وليد عبد الله - تجدد الاشتباكات المسلحة، الخميس، بين قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، ونظيرتها التابعة لحكومة الوفاق الوطني، في عدة محاور جنوبي العاصمة طرابلس. ووفق مراسل الأناضول، تجددت الاشتباكات في محور العزيزية (45 كلم جنوبطرابلس)، ومحوري عين زارة ووادي الربيع، جنوبيطرابلس، بعد هدوء استمر ليومين بالمحورين الأخيرين. وبالتزامن مع ذلك، شهدت المدينة تحليقا للطيران الحربي على عدة أحياء، بينها عين زارة ووداي الربيع والسواني، التي استعادت قوات الوفاق معظم أجزائها من قوات حفتر. وفي السياق ذاته، قال محمد قنونو، الناطق باسم قوات "الوفاق"، إن القوات التابعة للحكومة المعترف بها دوليا، "أحرزت، الخميس، تقدما في محاور عين زارة، ووادي الربيع، جنوبيطرابلس". وأضاف قنونو، للأناضول، أن "تقدم قوات الوفاق مكّن من إخراج العائلات العالقة بمناطق الاشتباكات". كما مكّن أيضا من "تعزيز المواقع التي سيطرت عليها القوات، لصدّ أي هجوم محتمل لقوات حفتر". ووفق قنونو، فإن الطيران الحربي التابع لقوات "الوفاق" وجّه، الخميس، ثلاثة ضربات جوية، ضد تمركزات لقوات حفتر، بينها مواقع في مدينة غريان (100 كلم جنوبطرابلس)، دون تفاصيل إضافية حول الضربات الأخرى. من جانبه، قال المتحدث باسم خارجية حكومة الوفاق، محمد القبلاوي، إن "المجلس الرئاسي (لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا) يسعى لإرسال مبعوثين لعدة دول (لم يذكرها)، لتوضيح حقيقة هجوم حفتر، ونفي الاتهامات حول وجود إرهابيين ضمن قوات الوفاق". وأضاف القبلاوي، خلال مؤتمر صحفي عقد الخميس بطرابلس، أن "ليبيا لن تقبل إلا بإدانة هجوم حفتر على العاصمة، باعتبارها قوة معتدية، وإجبارها على الرجوع من حيث أتت". وفي 4 أبريل/ نيسان الجاري، أطلق حفتر عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، في خطوة أثارت رفضًا واستنكارًا دوليين. ولم تحقق العملية العسكرية حتى اليوم أي تقدم ملموس حقيقي على الأرض، ولاقت عدة انتكاسات أيضًا في بعض المناطق. ومنذ 2011، تعاني ليبيا صراعًا على الشرعية والسلطة يتركز حاليًا بين حكومة "الوفاق" في طرابلس (غرب)، وخليفة حفتر، الذي يقود الجيش في الشرق.