نصرالدين السويلمي بعد عودة الباجي قائد السبسي الى المستشفى العسكري لم يعد السؤال المطروح لماذا عاد، فتلك مشيئة الأقدار ونسأل الله له الشفاء العاجل، لكن السؤال وبعد ان تبين ان مقاليد السلطة بيد حافظ قائد السبسي، لماذا حافظ بالذات في حين لا يملك أي صفة رسمية على غرار السعيد بوتفليقة الذي حكم الجزائر من بوابة المستشار الأول للرئيس بوتفليقة، لماذا لم يستحوذ أحد مستشاري الرئيس أو أي من كبار موظفي القصر على الصفة ومن ثم على الطابع او الختم، لماذا السبسي الابن وهو المعزول من كل الصفات رسمية والملاحق حتى في صفته الحزبية. هذا السؤال الخطير يجب ان يعالج خلال المحطات المقبلة، ولا يمكن ان يمر الاعتبار والتدبر، يجب أن تتوفر ضمانات قانونية بل ودستورية قوية وواضحة تحول دون استغلال منصب الرئيس وختم الرئيس وصلاحيات الرئيس حين يعجز الرئيس، نحن أمام ثغرة خطيرة شاهدنا كيف تم استغلالها في نسف قانون الانتخابات واسقاط العمل الطويل الذي اشتغلت عليه اللجان طوال اشهر، وأقره البرلمان ثم انهار بجرة جلسة مشبوهة بين السبسي الابن ونبيل القروي. وقعت تونس فريسة لثغرة حولت الرئاسة من الاب الى الابن، وحولت وجهة القانون الأكثر حساسية الى سلة المهملات، وحولت نورالدين بن تيشة من مستشار للرئيس الغير مباشر لمهامه الى عامل لدى المستشار الجديد للرئيس الجديد، ثغرة نفذ منها القروي وحافظ وبن تيشة، سمحت للقروي بالتخلص من القانون الذي يلاحقه، وسمحت لحافظ بالحصول على حليف جديد وسمحت لنورالدين بن تيشة بالتموقع داخل حزب القروي، لذل لابد من الانتباه، ثم الانتباه، حذار ثم حذار ثم حذار، ثغرة أخرى من هذا القبيل ستكون التجربة في مهب الريح بل ستكون تونس برمتها في مهب الريح. عجل الله بشفاء الرئيس، وعجل الله بإطلاق سراح طابع رئاسة الجمهورية من أسر حافظ ونبيل ونورالدين، و وقانا الله شر الخميس الأسود، الذي ارادوه سابقا ففشلوا وسيفشلون كما دوما.