- خُصّص الاجتماع الخامس للجنة قيادة مشروع التصرف المستدام في المنظومات الواحية الذي انطلق اليوم الثلاثاء بمدينة دوز من ولاية قبلي ويتواصل على امتداد يومين، لاستعراض ابرز المشاريع الممكن انجازها خلال سنة 2019 بالواحات ال6 التي تم اختيارها لتنفيذ هذا المشروع وهي واحات الشبيكة، وتمغزة، وميداس من ولاية توزر، وواحة نويل بولاية قبلي، وواحة القطار بولاية قفصة، إضافة الى واحة الزارات بولاية قابس. وأوضح المنسق الوطني لمشروع التصرف المستدام في المنظومات الواحية، محمد الزمرلي، لمراسل (وات) بقبلي، أن الهدف من هذا المشروع، الذي انطلق منذ سنة 2015 ويتواصل الى موفى السنة الجارية، هو إعادة تأهيل عدد من الواحات النموذجية، وتحسين التصرف في الموارد الطبيعية بهذه الواحات، مع الترفيع في مردوديتها لتصبح مصدرا للتنمية ورافدا للنهوض ببعض القطاعات الاخرى على غرار القطاعين السياحي والثقافي. وأشار إلى ان الواحات بتونس تكتسي صبغة هامة سواء من الناحية البيئية او من الناحية الاقتصادية، الا انها تشهد نوعا من التدهور الناتج اساسا على النقص في الموارد المائية. واضاف المصدر ذاته ان هذا المشروع، الممول بهبة من الصندوق العالمي للبيئة تناهز 5.7 مليون دولار، حقق عددا من النجاحات حيث تمكن من انجاز حوالي 113 مشروعا صغيرا في مختلف الاختصاصات بالارتكاز على الواحات التي تم التدخل فيها وبالتعاون مع مجامع التنمية بهذه الواحات، فضلا عن تركيزه على عنصر الماء كنقطة حياتية للواحات عبر تنفيذ عديد التدخلات للاقتصاد في مياه الري واعتماد طرق مجددة لسقي النباتات مما ادى الى تقليص الدورة المائية الى حوالي النصف بواحة القطار بقفصة على سبيل المثال. ويعمل المشروع أيضا على عنصر التنوع البيولوجي داخل الواحات من خلال العودة الى الزراعات الطبقية ( النخيل ثم الاشجار المثمرة ثم الخضروات)،والمحافظة على اشجار النخيل المحلية التي باتت مهددة بالانقراض في ظل التركيز على دقلة النور فقط بحكم مردوديتها العالية من الناحية المادية، وفق ذات المصدر. ومن ناحية اخرى، عبرّ الزمرلي، عن أمله في أن يتم الشروع قريبا في انجاز جزء ثان من هذا المشروع باعتمادات اكبر تجعله قادرا ان يشمل مساحات اوسع من الواحات خاصة وان الجزء الاول شمل 6 واحات فقط من جملة 126 واحة تقليدية بالبلاد التونسية اي اقل من 5 في المائة من هذه الواحات. وبيّن ان النجاح الذي حققه المشروع بشهادة الاطراف الممولة التي زار ممثلوها الواحات التي تم التدخل فيها سيساعد الى حد بعيد في الموافقة على انجاز قسط ثان من المشروع في تونس، مؤكدا الشروع في إعداد الوثائق الاولية لطلب انجاز هذا القسط وتمويله من عديد الاطراف العالمية. وللاشارة فان اشغال اليوم الاول من الاجتماع الخامس للجنة قيادة المشروع شمل عرضا لاهم النتائج التي تم تحقيقها خلال السنوات الاربع الماضية مع تنظيم زيارة الى واحة نويل للوقوف على بعض مكونات المشروع بالمنطقة، وخاصة منها احداث شركة لتثمين منتوجات التمور، علاوة على دعم التدخل في البنية التحتية للقرية عبر ازالة الاتربة وفواضل البناء، مع مساعدة عدد من الجمعيات الناشطة في المجال الثقافي. ومن ناحيتهم، عبّر ممثلوا أغلب المجامع التنموية المستفيدين من هذا المشروع لمراسل (وات) عن املهم في ان تتواصل هذه التجربة التي مكنت من اعادة الحياة في بعض الواحات التي كادت ان تندثر جراء سوء التصرف في مواردها الطبيعية وتهرمها، علاوة على غياب الدعم الكفيل باعادة احيائها وتثمين منتوجاتها.