أعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي نقلاً عن شرطة دبي أنها تمكنت من كشف غموض حادث مقتل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود عبدالرؤوف محمد حسن، المعروف باسم "محمود المبحوح" وأن التحقيقات الجارية ستسهم في سرعة تعقّب المشتبه فيهم وتقديمهم إلى المحاكمة في أسرع وقت، من خلال التنسيق مع الشرطة الدولية (الإنتربول)، إذ غادر المشتبه فيهم البلاد قبيل الإبلاغ عن وفاة المجني عليه والعثور على جثته في أحد فنادق دبي. وصرح مصدر أمني في دبي قائلا إن التحقيقات الأولية رجّحت أن تكون الجريمة ارتكبت على يد عصابة إجرامية متمرّسة، كانت تقوم بتتبّع تحركات المجني عليه قبل قدومه إلى دولة الإمارات، وأظهرت أن معظم المشتبه فيهم يحملون جوازات سفر أوروبية. من جهته ذكر القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم في حديث مع قناة الجزيرة القطرية أنه تم معرفة عدد الأشخاص الذين شاركوا في العملية، وأن جوازات سفر المشتبه بتورطهم في العملية ليست مزورة. ولم يستبعد خلفان فرضية تورط جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في الجريمة. وكان المبحوح دخل إلى دولة الإمارات في 19 يناير 2010، قادماً من إحدى الدول العربية، وتم العثور على جثته ظهر اليوم التالي في الفندق الذي كان يقيم فيه في دبي. ومن جهتها اتهمت "حماس" إسرائيل باغتيال المبحوح. وتوعّد رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بالثأر من إسرائيل التي اتهمها باغتيال المبحوح. ونقلت وكالات أنباء عن مشعل بعد إتمام مراسم دفن المبحوح في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق "أننا سنثأر لدماء هذا العملاق الزكية، والأيام سجال بيننا، يوم لنا، ويوم علينا، سنثأر لدم هذا الرجل". وقالت حركة حماس في بيان إن المبحوح الذي يقيم مع أسرته في دمشق كان من مؤسسي كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية ل"حماس"، كما أنه خطط للعديد من العمليات البطولية الموجهة للاحتلال. يذكر أن محمود المبحوح من مواليد 14 فبراير 1960 في مخيم جباليا، حيث تقيم عائلته اللاجئة. طارده الجيش الإسرائيلي لاعتقاله في 13 مايو 1989 لكنه تمكّن من الهرب من غزة بعد نحو شهرين. وكانت كتائب القسام أعلنت في 20 يناير عن وفاة المبحوح في دبي "إثر عارض صحي مفاجئ نجري تحقيقاً في أسبابه". وما زالت إسرائيل تلزم الصمت حيال اتهامات "حماس" ولكنها اتخذت إجراءات أمنية مشددة تحسبا من الثأر الذي توعد به مشعل. وقالت الصحف الإسرائيلية إن المبحوح كان مسؤولا عن توريد أسلحة من إيران إلى قطاع غزة. وقيل في إحدى الروايات إن عملاء المخابرات الإسرائيلية تمكنوا من تعريضه للتسميم من خلال افتعال أزمة قلبية. يذكر أن الإسرائيليين كانوا قد حاولوا قتل خالد مشعل بطريقة مشابهة في العاصمة الأردنية عمان في عام 1997. وعلى حسب محطة "قول إسرائيل" الإذاعية فإن المبحوح فتح بنفسه باب غرفته أمام القتلة إذ رأى امرأة كان قد تعرف إليها، من بينهم. وقالت صحيفة "فريميا نوفوستيه" الروسية إن معظم الإسرائيليين يعتقدون أن الموساد تورط في مقتل هذا المتشدد الإسلامي. وقد قامت إسرائيل بإجراء نحو 50 عملية اغتيال سرية خلال الأعوام الأربعين الماضية كان أبرزها اغتيال مَن تورطوا في قتل الأولمبيين الإسرائيليين في ميونيخ في عام 1972.