مرتجى محجوب لم اكن لاكتب عنه لو لم يتحول التسول السياسي لظاهرة متفشية في الساحة السياسية التونسية لم يعد محترفوها يشعرون تجاهها باي حرج و لا حياء . ان التسول السياسي, هو ان تتمسح على اعتاب السفارات الاجنبية المؤثرة في القرار الوطني الداخلي من اجل نيل رضاها او على الاقل ضمان عدم معاداتها ,و هو كذلك ان تستجدي حزبا سياسيا من اجل دعم ترشحك لانتخابات رئاسية او تشريعية او بلدية و بالطبع فانت مستعد لتقديم كل التنازلات الممكنة في مقابل التاييد المرتجى ,من دون ان ننسى ما يسمى بالسياحة الحزبية و البرلمانية و هي ان دلت على شيء فانما تدل على افتقاد الضمير و المبادئ و طغيان الانتهازية و الوصولية باي ثمن كان . و لا يقتصر الامر على الاشخاص ,بل يتعداه ليشمل احزابا او كتلا برلمانية برمتها تمارس التسول جهارا نهارا من اجل تموقع او منصب لا يختلف في صلاحياته عن عمود الديكور . ثم نستغرب من عزوف الاقبال على الانتخابات و من القطيعة المفزعة و الفجوة العميقة بين غالبية الشعب و بين طبقته السياسية . على كل حال اقول للمتسولين السياسيين : ربّي نوّاب كبير . و اشدّ في المقابل على ايدي المناضلين الصادقين الشرفاء و المبدئيين و اكبر تضحياتهم و مساهماتهم من اجل عزة الوطن ومناعته و سيادته الى يوم الدين . ناشط سياسي مستقل