أسامة الشعلالي منذ اشهر ليست بالبعيدة خرج علينا الشيخ راشد في احدي المقابلات التلفزية علي قناة فرانس اربعة و عشرون ليدلي بتصريح ماجت و هاجت معه شبكات التواصل الاجتماعي حينما لقب المرشح الرئاسي الذي ستدعمه النهضة بالعصفور النادر. تصريح تجاوز وسائل التواصل الاجتماعي حتي يحدث ضجة كبيرة و هزة اعلامية تعودنا عليها في بعض الاحيان من طرف الشيخ راشد فتراه مرة هو نفسه يفتعلها و مرة اخري يجد نفسه في دائرتها لتنعكس هاته التصريحات و تصبح متداولة بشدة و حديث الساعة في الساحة السياسية و الاعلامية التونسية. تصريح يراه البعض نوعا من المزح و الفكاهة للشيخ و لكنه يحمل كثير من المعاني و المكر و الحياكة. فنحن تبين لنا اليوم جليا ان هذا العصفور حقا نادر مع تشتت الاصوات الثورية وكثرة الاسماء المطروحة فاليوم يكاد باتا ومستحيلا ان نعرف من هو الرئيس القادم او حتى المرشحان اللذان سيمران الي الدور الثاني في الانتخابات الرئاسية. هذا كله الي حد هذه الساعة امر غير واضح و معلوم و صعب علي المرء ان يبت فيه عكس انتخابات 2014 التي كانت نتائج الدور الأول معلومة و معروفة بين الباجي و المرزوقي. و لكن الامر الواضح و الجلي ان احد المرشحين الذي سيعبر إلي الدور النهائي لابد له من المرور علي الكيان النهضاوي و اعلان البيعة و السمع و الطاعة له بكل خشوع و خنوع ، و هذا امر محتوم و واقعي بقي من هو هذا المرشح الغير النهضاوي الذي لن يتصدر القصر الرئاسي دون المرور علي الكيان النهضاوي. تتجه كل الاضواء هذه المدة نحو ثلاثة مرشحين بارزين ممكن ان ينالوا تزكية البيت النهضاوي و هم عبد الكريم الزبيدي يوسف الشاهد و مصطفي بن جعفر. لن تجد حركة النهضة مرشحا تدعمه و يكون محل توافق خارجي يرضي عنها الغرب بشقيه الفرنسي و الامريكي دون ان ننسي الداخل التونسي و خاصة البلدية و سكان الحاضرة او اقليم الساحل. الحاضرة و الساحل اللذان كان دائما مركزا ثقل خاصة في اختيار الرئيس فتونس لم تعرف رئيسا خرج من غير هذه الدوائر باستثناء المرزوقي فبورقيبة ثم بن علي و بعد الثورة المبزغ و السبسي كلهم خرجوا من نفس الدائرة تقريبا. النهضة ليست مستعدة ان يكون مرشحها من غير الشق الثوري او من الذين يكنون العداوة لسبعطاش ديسمبر و انصارها، فالذي يلاحظ التصدع و التشقق الذي يصيب الداخل النهضوي و يعصف بهذا الكيان الذي صقلته المحن و الشدائد و العمل السري في سنوات الجمر و الابتلاء اصبح غير مستعد لما يزيد هشاشته و تصدعه كأن تدعم النهضة شخصا مثل الزبيدي او الشاهد ذلك الصبي الفاشل و خاصة دون ان ننسي ان شريحة كبري متعاطفة مع الجبالي احد كبار الرعين الاول و المؤسسين، فالنهضة لن تستطيع أن تحافظ علي تماسكها و تشتت اصواتها و انضباط قواعدها ان سارت في التمشي الذي يدعم الشاهد او الزبيدي. لن تجد النهضة شخصا تثق فيه و يضمن مصالحها اكثر من رجل كان معارضا سابقا لبن علي ثم ترأس المجلس التأسيسي وكان جزءا من منظومة حكم الترويكا و لم ينقلب بعد ذلك عليها كما فعل البعض الآخر و يعلن العداوة و الحرب عليها كما فعل عبو مثلا. فهل يكون مصطفي بن جعفر العصفور النادر ?