- تعتبر بلدية بشلي البليدات الجرسين من أحدث البلديات تأسيسا بولاية قبلي حيث تم احداثها في 26 ماي 2016 في إطار تعميم النظام البلدي على البلاد شانها في ذلك شأن بلدية بشري فطناسة. وتمتدّ هذه البلدية التي اختير ان يكون مقرّها في منطقة بني محمد من قرية بشلي شرقا وصولا الى قرية الجرسين غربا لتشمل بذلك قرى البرغوثية وغليسية وكلوامن والمساعيد والبليدات والكليبية، ويقطنها 11803 ساكنا، على مساحة تصل الى 327فاصل 4 كلم مربعا يحدها شمالا المنطقة البلدية بقبلي على مستوى القطعاية وشط الجريد وجنوبا المنطقة البلدية بدوز على مستوى منطقة نويل وشرقا المنطقة البلدية للجمنة وغربا المنطقة البلدية بالفوار على مستوى قرية بشني. ويعتمد العمود الفقري للاقتصاد بهذه المنطقة على إنتاج التمور وخاصة منها دقلة النور الى جانب تربية الماشية مع غياب مشاريع في القطاعات الاخرى الامر الذي أثّر على فرص التشغيل وخاصة لحاملي الشهادات العليا هذا الى جانب محدودية البنية التحتية لهذه القرى المتفرقة في ظل تدهور حالة الطرقات بمختلف هذه التجمعات السكانية التي تفتقر للكثير من المرافق العمومية والشبابية ويرى عدد من سكان هذه القرى ممن استطلع مراسل (وات) انتظاراتهم من المجلس البلدي الجديد ومن احداث بلدية لأوّل مرة ان حالة التهميش التي عانت منها مختلف هذه التجمعات السكانية سابقا ستعيق انجاز مشاريع ترتقي الى طموحات الاهالي وخاصة في المجالات التي ستكون من مشمولات البلديات على غرار التعبيد والترصيف والإنارة العمومية ذلك ان بعد هذه القرى عن بعضها البعض من جهة والاتساع الجغرافي لكل قرية من جهة اخرى سوف لن يمكّن البلدية من توفير الاعتمادات الكافية للتدخل بمختلف هذه القرى بالشكل المرضي. وأثار عدد من الاهالي اشكالية عدم ربط هذه القرى بشبكة للتطهير واضطرارهم الى حفر ابار للضياع بمنازلهم تستعمل لتجميع المياه المستعملة وما تثيره هذه الآبار من إشكاليات في تكاثر مياه النزّ بالتجمعات السكانية الى جانب الالتجاء لشفطها كل فترة باستعمال صهريج يؤمنه المجلس الجهوي للولاية ولا يمكنه تلبية حاجيات مختلف هذه القرى داعين الى الاسراع بايجاد حل جذري لهذه الإشكالية. ويرى البعض الاخر من الاهالي ان احداث بلدية تجمع بين مختلف القرى المذكورة لن يساعد كثيرا في تامين الخدمات الادارية الكافية للمواطنين في صورة الاكتفاء بتركيز نواة لبعض الادرات العمومية في قرية دون الاخرى لأنه لن يحد من المركزية التي يعانيها الاهالي الى اليوم خاصة في ظل عدم وجود مكاتب للبريد ببعض القرى مثل قريتي غليسية وكلوامن وعدم وجود دور للشباب بكافة هذه القرى وعدم وجود مؤسسة صحية بالحجم القادر على تامين خدمات مقبولة رغم تقدم انجاز مشروع لإحداث مركز صحي وسيط بقرية البليدات صنف )4). وعبّر عدد آخر من الاهالي عن عدم انتظاره تحقيق شئ كثير من احداث بلدية تجمع القرى المذكورة مشيرين الى ان تجربة الخروج بهذه التجمعات السكانية من المنطقة الحضرية حيث انها كانت تتبع سابقا مباشرة معتمدية قبلي الجنوبية لتصبح مناطق ريفية تابعة لبلدية محدثة سوف يعمق من اشكاليات هذه المناطق بسبب المحدودية في ميزانية البلدية وغياب رؤيا واضحة للمهام التي ستتكفل بها ومدى النجاح الذي سيحققه المجلس البلدي في احداث توازن في مشاريعه بين هذه التجمعات السكانية في ظلّ وجود عديد العراقيل والفوارق والاختلافات. وأشار آخرون الى الاختلاف الذي جدّ مؤخرا حول تركيب لافتة ضوئية للدائرة البلدية بمنطقة البليدات وما أثاره القرار الذي اتخذه والي الجهة بإزالتها الى حين انتخاب مجلس بلدي يتقدم بمطلب لاحداث دوائر بلدية بالجهات التي ترجع له بالنظر من اختلافات واحتجاجات وصلت الى حد المطالبة بإلغاء هذه البلدية المحدثة ما لم يتم احداث دوائر بلدية بكل من البليدات والمساعيد وبشلي والجرسين. يشار الى ان بلدية بشلي - البليدات - الجرسين المحدثة في 26 ماي 2016 تكتفي الى الان بانجاز بعض التراخيص البلدية فقط وذلك بسبب عدم توفر الاطار البشري الكافي لتسييرها حيث يوجد على رأسها رئيس نيابة خصوصية وكاتب عام فقط دون اعوان الامر الذي يحتم على الاهالي الى الان استخراج وثائق الحالة المدنية من اماكن أخرى. يذكر أن عدد المرسّمين بالسجلّ الانتخابي يبلغ 7042 ناخبا سيختارون 18 عضوا في أوّل مجلس بلدي من ضمن المترشّحين في 5 قائمات 2 حزبية(حركة النهضة- حركة نداء تونس) و2 مستقلتان( الأمل- الأيادي البيضاء) وواحدة ائتلافية (الاتحاد المدني).