حطّ جمهور الدورة الرابعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي رحاله بمقاطعة " قوانغشي" الصينيّة، في رحلة استغرقت 90 دقيقة، أخذه فيها البالي الصيني إلى عدّة نواحي من المقاطعة حيث اكتشف الحاضرون سحر الطبيعة وجمالها وثراء المخزون التراثي والعادات والتقاليد التي يتمّيز بها سكان هذه المقاطعة الصينية. وانطلق عرض الباليه الصيني الذي حضره وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين و سفير جمهورية الصين الشعبية المعتمد بتونس "وانغ ونبين"، برقصة حملت عنوان "سنة سعيدة"، ضمّنت فيها المجموعة الراقصة محبّة الشعب الصيني لتونس ولمتانة العلاقة التي تجمع البلدين الصديقين. واحتوى عرض البالي الصيني على 15 لوحة فنية جمعت بين الرقص والألعاب البهلوانية والغناء والعزف. وتمّ تقديمها تحت عنوان "الصين الجميلة، قوانغشي ذات المناظر الطبيعية الخلابة" (Beautiful China, Scenic Guangxi)، كما يتنزّل العرض في إطار رحلة الثقافة الصينية العربية عبر طريق الحرير. وأدى البالي الصيني مجموعة من الرقصات التقليدية أشهرها رقصات تسطّر لملاحم خاضها الجيش الصيني قديما، وبطولات وانتصارات سجلها في تاريخ الأمم القديمة. أمّا بقية الرقصات فقد تميزت إما بطابعها الاحتفالي لترسم خصوصيات الصينيين وتقاليدهم في الزواج، أو بطابعها الروحي لتبرز الطقوس الدينية والشعائر التي يمارسونها. كما تضمنت فقرات هذا الحفل ألعابا بهلوانية، وأغان أوبرالية. واكتست اللوحات الكوريغرافية وأزياء الراقصين مجموعة من الألوان هي الأحمر والأصفر والأخضر والأزرق، وذلك وفق دلالة كلّ مشهد. وقد استخدمت الأزياء الزرقاء في رقصة "روح الماء" عندما جسّد الراقصون صورة المياه المتدفّقة من نهر "لي" الذي يشقّ هذه المقاطعة الصينية، كما أبرزته أيضا مقاطع الفيديو والصور التي تمّ عرضها على الشاشة العملاقة خلف الركح. أمّا الألوان الأكثر حضورا في عرض الباليه الصيني، فهما الأخضر والأحمر. واللون الأخضر للدلالة على كثافة الغابات والإنتاج الزراعي والرفاهية والازدهار، وكذلك يحيل على ما تحظى به مقاطعة " قوانغشي" من جمال طبيعي ومناظر خلابة وفاتنة للطبيعة. ويعدّ اللون الأحمر الأكثر تفضيلا لدى الصينيين، وهو ما يفسّر طغيانه على أزياء الراقصين. وهذا الاستخدام المكثف للون الأحمر ليس نسبة إلى لون العلم الصيني، وإنما هو للدلالة على الحظ الطيب وعلى السعادة والحب والخير والبهجة والسرور، وهو ما يفسر تعلّق الصينيين الشديد بهذا اللون كرمز يتبركون به للرخاء والرقي والازدهار. واستقطب البالي الصيني جمهورا كبير العدد، أقبل للتعرّف على الخصوصيات الثقافية المتنوعة لجمهورية الصين الشعبية، فاستفزّت اللوحات الكوريغرافية الحاضرين، وحرّكت فيهم مشاعر الرغبة لاكتشاف ثراء المخزون الطبيعي والثقافي والحضاري للبلد الأكثر كثافة سكانية في العالم.