وات - ببادرة من بلدية قبلي وبالاشتراك مع الجمعية التونسية للطاقة والمياه والبيئة انتظم صباح اليوم يوم إعلامي حول " الكلاب السائبة خطر يهدّد صحّتك" خصص للتعريف بهذا المرض وسبل الوقاية منه. وأوضح رئيس بلدية قبلي احمد يعقوب بالمناسبة ان ظاهرة الكلاب السائبة تفاقمت خلال السنوات الاخيرة وباتت تشكل خطرا على سلامة المواطنين في أغلب بلديات الجهة وبلغت حدّ التسبب في قتل بعض المواشي بعدد من القرى وفي مقتل شخص ببلدية الفوار خلال الشهر المنقضي إثر تعرّضه لهجوم من كلب من الأنواع الخطرة وهو ما يتطلب التفكير في حلول ناجعة للحد من هذه الظاهرة المقلقة على غرار احداث مركز جهوي او بلدي لتلقيح وتطعيم هذه الكلاب ومن ناحيتها استعرضت الدكتورة المختصة في الصحة الوقائية وفاء حرابش خلال هذا اليوم الاعلامي اهم المؤشرات الوطنية والعالمية حول داء الكلب ومسبباته وسبل الوقاية منه مبينة ان هذا المرض الفيروسي الخطير يودي بحياة حوالي 70 الف شخص سنويا حول العالم وقد تم تسجيل حالتي وفاة بهذا المرض بتونس خلال هذه السنة و3 حالات خلال سنة 2018 وحالة وحيدة سنة 2017 و4 حالات خلال سنة 2016 وأكدت الدكتورة حرابش ان معدل الاصابة بهذا الداء عاد الى الارتفاع بعد سنة 2011 نظرا للتراخي المسجّل في العناية بالوضع البيئي في البلاد خلال السنوات الاخيرة ممّا انجرّ عنه تفاقم ظاهرة الكلاب السائبة خاصة بالمصبات العشوائية للفضلات والتي تعتبر المتسبب الرئيسي للاصابة بالمرض بالبلاد التونسية . واوضحت ذات المصدر البلديات بالتعاون مع الوحدات الامنية تبذل مجهودا للحد من هذه الظاهرة حيث تم قنص قرابة 40 الف كلب سائب سنة 2018 الا ان هذه العملية تظلّ غير كافية للحد من الخطورة التي تمثلها على المواطنين خاصة في ظل معارضة بعض جمعيات المجتمع المدني ونقص الامكانيات المسخرة لهذه العملية لدى البلديات والوحدات الامنية مبينة ان البلاد التونسية خصصت سنة 2018 قرابة 5 ملايين دينار لاقتناء الامصال والعلاجات الضرورية لداء الكلب كما انه يوجد بالبلاد 360 نقطة إحاطة صحّية بالحالات التي تتعرض لمهاجمة من الحيوانات التي يشك في حملها للمرض و208 مراكز مختصّة في داء الكلب . وأكدت أن أوّل تدخل يجب على المصاب اجراؤه عند التعرض لمهاجمة من احد الحيوانات السائبة وخاصة منها الكلاب هو غسل الجروح بالماء المتجدّد والصابون لمدة لا تقلّ عن 15 دقيقة مع التنقل إلى أقرب وحدة صحية لتلقي الاحاطة الضرورية كما انه يجب على كافة الاطراف المتدخلة في مقاومة داء الكلب الذي خصته البلاد ببرنامج وطني منذ سنة 1992 مزيد التنسيق للتصرّف في الكلاب السائبة مع تدعيم التثقيف الصحي للمواطنين والعمل على احداث مراكز لتلقيح وتطعيم هذه الكلاب والحد من انتشار المصبات العشوائية للفضلات التي تمثل البيئة الحاضنة لهذه الكلاب والمكان الانسب لتكاثرها.