بمناسبة اعلان 2009 سنة وطنية لمكافحة التدخين تحتضن تونس يومي 13 و14 نوفمبر اجتماع فريق العمل الدولي التابع لمنظمة الصحة العالمية والخاص بالبرامج الوطنية لمقاومة التدخين. ويشكل هذا اللقاء الدولي الذى يجمع ممثلين عن الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية المعنية وباحثين وخبراء من عديد البلدان الشقيقة والصديقة مناسبة للوقوف على انجازات البرنامج الوطني فى تونس لمكافحة التدخين وتقييم وتبادل التجارب في المجال. وقد حظي موضوع مقاومة التدخين بكل الاهتمام في تونس لا سيما من خلال الخطة الوطنية المتكاملة لمكافحة ظاهرة التدخين والتي تشمل الجوانب التشريعية والترتيبية والتوعوية والتحسيسية فضلا عن المساعدة على الاقلاع عن التدخين. وتوفقت تونس خلال سنة 2009 الى تعزيز الجهود على الصعيد الوطني لمكافحة ظاهرة التدخين بهدف التقليص في نسبة المدخنين بمعدل نقطتين سنويا خلال الاعوام الخمسة القادمة الى جانب تطوير المواقف والسلوكات الرافضة للتدخين لدى كل الفئات في ضوء مبادرة رئيس الدولة اعلان 2009 سنة مكافحة التدخين . وقد تركزت الجهود لاحكام تجسيم هذه المبادرة التي كانت محل اشادة عالمية وتترجم الحرص فى تونس على الحفاظ على صحة المواطن وحمايتها من المخاطر والاهمية التي تكتسيها المقاربة الوقائية صلب السياسة الصحية الوطنية. وفي هذا الاطار تم وضع خطة عمل لسنة 2009 تشرك مختلف الاطراف المعنية من هياكل عمومية ونسيج جمعياتي ووسائل اعلام وطنية ومنظمات دولية لتنفيذ جميع محاورها المتضمنة تعزيز الانشطة التحسيسة لتعميق الوعي بمضار التدخين وتعميم مشروع اوساط صحية ومدرسية وجامعية ومهنية خالية من التبغ وتقييم مردودية عيادات المساعدة على الاقلاع وتعميمها فضلا عن تفعيل قانون منع التدخين بالاماكن العمومية. ولتكثيف التوعية والتحسيس اطلقت حملات واسعة في مختلف وسائل الاعلام وعبر شبكة الهاتف الجوال كما تكثفت الانشطة الميدانية الموجهة لمختلف الفئات لاسيما بالاوساط المدرسية والجامعية والمهنية الى جانب مرتادى المؤسسات الصحية والفضاءات الرياضية والثقافية بهدف تجذير سلوك رافض للتدخين وتعميق الوعي بالاثار الوخيمة لهذه الافة على الصحة فضلا عن كلفتها الاجتماعية والاقتصادية الباهظة. كما تم تسهيل النفاذ الى خدمات عيادات المساعدة على الاقلاع عن التدخين عبر مزيد تعميم هذه الفضاءات باحداث ما يناهز 100 عيادة اضافية خلال 2009 فى مختلف جهات البلاد ضمن تجربة بداتها تونس منذ سنة 2000 وتقرر في نفس الاطار توفير الجرعات الاولى عن المعوض النيكوتيني والحبوب المعالجة للادمان بصفة مجانية مع مزيد الضغط على أسعار هذه المواد. وبادرت وزارة الصحة العمومية بتدريب 1800 من اطباء الخطوط الامامية في القطاعين العام والخاص في مجال التحسيس بمضار التدخين والتكفل بالراغبين في الاقلاع عنه. واستهدفت الخطة ايضا تفعيل قانون تحجير التدخين بالفضاءات ذات الاستعمال الجماعي مع اعطاء الاولوية الى الموءسسات الصحية والتربوية وتوسيع التحجير بصفة تدريجية على المقاهي والمطاعم والمؤسسات السياحية. وتم بالخصوص تكوين وتأهيل 1730 من أعوان الصحة في مجال المراقبة ورفع المخالفات لمعاضدة جهود أعوان الضابطة العدلية فضلا عن تشكيل لجان جهوية بكافة الولايات لمراقبة الفضاءات المستهدفة. كما تجرى مراجعة هذا القانون بهدف دعم نجاعته في مكافحة افة التدخين الى جانب اعداد مشروع قانون يتعلق بالموافقة على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الاطارية بشان مكافحة التبغ. علما ان تونس وقعت هذه الاتفاقية في اوت 2003 وتعول الخطة الوطنية لمكافحة التدخين بشكل اساسي على المشاركة النشيطة لمختلف مكونات المجتمع المدني من خلال مزيد تعبئة قدرات المنظمات والجمعيات وتوظيف حضورها الميداني. وفي هذا الصدد وتجسيما لتوصيات رئيس الدولة التامت يوم 6 جوان 2009 ندوة وطنية للمنظمات والجمعيات المساهمة في هذه الخطة توجت باعلان ميثاق وطني يعبر عن التزام هذه الاطراف بالاسهام الفاعل في تجسيم مبادرة رئيس الدولة جعل 2009 سنة مكافحة التدخين. وتفيد الدراسات ان التدخين يوءدى سنويا الى وفاة 6850 شخص في تونس كما تنبه الى ان التدخين يعد السبب الرئيسي لعديد الامراض المزمنة والخطرة كامراض القلب والشرايين والامراض التنفسية ويتسبب في ثلث حالات الامراض السرطانية. وعلى ضوء مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي اعلان 2010 سنة مكافحة امراض السرطان ستتواصل الجهود لكسب الرهانات التي تطرحها عديد العوامل لا سيما التحولات الوبائية والديمغرافية وتغير انماط العيش والسلوكات المحفوفة بالمخاطر وفي مقدمتها التدخين.
