- بعد مرور حوالي ثلاثة أسابيع على الفيضانات الجارفة التي اجتاحت مناطق عدة من ولاية نابل وتسببت في خسائر بشرية ومادية هامة، لايزال متساكنو عدد من الأحياء بمعتمدية قربة يعيشون معاناة يومية جراء الأضرار الفادحة التي لحقت منازلهم. متساكنو حي سيدي سالم، الذي يعد من بين الأحياء الأكثر تضررا بمعتمدية قربة، لا يزالون يعانون من آثار الفيضانات الأخيرة بعد ارتفاع منسوب المياه ودخولها إلى أغلب منازل الحي، فلئن تمكنوا من تنظيف منازلهم وإخراج الاوحال العالقة بها الا انه لم بيق لهم سوى الجدران والسقوف بعد ان فقدوا امتعتهم واثاث بيوتهم، كما انه رغم تلقيهم المساعدات من قبل السلط المعنية وبمساهمة مكونات المجتمع المدني، الا ان حجم الاضرار كبير وهو ما يعيق عودة الحياة الطبيعية لعدد من العائلات المتضررة. محمد يونس، أحد المتضررين من الفيضانات، لا يزال متأثرا بالصدمة على إثر فيضان وادي بوليدين العابر لوسط المدينة حيث غمرت مياه الأمطار منزله الكائن على مقربة من الوادي وتسببت في تصدع جدرانه إلى جانب تلف الأثاث والتجهيزات، وهو يرى أنه رغم تدخلات السلط المحلية والحماية المدنية لشفط المياه وتعقيم المنازل المتضررة الا ان حجم الكارثة كبير باعتبار أن المساعدات لا تغطي الاحتياجات. وليد قلبي، يقطن بدوره على بعد أمتار من الوادي، تحدث عن حالة الذعر والخوف التي شهدها متساكنو هذا الحي بعد ان غمرت مياه الأمطار منازلهم، لافتا إلى تسبب الفيضانات الأخيرة في مداهمة الأفاعي لمنزله، وبين ان تدخل السلط لم يكن بالسرعة المطلوبة مما عمق معاناة الأهالي، قائلا إن "السكان المحاذين للوادي عاشوا حالة من الرعب حيث اضطر الكثير منهم إلى إخلاء منازلهم خوفا من السيول الجارفة". وفي المقابل، أوضح معتمد قربة منير الغريبي ان "السلط المحلية تتابع الوضع منذ اليوم الثاني من حدوث الفيضانات التي ألحقت أضرارا جسيمة شملت 300 منزل ومؤسسة تجارية وسياحية وصناعية وتربوية"، وبين أنه "تم بالتنسيق مع اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث توفير المعدات الضرورية للتدخل في المنازل المتضررة والطرقات"، واشار إلى "تواصل عملية تعقيم المنازل والمؤسسات إلى حد اليوم". وفي ما يتعلق بالمساعدات، بين أن "عدد العائلات المنتفعة من الإعانات بلغ حوالي 200 عائلة تتمثل في حشايا وأغطية صوفية ومواد غذائية فضلا عن توفير الأدوات المدرسية لأبناء العائلات المتضررة"، واشار إلى تضافر جهود المجتمع المدني لتوفير إعانات إضافية". ومن جانبه، أكد رئيس بلدية قربة عبد اللطيف بوطريف أنه "تم التدخل بمختلف مناطق معتمدية قربة بمعاضدة مجهودات عدد من البلديات المجاورة ومكونات المجتمع المدني للقيام بعمليات التنظيف التي شملت 300 منزل بالإضافة إلى الأماكن العامة"، واشار إلى "تواصل التدخل في عدد من الأحياء إلى حدود اليوم".