- طارق عمراني - نشر صحيفة لوموند تقريرا تحت عنوان Coronavirus : les experts du Quai d'Orsay redoutent le « coup de trop » qui « déstabilise » l'Afrique بقلم فريديريك بوبين مراسلها في تونس تحدث عن مذكرة سرية لباحثين و ديبلوماسيين في مركز التحليل و الإستشراف و الإستراتيجيا التابع لوزارة الخارجية الفرنسية . و أعتبر التقرير ان الوثيقة ارسلت للجهاز التنفيذي في فرنسا للتحذير من خطر "زعزعة الإستقرار الدائم " في الدول الإفريقية و خاصة الفرنكوفونية ،حيث يمكن لجائحة كورونا أن تضخم ازمة المجتمعات و الدول . و اشارت المذكرة أن موجة الصدمة التي سيتسبب بها الوباء يمكن أن تكون بمثابة ضربة قاصمة لأجهزة الدولة في الدول الافريقية . وقال التقرير إن أزمة كورونا لم تستفحل بعد في أفريقيا حيث تم رسميا تسجيل 7000 حالة إصابة و284 حالة وفاة حتى يوم 3 افريل إلا أن فيروس كورونا يمكن أن يصبح "فيروسا سياسيا"، خاصة عندما "تثبت الدولة هناك عدم قدرتها على حماية سكانها"، في إشارة إلى بعض الدول الفرنكوفونية الضعيفة اقتصاديا وغير المستقرة سياسيا. ووفقا للمحللين، فإن إجراءات الحجر الصحي التي تفرضها السلطات ويصعب الحفاظ عليها على مدى أسابيع عديدة، قد تؤدي إلى انهيار اقتصاداتها التي تعتمد إلى حد كبير على الشركاء الغربيين والمساعدات التنموية المعرضة للنهب، مما "سيقوض التوازن الهش للاقتصاد غير الرسمي الضروري للحفاظ على العقد الاجتماعي". و أشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن المناخ العام القلق الذي تعرفه الدول الإفريقية من شأنه أن يؤدي إلى إحتجاجات شعبية تهاجم خاصة الحكومات الإستبدادية الفاسدة مع صعود التيارات الشعبوية التي تنخرط في توظيف الوباء للتلاعب بالمشاعر الشعبية و هو ما بدأ يتضح عبر رواج اطروحات المؤامرة و الإشاعات مما ينبؤ بفقدان السيطرة على الرأي العام . و أوصى مركز التحليل و الإستشراف و الإستراتيجيا فرنسا بإستباق هذه التغييرات المنتظرة بالتعامل و التنسيق المكثف مع حلفائها في البلدان الإفريقية من رجال الاعمال و الأحزاب السياسية و جماعات الضغط و ان اقتضى الامر التضحية ببعض الانظمة السياسية التي فشلت في إدارة الأزمات في بلدانها .