- إستعاد شارع الحبيب بورقيبة، القلب النابض للعاصمة، حركيته العادية اليوم، وعادت مظاهر النشاط بكل المسالك الرئيسية والتجارية في هذا الشارع الرمز والأنهج المتفرعة عنه، وكان كل شيء فيه يوحي بالحيوية والاستمرار.. ويدعو الى بهجة الحياة .. لا سيما في ظل الاستعدادات لتنظيم إحدى أبرز التظاهرات الثقافية "أيام قرطاج السينمائية"، وما تضفيه على العاصمة من ألوان وأضواء وأجواء مبهرة ومميزة.. وكأنها لم تكن بالأمس مسرحا لعملية تفجيرية. وتتوارى لغة الدم والارهاب تحت أشعة الشمس الدافئة في يوم خريفي، لتلاحظ وأنت تتقدم بضعة أمتار نحو المسرح البلدي، التعزيزات الامنية بشارع الحبيب بورقيبة .. وكأنها رسالة ضمنية من أبناء تونس البواسل بأنهم سيظلون حماة هذه الارض الطيبة .. حتى تبقى أرض الاعراس الثقافية والبهجة والحياة .. وتبدو الاستعدادات حثيثة لنصب منصة تحتضن عشاق الفن السابع.. لترى هذا الشارع الذي كان قفرا بالامس عالما ينطق بمظاهر الحياة التي لا تنضب، فهذا الحدث الثقافي الهام سينعقد في موعده المحدد. أحد المواطنين ممن اعترضتهم موفدة (وات) في شارع الحبيب بورقيبة، أكد بحماس ينبع عن وطنية فياضة "أن تونس ستظل مقبرة للإرهاب وستنتصر دائما للحياة".. فتونس ستظل دائما عنوانا للحياة ومهدا للحضارة وقبلة للفن ولا مكان للارهاب فيها، على ذلك أجمع الكثير من المواطنين. في المقابل، عديدون كانوا غير مبالين بما يجري، باعتبار أن "الحياة أجمل من أن نقضيها سدى.. فالإرهاب عرض" حسب قول أحد المارة، الذي يصر على إرتياد هذا الشارع الرمز الذي يضج بمظاهر الحياة وسيظل كذلك رغم كيد الكائدين. أحد السياح ممن توجهت لهم موفدة (وات) بالسؤال في محيط "نصب إبن خلدون"، بينما كان في طريقه نحو الاسواق التقليدية رفقة مجموعة أخرى من الزوار، أكد أن ما جد أمس لن يثنيهم عن زيارة تونس والاستمتاع بزرقة بحرها وسمائها وكل ما تختزنه من جمال، قائلا "إن خطر الارهاب يطوق كل العالم لكن الحياة تستمر.. فالارهاب حالة عرضية لن تفسد علينا مباهج الحياة". كثيرون هم من اعترضتهم موفدة (وات) في الأنهج المحيطة بشارع الحبيب بورقيبة والمتفرعة عنه وبين جنبات المقاهي وداخل المراكز التجارية، امتزجت أحاسيسهم في هذا اليوم الخريفي الدافئ بين الحماسة بضرورة التصدي للارهاب والإصرار على تحقيق حلم الأمن والأمان والإستقرار وغرس ثقافة الحياة. وكان وزير الداخلية هشام الفراتي، قام اليوم الثلاثاء بجولة تفقدية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، للاطلاع على جاهزية الوحدات الامنية وشحذ معنوياتهم وهممهم، وتثمين مجهوداتهم المبذولة من أجل حماية البلاد والمواطن، داعيا إياهم الى مزيد الرفع من درجة الأهبة والإستعداد والتحلي باليقظة، على إثر العملية الانتحارية التي نفذتها أمس الاثنين إمراة أصيلة ولاية المهدية في العقد الثالث من العمر، قبالة المسرح البلدي. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، سفيان الزعق في تصريح ل (وات)، إن العملية الانتحارية "كانت فاشلة" وتمت بوسائل تقليدية ولم تتسبب في خسائر بشرية، مذكرا بالحصيلة الاخيرة للجرحى، والتي اسفرت عن 15 إصابة في صفوف الوحدات الامنية و5 مدنيين، من ضمنهم إمراة وطفليها. وأضاف زعق في هذا السياق، أن 10 أمنيين لازالوا في المستشفيات وسيغادرونها إما اليوم أو غدا الإربعاء، بينما تم الاحتفاظ بأمنيين إثنين وهما خاضعين للعناية وحالتهما مستقرة، مبينا أن كل المدنيين المصابين قد غادروا المستشفى. كما أفاد بأن القطب القضائي لمكافحة الارهاب كلف الوحدة الوطنية للابحاث في جرائم الارهاب التابعة للادارة العامة للامن الوطني بالقرجاني، بالبحث في حيثيات العملية الانتحارية، حيث تم الاستماع إلى الأمنيين والمدنيين المصابين الذين تم نقلهم الى المستشفى العسكري ومستشفى شارنيكول ومستشفى الحبيب ثامر ومستشفى الحروق والاصابات البليغة ببن عروس، قائلا ان "البحث يتقدم بشكل مرضي .. وسيتم الاعلان عن تفاصيل القضية في وقت لاحق".