- يجلس عادل الهاني على كرسيه المتحرك داخل كشكه الموجود على الطريق الرئيسية لمدينة بوعرقوب يتامل من وراء بابه المارة، يحاورك وفي عينيه الخضراوين بريق من التفاؤل وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة طفولة فيقول بثقة في النفس: "قبلت الترشح ضمن هذه القائمة المستقلة لا لاني معاق ولكن لاني سوي أسير على كرسي متحرك وقادر على تقديم الاضافة وسيكون فتح الممرات الخاصة بالمعوقين بكل الادارات والمقرات السيادية وعلى الارصفة من اولى الملفات التي سادافع عنها". عادل الهاني هو عضو القائمة المستقلة "الانطلاقة" المترشحة للانتخابات البلدية عن بلدية بوعرقوب دائرة نابل 2 ولد معوقا ولم يكن قادرا على السير ولكنه اليوم في سن ال49 ربيع صاحب مشروع وكشكه من اكثر المحلات اقبالا. تساله في اطار تغطية الحملة الانتخابية عن ابعاد مشاركته وعن حقيقة تشريك ذوي الاحتيجات الخصوصوية ليكون من بين اعضاء قائمة انتخابية ببوعرقوب فيجيب " من ادرج شخصا من ذوي الاحتياجات الخصوصية ضمن قائمته الانتخابية فقط لاتمام النصاب او للحصول على التمويل العمومي فانه ما يزال في حاجة إلى التوعية ولم يفهم بعد ابعاد المسالة وأهميتها الانسانية والاخلاقية". كلمات قالها عادل الذي التقاه مراسل (وات) بنابل بكل هدوء وهو جالس على كرسيه فيختزل اقتناعا راسخا بان من حقه ومن حق كل ذوي الاحتياجات الخصوصوية ان يكونوا ضمن المجالس البلدية التي سيتم انتخابها يوم 6 ماي. اصوات ما تزال الى اليوم غير مسموعة وقد لا تجد لها "للاسف" صدى في المجالس القادمة خاصة وأن غالبية المدرجين بالقائمات من ذوي الاحتياجات الخصوصية (يمثلون 18 بالمائة من 45 الف مترشح على المستوى الوطني) هم في المراتب التاسعة او العاشرة بما قد يصعب التحاقهم بالفائزين بالمقاعد. ويضيف عادل "قبلت الترشح حتى وان كان ترتيبي التاسع في القائمة لا فقط الا لأبين للجميع على قدرة الشخص المعوق على المشاركة وعلى المساهمة في الحياة العامة اذا ما تحلى بالثقة في النفس واذا ما توفرت له الفرصة" مبرزا انه لم ينتظر الانتخابات ليشارك في الانشطة بمدينته وهو المسؤول عن جمعية للشطرنج و له نشاط في جمعية المعاقين. ويؤكد في السياق ذاته على الحاجة الملحة في تونس للانصات لصوت المعوق القادر على الاقتراح والتوجيه لا باعتباره يجسد صورة " المشتكي الباكي" التي يتم ترويجها منذ سنوات بل باعتباره انسانا قادرا وليس انسانا عاجزا يحتاج الى المنة. ويضيف ان تونس وخاصة المناطق البعيدة عن العاصمة وعن المدن الكبرى تعاني من ندرة الممرات المخصصة للفئات ذات الاحتيجات الخصوصية ومن الوسائل الخاصة بهذه الفئة التي تساعدهم على النفاذ الى الخدمات الادارية او غيرها بما جعل منهم اليوم الفئة المنسية في كل البلديات. ويقول عادل " كم تمنيت لو لم يتم ربط تشريك المعاق في القائمات الانتخابية بالحصول على التمويل العمومي" خاصة وان ذلك يؤكد افتقاد الوعي باهمية مشاركة ذوي الاحتياجات الخصوصية في حياة مدينتهم رغم ان الذي يتنقل على كرسي متحرك قادر على التفكير وعلى المساهمة اكثر بعشرات المرات من الشخص الذي يعتبر سويا بدنيا" على حد تعبيره.