابس وخليج تونس) والجرف القاري والمياه الإقليمية (عرضها 12 ميلا أي 24 كلم) والمنطقة البحرية الخالصة في انتظار بعثها، وتناهز مساحتها 80 بالمائة من المساحة الجملية للتراب التونسي، وفق ما جاء في عرض تم تقديمه خلال الزيارة. وتتمثل أبرز مهام القاعدة البحرية الرئيسية بقليبية، في مراقبة حركة الملاحة البحرية في قنال صقلية، كما تدخل ضمن مشمولاتها الإشراف على كافة الأنشطة البحرية، وتساهم في المراقبة العملياتية بالمنطقة البحرية الوسطى، من خلال حماية المشارف البحرية، وتنسيق الدوريات البحرية مع الحرس البحري، وحماية النقاط الحساسة على غرار محطة ضخ الغاز بالهوارية والموانئ الترفيهية والصيد البحري والتجارية، والمناطق السياحية، والمصطبات البترولية (البركة والمعمورة). وأكد العميد جمال العلوي، أن نجاعة تدخلات القاعدة البحرية بقليبية تتطلب الكثير من الجهد والمسؤولية، أمام صعوبة العمل في البحر جراء التقلبات المناخية من ناحية، وانتشار مختلف أنواع الجريمة من قرصنة وتهريب وإرهاب عبر البحر وخاصة التلوث البحري، في منطقة تتوفر على عدد هام من المنشآت السياحية والاقتصادية الحيوية، من ناحية أخرى. وأضاف أن هذه القاعدة تتولى مهام أخرى بالمنطقة الترابية (الهوارية وحمام الأغزاز وقليبية ومنزل تميم)، تتمثل في النجدة وحفظ النظام ومكافحة الإرهاب وتفقد الكهوف والمغاور وتأمين الحدود والشريط الساحلي. وفي جانب آخر، تتولى مدرسة المشاة البحرية المتمركزة بالقاعدة البحرية الرئيسية بقليبية، والتي تأسست سنة 2012، تكوين ضباط وضباط صف ولجان جيش اختصاص مشاة بحرية، حسب حاجيات جيش البحر والمصالح المشتركة، وفق ما ذكره آمر المدرسة العميد منير شربيب. كما توفر هذه المدرسة تربصات تخص التدخل في البحر، على غرار عمليات القنص وتفتيش وحدة عائمة، بالإضافة إلى التكوين في التدخل ضمن المهام ذات الطابع العام وحفظ النظام. وتمت خلال الزيارة معاينة تمرينين تطبيقيين، الأول في مدرسة مشاة البحرية حول كيفية التدخل عند التفطن لوجود عنصر مشبوه عن طريق الإنزال والمحاصرة، في ما تمثل التمرين الثاني في تفتيش سفينة في عرض البحر، إثر ورود معلومة استخباراتية حول وجود أشخاص مشتبه بهم على متنها.